تلبيةً لنداء الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الصهيونية، نظمت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان وقفةً تضامنيةً نصرةً لقضيتهم، وذلك يوم الثلاثاء ١٤-٣-٢٠٢٣ أمام محطة سرحان في مخيم البداوي.

تقدم المشاركين أمين سرّ فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في منطقة الشمال الأخ مصطفى أبو حرب، وأعضاء قيادة المنطقة، وممثلو عن الفصائل الفلسطينية والأحزاب والقوى الوطنية والاسلامية واللبنانية، وأمين سرّ وأعضاء شعبة البداوي، واللجان الشعبية واتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وحشد جماهيري غفير.

كلمة فصائل الثورة الفلسطينية ألقاها عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية القيادة العامة الأخ أبو عدنان عودة، حيث قال: "نقف اليوم في هذه الوقفة الوطنية الجامعة تضامنًا مع الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، فهم الذين وصلوا لنا طريق الوحدة وطريق الثورة في كل حوارات الفصائل الفلسطينية ووحدة شعبه، يرسمون لنا معالم الصبر والتقدم في تحقيق أهداف شعبنا بالنصر والعودة". 
ونوه على أولى عمليات تبادل الأسرى عام ١٩٧٩ عملية "النورس" البطولية والتي تصادف في مثل هذا اليوم، حيث حررت القيادة العامة ٧٩ أسيرًا مقابل أسيرًا صهيونيًا، إن هؤلاء الأبطال الذين حُرِروا، هم اليوم في مراجع وقيادات الشعب الفلسطيني ومدارس في التقدم نحو الحرية والاستقلال، كما نحيي اليوم ذكرى عملية كمال عدوان والأسير البطل يحيى سكاف.
وأضاف: "عودة بالأمس كان موعدًا للحرية مع الأسير البطل اللواء فؤاد الشوبكي، فالذين لا يعرفوا هذا اللواء، هو الذي كان يمد غزة بالسلاح من خلال الشعب الفلسطيني في الشتات، وكانت الجبهة على علاقة مميزة معه، ولعبت دور الوسيط لمد السلاح إلى شعبنا في فلسطين".
وأكد على أن المسجد الأقصى والمقاومة المشتركة في الضفة عنوانًا أساسيًا لقضية شعبنا، فبوحدتنا نستطيع إعادة بناء وتفعيل وتطوير "م.ت.ف" من خلال مجلس وطني جديد وتشكيل لجنة تنفيذية جديدة من أجل أن تكون المرجعية الوطنية للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات واحدة.
وعرج على الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه شعبنا في الشتات والمخيمات في ظل تدهور العملة الوطنية، وهذا مؤشر خطير إذ يؤدي إلى الجوع والحرمان لجميع شرائح شعبنا.
كما حذر على خطورة ما يحصل في مخيم عين الحلوة وعدم الانجرار إلى القتل، فهيئة العمل الفلسطيني المشترك موحدون على أن القاتل يجب أن يسلم، لأن ما جرى في مخيم نهر البارد لا زلنا نعاني من هذه التداعيات الكبيرة، لذلك نؤكد على أهمية وحدة الفصائل الفلسطينية في مواجهة المشاريع المشبوهة.
وختم بالتحية لأسرانا البواسل ولشعبنا المنتفض في الضفة الغربية وغزة وكل القرى والبلدات.

كلمة الأحزاب الوطنية اللبناني ألقاها جلال عون أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في الشمال مما جاء فيها: "إن الحديث عن الأسير الفلسطيني هو في وجدان تاريخ هذه القضية، وهو في المقاومة البندقية المتقدمة التي تقارع العدو الاسرائيلي إلى حدود أن أرهقته وأتعبته، لقد دخل الأسير الفلسطيني كأحد أهم الأسس في معركة التحرير. 
وتابع: "لقد تبنت المقاومة الفلسطينية هذه الإستراتيجية، فالمقاومة التي اعتمدها الشعب الفلسطيني، كانت استراتيجية الأطفال الذين قارعوا العدو الاسرائيلي بقبضات تحمل الحجارة، والتي زاد عنها في الدماء وفي المال وفي المستقبل وفي الحاضر والتاريخ". 
وأضاف: "إن هذا الشعب الذي لم يتوانى بلحظة عن الخوف وعن كل ما يقف في مواجهة هذا العدو، لقد اتبع المقاومون الفلسطينيون استراتيجية الأم والزوجة والأخت... ووالدة الشهيد وزوجة الشهيد، فهو قرار قاطع لهذه القضية زخمًا وحضورًا على كل المستويات". 
وتابع: "لن نتوانى ولو بمرة ولم يتقهقر في ذهني وفي ذاكرة هذا الشعب أن هناك قضية مركزية وقرار مركزي في مواجهة العدو الاسرائيلي أين محل في فلسطين وأين ما حلت أعوانهم بسائر الأمة هو قرار أساسي هدفه تحرير فلسطين واسترداد كل الأراضي المحتلة".
وأكد على أن الأسير الفلسطيني هو هذا العنوان الذي نجتمع حوله، فهو تاريخ هذه القضية ومستقبلها وحاضرها، وهو الخيار الأساسي الذي لابد أن يشكل على الدوام... البوصلة التي يستهدي بها المناضل الفلسطيني في سبيل تحقيق الأهداف.
وأكد على بعض الثوابت الأساسية، منها بعض التحولات السياسة في المنطقة ومن شأنها خلط الأوراق، فالعدو الاسرائيلي في سياق هروبه من المواجهة يحاول افتعال الحروب في المنطقة وبدعم أمريكي، فيجب أن نشد من عضض الشعب الفلسطيني ومن قيادته في مواجهة أي تحديات جديدة لأن اتحاده هو عنوان تحرير فلسطين.