أكد وزير الدفاع السويدي السابق بيتر هلوكفست، أهمية اعتراف دول العالم بالدولة الفلسطينية، وتقديم الدعم لها من أجل تعزيز حل الصراع وتحقيق السلام.

وقال هلوكفست في حديث لبرنامج مع رئيس التحرير: "نؤمن بأن السياسيين حول العالم يتحدثون عن أهمية حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين كعامل أساسي من أجل التوصل إلى هذا الحل".

ولفت إلى أن السويد تدفع دائما الدول الاوروبية لتحذو حذوها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، معرباً عن استغرابه من تأخر هذا الأمر حتى اللحظة، وقال: "نحن نرى تغيراً واضحاً في مواقف بعض الدول الأوروبية في الفترة الأخيرة واستعدادها ووجود النية للاعتراف بالدولة الفلسطينية".

وأضاف: "أشعر بالفخر حيال قرار المحكمة السويدية الاعتراف بدولة فلسطين، وأتذكر جيداً الاجتماع على مستوى الحكومة لاتخاذ تلك الخطوة التي كان الهدف منها التوصل إلى الحل السلمي في الشرق الأوسط وحل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني بطريقة سلمية"، مؤكداً أن حكومة بلاده تعرضت لضغوطات كبيرة في حينها إلا أنها بقيت متمسكة بموقفها الداعم للدولة الفلسطينية.

وحذر هلوكفست من خطورة الأوضاع في قطاع غزة وارتفاع أعداد الشهداء وتدمير البنية التحتية والمباني وتدهور الاوضاع باستمرار، وقال: "نحن نرى بأن ما يحدث في قطاع غزة مثير للرعب ومعاناة اللاجئين بشكل يومي سيناريو صعب جداً على الشعب الفلسطيني ولا يمكن القبول بذلك".

وأكد أن حزبه الحزب الاشتراكي الديمقراطي يواصل الضغط على الحكومة كي ترفع صوتها لوقف إطلاف النار وإدخال المساعدات ووقف بناء المستوطنات ودعم فلسطين في المنظومة الأممية.

كما أكد أن الأنشطة الطلابية والمظاهرات الداعمة لفلسطين حول العالم سوف يكون لها تأثير واضح على المجتمعات، وفي أميركا ستدفع الإدارة الأميركية للنظر بالوضع الفلسطيني بشكل أكثر جدية في ظل ما يتعرض له قطاع غزة من عمليات قتل وتدمير مستمرة.

أما فيما يتعلق بالمسيرات والاحتجاجات التي تخرج في الشوارع السويدية، قال: "السويد بلد ديمقراطي وللشعب الحق في تنظيم المظاهرات والتعبير على رأيهم ضد الحرب الاسرائيلية على فلسطين".

ولفت إلى وجود حالة من القلق الكبير لدى العالم من العنف الكبير الي تمارسه اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، داعياً إلى ضرورة وجود تحركات من قبل المجتمع الدولي لفرض العقوبات على الحكومة الاسرائيلية .

وحذر من "خطورة الأوضاع في الشرق الأوسط وإمكانية تاثير ذلك على بلدان أخرى ما لم يتم حل هذا الصراع، لافتاً إلى أن بناء المستوطنات والعنف الاسرائيلي هما المشكلة، والحكومة الاسرائيلية لا تريد تحقيق السلام"، مشدداً على ضرورة اتخاذ خطوات فعلية على الأرض للضغط على اسرائيل لوقف هذه الممارسات.

وفيما يخص استهداف اسرائيل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، قال: "عدم تمويل الوكالة من شأنه أن يؤجج الأوضاع ويجعلها أكثر سوءاً"، معتبراً وقف تمويل الأورنوا من قبل بعض الدول قراراً خاطئاً، مؤكداً ضرورة استمرار الدعم للوكالة للقيام بمهامها.

وشدد على ضرورة وقف اسرائيل اجراءاتها في الضفة الغربية والقدس واحترام الأماكن المقدسة، الاسلامية والمسيحية، وتعزيز البيئة الآمنة والسلمية ولجم سلوك المستعمرين .

وحول منحه وسام الاستحقاق والتميز الذهبي من قبل سيادة الرئيس محمود عباس لدوره في تعزيز العلاقة الفلسطينية السويدية، قال: "نحن نعمل في البرلمان السويدي بشكل منتظم من أجل الأنشطة المختلفة التي من شانها التوعية حول القضية الفلسطينية ونضغط على الحكومة من خلال طرح أسئلة كثيرة عليها فيما يخص المستوطنات الاسرائيلية".

وأضاف: "نعمل في البرلمان السويدي بشكل منظم من أجل فرض القيود على المستوطنين والمستوطنات الاسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة، عبر التواصل مع المسؤولين عن السياسات الخارجية لطرح هذه المسألة ودعم الشعب الفلسطيني"، داعياً إلى "فرض عقوبات على بناء المستوطنات في الضفة الغربية ومقاطعة المنتجات والبضائع من هذه المستوطنات".