أكد سفير دولة فلسطين لدى تونس هائل الفاهوم، ضرورة دراسة الآليات التنفيذية لمنع الإفلات من العقاب بدقة، لأن الجهات التي تحتال على الإفلات من العقاب تقدم تبريرات بهدف التشويش على كل من يريد الحقيقة، وهذه مهمة ليست سهلة .

جاء ذلك خلال مشاركته، اليوم السبت، في الندوة الدولية حول آليات الحماية الفعالة ودور الهياكل المهنية والمنظمات الحقوقية في مكافحة الإفلات من العقاب، التي نظمتها النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، بالشراكة والتعاون مع الفدرالية الدولية للصحفيين.

ودعا الفاهوم المجتمع الدولي إلى وقف سياسة الكيل بمكيالين في التعاطي مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مشيرا إلى وجوب محاسبة الاحتلال على جرائمه التي يرتكبها بحق شعبنا، والتي ترقى إلى جرائم حرب.

بدوره، أكد وزير الشؤون الاجتماعية التونسي مالك الزاهي، ممثلا عن الحكومة التونسية، ضرورة إدانة الانتهاكات التي ترتكب ضد الصحفيين في كل أنحاء العالم، متطرقا إلى استشهاد الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، مجددا التأكيد على دعم تونس وتأييدها المطلق لعدالة الحق الفلسطيني.

وناقشت الندوة ثلاثة محاور، حيث تناول المحور الأول واقع الإفلات من العقاب وطنيا وإقليميا ودوليا، وتحدثت خلاله، مفوضية حقوق الإنسان في تونس وعميد المحامين التونسيين، ورئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وبرنامج منظمة اليونسكو لقطاع الإعلام والاتصال، وممثلة عن منظمة المادة 19، وأجمعوا على أهمية المحاسبة لمرتكبي الجرائم ضد الإنسانية وعدم إفلاتهم من العقاب .

وحمل المحور الثاني عنوان "أي عدالة في ملف اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة"، تحدثت خلاله نائبة رئيسة مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في تونس عن أهمية التعاون مع آليات الأمم المتحدة والإجراءات الخاصة بذلك .

بدوره، تحدث ممثل سفارة دولة فلسطين لدى تونس هاني مبارك عن المقاربة السياسية والدبلوماسية، مشيرا إلى أن القيادة الفلسطينية تبذل الجهود منذ عقود لنقل حقيقة صراعنا مع المحتل، لافتا إلى القرارات الأممية المختلفة التي صدرت ولم ينفذ أي قرار منها.

بدوره، أشار نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر إلى الاحتفال بـ75 عاما على ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، و35 عاما على انتفاضة الحجارة، لافتا إلى أن 55 صحفيا قتلوا في فلسطين منذ عام 2000، منهم أيضا صحفيين أجانب.

وتطرق إلى اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على وفد الاتحاد الدولي للصحفيين عندما زار فلسطين، حيث أصيب عدد من أفراد الوفد وتحققوا بأم أعينهم من همجية الاحتلال في التعامل مع الصحفيين وأبناء شعبنا.

وأوضح أبو بكر أن الوفد القانوني المكلف بملف الشهيدة شيرين أبو عاقلة، وملفات أربعة صحفيين آخرين، اثنان منهم استشهدوا وآخران جريحان، قد تسلم يوم أمس رسالة من محكمة الجنايات الدولية، وهو بصدد دراستها للرد عليها، قائلا إن الرسالة جيدة ومطمئنة.

من جانبه، تحدث عضو الهيئة الإدارية للاتحاد الدولي للصحفيين جيم بوملحة عن تواصل معاناة الصحفيين سواء بالتعذيب أو القتل بدعوى وجودهم بالمكان الخطأ، مشيرا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف وجودهم منذ عقود وليس اليوم.

وتعهد بمواصلة دعم الصحفيين الفلسطينيين، مشيدا بشجاعتهم في الوقوف بوجه الاحتلال ونقل الحقيقة، وهي دائما رواية تخالف الرواية الأحادية لذلك يتعرضون للقتل .

وتتضمن الندوة عدة جلسات لدراسة كيفية الحماية والحد من الإفلات من العقاب وشهادات من المنظمات الدولية المهنية للصحفيين، وتفشي ظاهرة الإفلات من العقاب وضعف آليات الحماية الوطنية في الحد منه، وكيفية مكافحة الإفلات من العقاب في العالم، إضافة إلى شهادات الناجين من العقاب.

كما تتضمن توزيع شهادات وجوائز المسابقة الوطنية لأفضل الأعمال الصحفية حول موضوع الإفلات من العقاب في قضايا حقوق الإنسان.

وفي سياق متصل، احتفل المركز الثقافي الفرنسي، مساء اليوم السبت، بذكرى مرور 75 عاما على ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وإحياء اليوم العالمي لحقوق الإنسان، بمشاركة منظمات مجتمع مدني من عشر دول عربية منها فلسطين.