طالبت جامعة الدول العربية، المجتمع الدولي بضرورة التحرك الجاد والفوري لوقف الحرب الشرسة التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل الى قطاع غزة، والعمل على وجه السرعة على تنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الاستثنائية الطارئة بتاريخ 26/10/2023 بشأن "الأعمال الإسرائيلية غير القانونية وحماية المدنيين والتمسك بالالتزامات القانونية والإنسانية".

وطالبت الأمانة العامة للجامعة العربية، في بيان أصدرته لمناسبة الذكرى 106 لإعلان بلفور، اليوم الخميس، مجلس الأمن بممارسة اختصاصاته في تحمل مسؤولياته بتطبيق قواعد القانون الدولي بمعايير العدل والإنصاف وتجاوز حالة العجز والغياب، والعمل على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لهجمة إسرائيلية شرسة وغير مسبوقة في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها مدينة القدس.

وقال البيان، إن ما يحدث هذه الأيام في قطاع غزة وفي الضفة الغربية المحتلة إنما هو استمرار لمسلسل المجازر والتهجير وتفريغ الأرض من سكانها الأصليين الذي بدأ مع تصريح بلفور المشؤوم، وإن المسؤولية اليوم تقع على عاتق المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن باتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة، لحماية الشعب الفلسطيني وانصافه من تبعات ذلك التصريح المشين ومن هذه الحرب الإجرامية، وذلك بإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالوقف الفوري لعدوانها ضد المدنيين ووقف سياسة التهجير القسري والتطهير العرقي والتدمير المنهجي لحياة للشعب الفلسطيني، والتصدي لنظام الفصل العنصري والاستيطان الاستعماري واستباحة الأرواح والمقدسات الإسلامية والمسيحية، خاصة في مدينة القدس والحرم القدسي الشريف.

كما أكدت، أن الوقوف إلى الجانب الصحيح من التاريخ يتمثل في الوقوف إلى جوار الحق الفلسطيني والشعب الفلسطيني، وأنه لا توجد هناك صيغة أخرى يمكن أن تؤدى إلى الاستقرار والأمن في المنطقة سوى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قوانين وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية.

وقالت الأمانة العامة، يحل علينا هذا اليوم الذكرى 106 لتصريح بلفور المشؤوم الذي أصدره وزير الخارجية البريطاني "آرثر جيمس بلفور" في الثاني من نوفمبر من عام 1917، لإنشاء وطن قومي لليهود بفلسطين، والشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي عموم الأرض الفلسطينية المحتلة، يتعرض لحرب تدميرية شرسة ومتصاعدة، خلفت الآلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى المدنيين الأبرياء جراء القصف الإسرائيلي المدمر بسلسلة من المجازر الدموية البشعة المستمرة وآخرها المجازر الإجرامية في مخيم جباليا للاجئين التي راح ضحيتها أكثر من 500 شهيد، ليرفع بذلك عدد مجازر الإبادة الجماعية منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى أكثر من 950 مجزرة بحق المدنيين الأبرياء العُزل وبخاصة الأطفال والنساء.

كما أعربت الأمانة العامة عن تقديرها لنضال وصمود الشعب الفلسطيني، مثمنة تضحياته الغالية والجسيمة لاستعادة وممارسة حقوقه الثابتة والمشروعة في الحرية والاستقلال وتجسيد دولته المستقلة على ترابه الوطني، مؤكدة عميق اعتزازها بنضالات الشعب الفلسطيني، وتقديرها لصموده في الدفاع عن حقوقه الثابتة غير القابلة للتصرف، وتؤكد استمرار دعم الأمة العربية دولا وشعوبا لهذا الصمود العظيم والنضال المجيد للشعب الفلسطيني لانتزاع حريته واستقلاله وتجسيد دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.