جددت جمهورية جنوب إفريقيا دعمها ووقوفها الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية، حتى نيل حقوقه المشروعة في الحرية وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وفقا لرؤية حل الدولتين.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقتها المستشارة الخاصة للعلاقات الدولية في الرئاسة الجنوب إفريقية السفيرة لينديوي زولو، باسم حكومة بلادها، في الندوة السياسية، التي نُظمت أمس الثلاثاء، لمناسبة إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بالتعاون ما بين سفارة دولة فلسطين، ووزارة العلاقات الدولية والتعاون، والمركز الإعلامي التابع للأمم المتحدة في جنوب إفريقيا، وذلك في مقر وزارة العلاقات الدولية والتعاون في العاصمة بريتوريا.

وعبرت السفيرة زولو عن دعم بلادها الكامل، بالتنسيق مع دول الاتحاد الإفريقي، نيل فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة، من أجل الوقوف على قدم المساواة مع إسرائيل خلال أية مفاوضات قادمة، كما طالبت إسرائيل بوقف الاستيطان، والالتزام بالقرارات الدولية ذات الصلة بالوصول إلى حل للصراع العربي الإسرائيلي.

وقال نائب مدير عام وزارة العلاقات الدولية والتعاون السفير سيسا نغومباني، إن جنوب إفريقيا لا يمكنها تجاهل معاناة الشعب الفلسطيني الذي يعيش ظروفا مشابهة لما عاشته بلاده في السابق، مؤكدا الشراكة النضالية بين البلدين، وحق فلسطين في التمتع بعضوية كاملة في المنظمات الدولية، وعلى رأسها اليونسكو، كخطوة على طريق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وبالنيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ألقى ممثل مركز الإعلام التابع للأمم المتحدة في جنوب إفريقيا سوديشان ريدي، كلمة أكدت ضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وحل القضية الفلسطينية بما يضمن تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بإنهاء الصراع، كهدف يساعد على تحقيق الاستقرار في المنطقة والعالم.

من جهته، ألقى مستشار الرئيس لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ونائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح صبري صيدم، كلمة شرح فيها الخطوة الفلسطينية بالتوجه إلى الأمم المتحدة لنيل العضوية الكاملة، والدوافع التي مهدت لهذه الخطوة كاستحقاق، بما ينسجم مع تحقيق تطلعات شعبنا، وعدم الاستسلام للانسداد السياسي الذي سببته إسرائيل، باستمرارها في إدارة ظهرها للعملية السلمية، والتنصل من التزاماتها السابقة.

وأشار صيدم في معرض مشاركته في الندوة التي حضرها دبلوماسيون وسياسيون وصحفيون وكتاب ومتضامنون وبعض من المجتمع الفلسطيني والعربي في جنوب إفريقيا، إلى المقدرة الكفاحية الفلسطينية في الحفاظ على الهوية الوطنية من أجل نيل الحرية وتحقيق تقرير المصير.

كما عبر نائب وزير الخارجية السابق في جمهورية جنوب إفريقيا عزيز باهاد، عن أهمية البعد التضامني العالمي في تعزيز نضال الشعب الفلسطيني حتى نيل أهدافه المشروعة، موضحا أن الشعب الفلسطيني عانى كما لم يعان شعب آخر في العالم من الانتهاكات والظلم والتمييز.

بدوره؛ سلط مدير 'مركز من أجل دراسة الديمقراطية' في جامعة جوهانسبرغ البروفيسور ستيفن فريدمان، الضوء أثناء مشاركته، على دور المجتمع الدولي في نصرة الشعب الفلسطيني، عاقدا مقارنة بين نظام الفصل العنصري السابق في جنوب إفريقيا، والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

 ودعا فريدمان إلى مقاطعة إسرائيل كنوع من أنواع الضغط الذي أثبت جدواه في إضعاف نظام الفصل العنصري الجنوب إفريقي، وصولا إلى حل سياسي للصراع القائم.

من ناحيته، وجه سفير دولة فلسطين علي حليمة، الشكر باسم القيادة والشعب الفلسطيني، لجمهورية جنوب إفريقيا، قيادة وحكومة وشعبا، على دعمها المتواصل للشعب الفلسطيني، في نضاله المستمر نحو الحرية والدولة المستقلة وتحقيق المصير، قائلا، 'إن الاحتلال الإسرائيلي لن يكون قدرا علينا، وإن شعبنا الفلسطيني سيستمر في كفاحه حتى تحقيق أهدافه المشروعة'