بقلم: خلدون البرغوثي

تنظم حركات إسرائيلية يمينية متطرفة بمشاركة وزراء وأعضاء كنيست في الائتلاف الحكومي بما في ذلك الليكود حملة تدعو لإعادة محاكمة قاتل أسرة دوابشة المجرم عميرام بن أوليئيل لتبرئته.

كما يجري جمع التواقيع على عريضة تدعو لتخفيف ظروف سجن المجرم بن أوليئيل، وتم جمع أكثر من مليون شيقل لاستخدامها لذلك.

ويصف بعض أعضاء الكنيست المجرم القاتل بن أوليئيل بأنه "قديس صالح" و"بريء" من الجريمة، رغم اعترافاته المفصلة بارتكابها وإعادته تمثيله لكيفية تنفيذها.

وقام بن أوليئيل ليلة 31 تموز 2015 بإلقاء زجاجات حارقة على منزل أسرة دوابشة في قرية دوما بمحافظة نابلس ما أدى إلى استشهاد الرضيع علي (18 شهرًا) بشكل فوري، فيما استشهد والده سعد بعد أسبوع، ووالدته ريهام بعد أقل من أربعين يومًا، وأصيب الطفل أحمد (4 سنوات) بحروق بنسبة 80 في المئة من جسمه بشكل عام.

 "بن غفير".. محامي القتلة

قبل يومين أقرت زوجة ما يسمى وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال ايتمار بن غفير أنه أصدر تعليمات لتحسين ظروف المجرم القاتل بن أوليئيل.

وكشفت هيئة البث الإسرائيلية مضمون رسالة كتبتها ايلا بن غفير إلى مجموعة واتساب: "لنحرر بن أوليئيل" جاء فيها أن زوجها قلق من ظروف سجن بن أوليئيل وأنه عمل لدى إدارة السجون على تحسينها من خلال المطالبة بمنحه الحق في استخدام الهاتف والحصول على الكتب ومشاركة باقي السجناء في الأعياد".

وأشارت إلى أن هذا الوضع خلق نوعا من التوتر بين إدارة السجون التي ترفض تحسين ظروف سجن المجرم بن أوليئيل وبين بن غفير.

وعلق مكتب بن غفير على هذه الأنباء بالادعاء أن إدارة سجون الاحتلال "تمارس التمييز بين الأسرى الأمنيين اليهود والأسرى الأمنيين العرب، وهذا الأمر لن يقبله الوزير الذي جاء لإصلاح الوضع".

يذكر أن بن غفير كان أبرز المحامين الذين تولوا الدفاع عن قاتل عائلة دوابشة وعن المستوطن الذي اتهم بقتل الشهيدة عائشة الرابي عام 2018، والدفاع عن معظم أعضاء تنظيم "فتية التلال" الإرهابي الذين شاركوا في جرائم واعتداءات ضد الفلسطينيين.

كما يعتبر بن غفير المجرم باروخ غولدشتاين منفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي التي استشهد فيها 30 مصليا وأصاب 130 برصاص رشاشه، "قديسا" وقدوة له.

ولدى بن غفير أكثر من خمسين ملفًا جنائيًا لدى شرطة الاحتلال، تشمل الاعتداء والعنصرية ودعم تنظيم إرهابي والترويج له.

 
أعضاء من الليكود في حملة لإعادة محاكمة المجرم

ودعت عضو الكنيست عن حزب الليكود كيتي شيطريت في مقابلة مع قناة 11 العبرية إلى إعادة محاكمة المجرم بن أوليئيل مشيرة إلى قضايا أخرى أعيدت فيها محاكمة مدانين وتمت تبرئتهم.

فيما ادعت ليمور سون هار-ميلخ عضو الكنيست عن حزب "قوة يهودية" الذي يقوده ايتمار بن غفير، أن اعترافات قاتل أسرة دوابشة انتزعت تحت التعذيب الشديد الذي قد يدفع أي شخص للاعتراف بأي شيء، حسب وصفها.

وفي عدة مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وصفت هار-ميلخ التي زارت القاتل بن أوليئيل في سجنه، بأنه "قديس صالح".
 

مليون شيقل للمجرم خلال أيام

كما أطلقت منظمة متطرفة تدعى "العدالة لعميرام" الاثنين الماضي حملة لجمع التبرعات لصالح المجرم بن أوليئيل قدم خلالها خمسة آلاف إسرائيلي نحو مليون شيقل من بينهم شخصيات عامة وحاخامات ومشاهير.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن هذه الحملة أثارت جدلاً في إسرائيل، لكن وزراء حكومة نتنياهو التزموا الصمت ورفضوا التعليق عليها.

وقالت عضو الكنيست عن "قوة يهودية" ميخال وولديغر إنها وقعت على عريضة تحسين ظروف بن أوليئيل "من باب التفكير في وضعه النفسي".

وتعمل هذه المنظمة على جمع الأموال من أجل إعادة محاكمة بن أوليئيل أو على الأقل تحسين ظروف سجنه.
وشارك الجاسوس الأميركي جوناثان بولارد في هذه الحملة، إضافة إلى عضو الكنيست هار-ميلخ، والحاخام رؤوفين بن أوليئيل والد القاتل، والصحفي أرنون سيغل ابن عضو المنظمة اليهودية التي فجرت مركبات رؤساء بلديتي نابلس بسام الشكعة وطولكرم كريم خلف، فيما اكتشف رئيس بلدية البيرة إبراهيم الطويل العبوة قبل صعوده في مركبته حينها.
كما شارك في الحملة المتطرف موشيه فيغلين عضو الكنيست السابق عن الليكود، وبينتسي غوبشتاين من قادة المنظمات الاستيطانية في الخليل، والحاخام دوف ليئور أحد كبار حاخامات تيار الصهيونية الدينية.