من يعرف تاريخ مخيم "عين الحلوة" سيعرف أنه واحد من أبرز قلاع الثورة الفلسطينية المعاصرة، وأن فلسطين كانت وما زالت وستبقى همه الأساس، لأن في ذلك سبيل أبنائه للعودة، وأن أمنه تاليا بحماية أبناء الشرعية الوطنية، هو من أمن قضيته المركزية، وسلامتها، للمضي في دروب النضال، من أجل انتصارها، وفي هذه الدروب قدم وما زال يقدم الشهيد تلو الشهيد. 

ومخيم "عين الحلوة" كباقي المخيمات الفلسطينية  أينما  كانت، لا وجود لها، إلا الوجود المؤقت، وساحاتها ليست ساحات النزاعات الحزبية، ولا ساحات العبث  الذي تسعى اليه التشكيلات المشبوهة، وطحالب الجماعات الإرهابية، وحماس الانفصالية، ولا اقتتال في هذه الساحات، بين الفلسطينيين، وقد أوضح قائد الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا العقيد الشعلان أن "فتح" في مخيم عين الحلوة، إنما تتصدى لمجموعات إرهابية، وليس هناك أي اقتتال فلسطيني فلسطيني، كما يدعي البعض، ويروج لأغراض إضرام نيران الفتنة، وتعميم العبث والفوضى .  

وللمخيم الفلسطيني في لبنان، خصوصية العلاقة الفلسطينية اللبنانية بكونها علاقة تعمدت بالدم، والتضحيات العظيمة، ما جعل تفاهمات منظمة التحرير الفلسطينية مع الدولة اللبنانية، تفاهمات التعاون، والعمل المشترك، لحفظ أمن المخيمات الفلسطينية دون أن تنازع الدولة، على سلطتها، ودورها، وسيادتها في هذا الإطار. 

الإرهابيون لا يريدون لهذه العلاقة أن تستمر على هذا النحو الإيجابي، ولا يريدون في الأساس لحماة المخيم، من قوات الأمن الوطني الفلسطيني، أن تواصل دورها في الحفاظ على أمن المخيم، وسلامة أهله، وتواصل وجوده المؤقت، وجودًا منتجًا لحياة تغذي مسيرة العودة، تحت رايات منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

لن يكون مخيم "عين الحلوة" ساحة لعبث جماعات الإرهاب، وميليشيا التكفيريين والطائفيين، الذين تبرمج التمويلات الخارجية، تمويلات الضغينة والمؤامرة، أسلحتهم وأفكارهم، ومواقفهم، وسياساتهم، وسلوكياتهم الإجرامية.

عين الحلوة، وإن كانت اليوم تبكي دمًا، لكنها ستظل هي عين الرضا الفلسطينية لأنها التي لا تحدق سوى باتجاه واحد، وهذا هو اتجاه الوطن، اتجاه فلسطين الدولة الحرة المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.