علي الفرا أجبرت الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، العشرات من أبنائه، وبينهم خريجون، للعمل في جمع الخردة من مكبات القمامة، لبيعها وكسب قوت يومهم وتأمين حاجياتهم.

الشاب الثلاثيني مدحت رمضان من مخيم خان يونس جنوب القطاع، رفض انتقادات الناس حول هذه المهنة، وأصر على كسب لقمة عيشه بعرق جبينه في ظل ارتفاع معدل البطالة وندرة فرص العمل.

وقال رمضان "استيقظ يوميًا مع أذان الفجر رغم البرد القارس لأجمع الخردة القابلة للتدوير من القمامة لأبيعها، رغم ما يشكله ذلك من خطورة".

وبين "عندما أدخل إلى أكوام القمامة أتعرّض لجروحٍ مختلفة بفعل الزجاج الموجود فيها، ما يجعلني أيضاً عرضة للإصابة بأمراض خطيرة، لكنّ ما يهمني هو تحصيل لقمة عيش لأولادي في ظل الظروف القاهرة التي أعيشها".

وأشار رمضان إلى أنه يبدأ عمله في ظل الأجواء الباردة للغاية، ويلف يديه بما يتوفّر من قماشٍ في المنزل لحماية نفسه من البرد، ويخرج على عربته لجمع البلاستيك أو الحديد أو النحاس الموجود في أكوام القمامة من أجل بيعها، ويظلّ على هذا الحال طوال النهار ليُحصِّل في نهاية المطاف 20 أو 25 شيقلاً لتأمين حاجات أسرته اليومية.

ويقول الشاب يحيى يوسف (28 عاماً) الذي يعمل في جمع الخردة من صغره، إنّ هناك الكثير من الشبّان الحاملين لشهادة الثانويّة العامّة، وآخرين يحملون شهادة جامعية يعملون في جمع الخردة في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.

وقال يوسف "لو كان في القطاع ميناء أو مطار أو معابر كباقي دول العالم لكان هناك وظائف أو فرص عمل أفضل تساعد الشباب على العمل وتحسين ظروفهم".

وقبل فترة قصيرة عثر على جثة شاب يعمل في جمع الخردة تحت أكوام القمامة في مكب النفايات، إذ لم يتنبّه العاملون هناك إليه، حيث كان يعمل في نفس مهنة والده بالبحث وسط النفايات عن أدوات يمكن بيعها أو إعادة تدويرها.

ووفقا لآخر إحصائية أصدرتها وزارة العمل، فإن نسبة البطالة في القطاع وصلت إلى 50.2%، بينما يعيش تحت خط الفقر 70% من أهالي القطاع.