ألغى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، موعدين كانا مقررين لاجتياح مدينة رفح جنوبي قطاع غزة المحاصر، وذلك مع تزايد الضغوط الدولية الرافضة للهجوم على المدينة التي أصبحت مخيمًا ضخمًا للاجئين يؤوي ما يقرب من مليون ونصف مليون فلسطيني في ظروف صحية كارثية.

جاء ذلك بحسب ما افادت الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان - ريشت بيت"، اليوم الثلاثاء 2024/04/30، وأشارت إلى أن ذلك يأتي بالتزامن مع محاولات الوسطاء للتوصل إلى اتفاق جديد حول تهدئة مؤقتة في قطاع غزة مرتبطة بصفقة تبادل أسرى مع الفصائل الفلسطينية؛ وذكر التقرير أن التوقعات تشير إلى أن فشل جولة المفاوضات الحالية سيقود إلى بدء العملية رفح "قريبًا".

وأكد مسؤول إسرائيلي رفيع، أن تل أبيب قررت حاليًا عدم إيفاد مفاوضيها للمشاركة في مباحثات الوسطاء في العاصمة المصرية القاهرة، بحسب ما أوردت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11" صباح اليوم، وأشارت إلى أن الحكومة الإسرائيلية قررت انتظار رد الفصائل الفلسطينية النهائي على المقترح المعروض قبل اتخاذ قرار نهائي بهذا الشأن.

وفيما يزيد حلفاء نتنياهو من اليمين المتطرف، الضغوط عليه لدفعه إلى رفض مقترح الصفقة الذي يناقشة الوسطاء، مهددين بتعريض استقرار حكومته للخطر إذا تراجع عن شن هجوم على رفح، أفاد مكتب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، بأن الأخير سيجتمع مع نتنياهو عصر اليوم، على خلفية تطور المفاوضات والتقارير حول تأجيل عملية رفح.

ووفقًا للإذاعة العامة الإسرائيلية، فإنه مع تزايد الضغوط الدولية ضد عملية إسرائيلية في جنوبي قطاع غزة، وبالتزامن مع محاولات الوسطاء للتوصل إلى اتفاق جديد لإطلاق سراح الرهائن، قرر نتنياهو وقف العملية في رفح في الوقت الحالي، وأكدت أنه "لقد تم بالفعل تحديد موعدين لبدء العملية" قبل أن يقرر نتنياهو تأجيلها.

وفي هذا السياق، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي صباح اليوم، عن مسؤولين في الأجهزة الأمنية، أنه "إذا تم التوصل إلى صفقة تبادل أسرى فمن المؤكد أنه سيتم تأجيل العملية في رفح، لكننا لن نوافق على مماطلة الفصائل. إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال اليومين أو الثلاثة أيام المقبلة، فسيتم إصدار الأمر بشن الهجوم على رفح".

وأضافت المصادر: أن "الجيش أنهى استعداداته لعملية رفح، معسكرات الخيام لإخلاء الناس من رفح أصبحت جاهزة، وكل شيء ينتظر الضوء الأخضر النهائي من القيادة السياسية"، وشددت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الأجهزة الأمنية تدعم الصفقة بشكل كامل، حتى ولو بتكاليف صعبة، ولكن ليس بثمن إنهاء الحرب.

وحث شركاء نتنياهو من حزبي "الصهيونية الدينية" و"عوتسما يهوديت"، على عدم التراجع عن اجتياح رفح، مهددين بإسقاط الحكومة، بينما يواجه نتنياهو ضغوطًا من الحلفاء الدوليين لإلغاء خطط الهجوم بسبب خطر سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين وحدوث كارثة إنسانية، ما يضع نتنياهو أمام معضلة ويضعه أمام الاختيار بين صفقة تبادل أم هجوم على رفح.

وفي هذا السياق، سُئل عضو الكنيست المتطرف تسفي سوكوت "الصهيونية الدينية"، الذي يشغل منصب رئيس اللجنة البرلمانية المعنية بشؤون الضفة الغربية، المتفرعة عن لجنة الخارجية والأمن، في مقابلة أجراها صباح اليوم، مع إذاعة 103FM، عما كان حزبه سيحل الحكومة إذا قررت إسرائيل الذهاب إلى صفقة تبادل مقابل هدنة في قطاع غزة.

وأجاب سوكوت فأجاب: "إذا فهمنا أن هذا الشيء قد يوقف الحرب، بالتأكيد، لن نكون جزءًا ذلك، لن نكون جزءًا من الحكومة. لا أنا ولا أصدقائي ولدنا أعضاء في الكنيست، وإذا اضطررنا لفعل ذلك (الانسحاب من الحكومة)، فسوف أفعل ذلك بكل برضى كامل، هناك خطوط حمراء لن نتجاوزها".

وعُقد اجتماع يوم أمس الإثنين، في القاهرة بين ممثّلي الوسيطين المصري والقطري، ووفد من الفصائل الفلسطينية التي يُنتظر ردها على هذا المقترح الذي تم التفاوض عليه بين إسرائيل ومصر. وغادر وفد الفصائل مصر وعاد إلى قطر " للتشاور بالأفكار والمطروح على الفصائل الفلسطينية".