الضغط على أبو مازن يتعاظم. بعد محادثات رئيس السلطة الفلسطينية مع عبد الله ملك الاردن وبيل برانس، نائب وزيرة الخارجية الامريكية، فان الاوروبيين ايضا يضغطون ويطلبون ان "اختار المفاوضات وليس حماس".

في نهاية الاسبوع سيلتقي أبو مازن مع خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس، في لقاء كفيل بأن يؤدي الى اقامة حكومة وحدة فتح – حماس. وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوضح في الماضي بأن اقامة حكومة وحدة هي خط احمر وان اسرائيل لن توافق على ادارة مفاوضات مع حكومة كهذه. الآن، قبل لحظة من انطلاق مثل هذه الحكومة على الدرب، تحاول الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي منع ازمة مستقبلية تمنع المفاوضات.

وأمس بلغت محافل عربية بمبادرة اوروبية جديدة نقل تفاصيلها عبد الله في حديثه مع أبو مازن. وحسب الاقتراح، اذا ما دخلت السلطة في مفاوضات مباشرة مع نتنياهو، دون مطلب تجميد البناء، سيتقرر ان تنتهي المفاوضات في غضون سنة. وستعقد المفاوضات برعاية الرباعية وحسب الصيغة التي تقررت قبل نحو شهرين: بداية البحث في الحدود والامن، بحيث ينتهي في غضون ثلاثة اشهر، وبعد ذلك بحث مفتوح في كل المسائل الجوهرية، مع اتفاقات في غضون نصف سنة.

وادعت مصادر دبلوماسية أمس بأن فرنسا وبريطانيا تشجعان المبادرة، ولكنهما تجدان صعوبة في دفعها الى الأمام. في القيادة السياسية في القدس رفضوا التأكيد اذا كانت توجد مبادرة جديدة محددة، إلا أنهم أشاروا الى أن المفاوضات المباشرة بدون شروط مسبقة هي الطريق الوحيد الذي سيؤدي الى السير السليم للمفاوضات وفي نهاية المطاف الى اتفاق سلام.

بيل برانس هو الآخر، نائب وزيرة الخارجية الامريكية، زار هذا الاسبوع اسرائيل كمبعوث خاص للبيت الابيض لدفع المفاوضات الى الأمام ومنع خطوة فتح نحو حكومة وحدة مع حماس. في القدس أشاروا الى أنه في الوقت الذي تنشغل فيه مصر بشؤونها الداخلية، فان عبد الله ملك الاردن – بسبب مكانته الحالية كمن هو مقبول سواء من امريكا أو اسرائيل والفلسطينيين – يمكنه ان يكون هو الذي يدفع المسيرة الى الأمام.

وأكد مصدر كبير في رام الله لصحيفة "اسرائيل اليوم" انه في اثناء زيارته، نقل الملك الاردني الى أبو مازن تفاصيل المبادرة الاوروبية المتبلورة لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل. وحسب المصدر الفلسطيني، قال أبو مازن انه لن يكتفي بأقل من ضمانة اوروبية بأنه اذا ما فشلت المفاوضات، فستؤيد بريطانيا، المانيا وفرنسا طلبا مستقبليا الى مجلس الامن للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.

والى ذلك، يستعد الفلسطينيون للقاء القمة لكل الفصائل، والذي يبدأ اليوم في القاهرة وذروته ستكون في سياق الاسبوع بلقاء بين أبو مازن ومشعل. وفي ختام اللقاء سيكشف الرجلان عن تركيبة الحكومة الفلسطينية الموحدة.