أحيت هيئة التوجيه السياسي والمعنوي في لبنان اليوم السبت الموافق ١٨-٦-٢٠٢٢ الذكرى الأربعين للغزو الصهيوني للبنان في مقر الهيئة في مخيم البص، وحضر اللقاء قيادة وكوادر هيئة التوجيه السياسي والمعنوي، كما حضرت المكونات التنظيمية لمنطقة صور ومنطقة عمار بن ياسر، والمتقاعدون، والمرأة، وعدد من المناضلين الفلسطينيين واللبنانيين.
بدايةً تم الوقوف دقيقة صمت وقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء الثورة الفلسطينية وشهداء القوات المشتركة اللبنانية ـ الفلسطينية، ومن ثم قدّم عريف الحفل شادي سالم مسؤول هيئة التوجيه السياسي والمعنوي عضو الجلس الثوري لحركة "فتح" جمال قشمر للحديث عن مجريات اللقاء.
وقد تحدث قشمر عن الغزو الصهيوني للبنان عام 1982، مشيدًا بالتصدي البطولي للفدائيين في مخيم الرشيدية ومخيم البرج الشمالي ودوار البص وعين الحلوة وخلدة والصمود الأسطوري في بيروت قائلاً :"إن الحديث عن جميع المعارك والبطولات لا يكفيه وقت هذا اللقاء، وسوف نأخذ معركة قلعة شقيف نموذجًا".
وبعدها تحدث عن فقرات اللقاء موضحًا أهمية استخدام وسائل متعددة لاستعراض المعلومات والأحداث ومنها المكتوب والمسموع والمرئي والاحتفالي وغيرها لافتًا إلى أنَّ هذا اللقاء سيتنوع بين عرض فيلم وتقديم دراسة حول هذه المعركة.
بعدها تم عرض فيلم "الجرح الأخضر المفتوح" الذي بثته القناة العاشرة العبرية وترجمه الكاتب والصحفي الفلسطيني ناصر لحام، وقد استعرض الفيلم المعارك الضارية الذي خاضها لواء غولاني المكون من 1200 ضابط وجندي مع الفدائيين الفلسطينيين الموجودين في القلعة ومحيطها، وعن عدم الرضا عن الخطة العسكرية التي وضعت والتي كبدت جيش الاحتلال الإسرائيلي عشرات القتلى والجرحى في صفوفه، بالإضافة لاستعراض شهادات أهالي القتلى من الإسرائيليين.
والملاحظ أن الفيلم لم يجب على نقاط أساسية: أولًا تحديد الخسائر في جنوده، وأبقاه مبهمًا؛ ثانيًا لماذا عدم الرضا عن الخطّة العسكريّة؟ وثالثًا دور مواقع إسناد الفدائيين المنتشرة حول قلعة الشقيف.
كما تم عرض ملخص دراسة "معركة قلعة شقيف: عنوان النصر أو الشهادة"، والذي قدمه الأخ طلعت حرب استعرض فيه ثلاث نقاط أساسية:
1- نظرة تاريخية عن قلعة الشقيف.
2- كتيبة الجرمق: انطلاقتها والتي كانت تعرف أولًا باسم السرية الطلابية وثمّ باسم الكتيبة الطلابية، ولاحقًا كتيبة الجرمق وعن دورها وأهميتها في تاريخ النضال الفلسطيني كإحدى كتائب قوات العاصفة ومستوى الوعي الثقافي لدى كوادرها، وتميزها بالسلوك الأخلاقي وتوطيد العلاقات مع المحيط اللبناني والفلسطيني، والذي جسّد أسمى معاني العلاقات الاجتماعية والانسانية والنضالية مع اللبنانيين في البلدات والقرى الجنوبية.
3- استعراض شهادات فلسطينية حية عن معركة شقيف خاصة شهادة قائد كتيبة الجرمق الأخ معين الطاهر، وقدّم ملخصاً عن معلومات لم يتم ذكرها في الفيلم الوثائقي، خاصة من ناحية مساندة المحاور المحيطة بالقلعة للفدائيين المتواجدين في داخلها، ومن ناحية أخرى عن التحصين العسكري وحيثيات القتال للفدائيين المتواجدين داخل القلعة. كما أشار إلى إسقاط طائرة سكاي هوك وأسر طيارها وتسليمه للقيادة في بيروت، ودحض الرواية الإسرائيلية عن استشهاد جميع المقاتلين في القلعة مؤكدًا أن خمسة منهم تمكنوا من الانسحاب والوصول سالمين.
وفي نهاية اللقاء قدّم العديد من الإخوة الحضور مداخلات أغنت اللقاء بالكثير من المعلومات وذكر العديد من المحطات القتالية الأخرى التي جرت خلال الغزو الصهيوني للبنان، وعن طبيعة وأهمية التلاحم اللبناني الفلسطيني في تلك المرحلة والممتدد إلى هذه اللحظة وتمّت الإشارة خلال المداخلات إلى الفيلم الذي بثته مؤخرًا قناة الميادين في برنامجها "هذا ما حدث" تحت عنوان "قلعة الشقيف.. الفخر الأخضر" وأهميّة المعلومات الواردة فيه، وقد بثّته بمناسبة الذكرى الأربعين للغزو الصهيوني للبنان.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها