ذكرت صحيفة وول ستريت الأميركية  أن الملياردير الأميركي إيلون ماسك توجه إلى محكمة "ديلاور للأعمال" للدفاع عن مرتبه  في شركة "تسلا" التي يتبوأ فيها منصب الرئيس التنفيذي، بعد أن تقدم أحد المساهمين في الشركة طالبا إلغاء مرتب "ماسك" الذي وصل إلى 52 مليار دولار سنويا...!!!!!

أي مرتب هذا (..!!)  وما هو مقدار ما تجني سنويا هذه الشركة، كي يصل مرتب رئيسها التنفيذي إلى هذا العدد من الأصفار، لا بعد المئة، ولا بعد الألف، ولا بعد المليون، وإنما بعد المليار..!! ومن يستحق هذا المرتب أساسا، إن لم يكن هو الذي يدير العالم بأسره، وعلى كل صعيد..!!

كيف يمكن أن تقرأ الأغلبيات المسحوقة هذا الخبر، الذي لا نراه وحيدا في عالم التوحش الرأسمالي في هذا العصر، فمثله يتنوع على نحو التنمر عن صرفيات بالمليارات، لخبراء البطر والتباهي، لا لأفراد فقط، وإنما لدول أيضا..!!

اثنان وخمسون مليار دولار، وثمة شعوب متوسط دخل الفرد فيها، لا يتجاوز المائة دولار سنويا..!! يا لها من قسمة ضيزى، والأخطر ثمة شعوب يفتك بها الجوع على مرأى ومسمع العالم أجمع، غير أن معظم  وسائل الإعلام السلعوية، لا تبحث سوى عن أخبار الصرفيات الفاحشة، لأصحاب الثروات الفاحشة، إلى جانب أخبار "أهل الفن" في تغريداتهم المسطحة، وأخبار الجريمة، كلما كانت أكثر وحشية، وأكثر غرابة، وبشاعة..!!

لا أحد تقريبا يلتفت إلى ما يصنعه هذا التوحش الرأسمالي من وعي عالمي إن صح التعبير، وعي لا هم له سوى تمجيد السلعة، والسعي لامتلاكها بأية وسيلة كانت، وهذا ما يوسع دائرة الحروب، والصراعات، والجريمة، ولا أحد تقريبا سيلتفت إلى هذه الكتابة، أعرف ذلك، لكنه أمل الصيحة في البرية، أن تسمع عند أهل المدينة، ولا أعني عند أغلبياتها المسحوقة، ولكن عند أولئك الذين ما زالوا يجعلون من الثقافة، سلعة كذلك...!!     

المصدر: الحياة الجديدة