أحرق مستوطنون إسرائيليون مساء يوم أمس الخميس 2024/05/16، شاحنة فلسطينية وسط الضفة الغربية المحتلة، ظنوا أنها تحمل مساعدات إلى قطاع غزة، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، وأصيب سائق الشاحنة الفلسطيني بجراح متوسطة من جراء الاعتداء عليه.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر أمني (لم تسمه)، أنّ مستوطنين أشعلوا النار عمدًا في شاحنة فلسطينية قرب مستوطنة كوخاف هشاحار.

وتحجج المستوطنون الذين اعتدوا على الشاحنة بأنهم يعتزمون منع وصول الشاحنات التي تقوم بتوصيل مساعدات إلى غزة من الضفة المحتلة.

وأشار المصدر، إلى أنّ هذا الاعتداء ليس الأول خلال يوم أمس؛ حيث حاول عشرات المستوطنين اعتراض شاحنات فلسطينية أخرى للسبب ذاته. ونفى المصدر توجه أية شاحنات، يوم أمس الخميس، إلى غزة.

بدوره، أعلن جيش الاحتلال عن إصابة ضابطين وجندي أصيبوا بجراح طفيفة بعد أن تم مهاجمتهم من قبل مستوطنين اعتدوا على سائق شاحنة فلسطيني قرب "كوخاف هشاحر".

وجاء في بيان صدر عن جيش الاحتلال: أن "عشرات المواطنين الإسرائيليين تعاملوا بعنف مع قوة للجيش حاولت تفرقهم عن سائق شاحنة فلسطيني هاجموه وأضرموا النار في شاحنته قرب كوخاف هشاحر".

وأضاف: أنه "نتيجة لذلك، أصيب ضابطان من جيش الاحتلال ومقاتل آخر بجروح طفيفة وعولجوا في الموقع".

وقال: إن "قواته منتشرة في المنطقة للعمل على الحفاظ على سلامة السكان والقانون والنظام".

والأربعاء، منع مستوطنون "26" شاحنة تجارية من المرور من الضفة الغربية المحتلة إلى قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة للشهر الثامن.

ولفتت هيئة البث الإسرائيلية مساء امس، إلى أن استئناف الأنشطة التجارية والشحنات التجارية من الضفة الغربية لقطاع غزة، بموافقة الحكومة الإسرائيلية.

وبدوره، توجه وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، وطالبه بالكشف عما إذا كان الجانب الإسرائيلي وافق على استئناف الأنشطة التجارية بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

وعارض سموتريتش، نقل البضائع التجارية من الضفة الغربية المحتلة إلى قطاع غزة، معتبرًا أن ذلك يجالف قرار الكابينيت بالسماح بنقل المساعدات المقدمة من قبل الدول والمنظمات إلى قطاع غزة.

وبموازاة حربه المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 على غزة، صعّد جيش الاحتلال ومستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة، بما فيها القدس، ما أدى إلى استشهاد "503" فلسطينيين وإصابة نحو "5" آلاف واعتقال حوالي "8" آلاف و"755"، وفق إحصاءات فلسطينية رسمية.

وخلال الأيام القليلة الماضية، وسّع مستوطنون من رقعة اعتداءاتهم بأنحاء الضفة ضد الفلسطينيين، واستهدفوا مرات عديدة الشاحنات المتوجهة إلى غزة، وقاموا بنهب عدد منها.

ويعاني سكان قطاع غزة، ولاسيما نحو مليوني نازح، من نقص حاد في المواد الغذائية، من جراء استمرار إغلاق إسرائيل معبر رفح لليوم العاشر على التوالي ومعبر كرم أبو سالم لليوم الثاني عشر على التوالي؛ مما يدفع القطاع إلى براثن مجاعة، وفق تحذيرات منظمات إنسانية دولية.

وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من "114" ألف بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي "10" آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.