أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" استمرار مسيرة الكفاح والنضال التي بدأها الشهيد القائد ياسر عرفات "أبو عمار"، حتى نيل الحقوق الفلسطينية المشروعة التي استشهد دونها.

وأكدت "فتح" في بيان لمناسبة الذكرى السابعة عشرة لاستشهاد القائد الرمز الرئيس ياسر عرفات، أن "آلام الذكرى شديدة على نفوسنا وقلوبنا جميعًا، لكن إشعاع اسم قائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، رمز الثورة الفلسطينية المعاصرة، والكفاح والنضال الوطني الفلسطيني، ومكانته كأب روحي للمناضلين من أجل انتزاع الحرية ليس في فلسطين وحسب بل في جهات الأرض الأربع، وقدرته على تجسيد فلسطين الوطن التاريخي والطبيعي للشعب الفلسطيني أينما حل، وحيثما اجتمع وحاور، وإقناع خصومه وأعدائه قبل أصدقائه بعدالة قضية شعبه، وضرورة رفع الظلم التاريخي عنه والإقرار بحقوقه، تجعلنا نحن الشعب الفلسطيني عمومًا، والمناضلين في إطار "فتح" خصوصًا، في أعلى درجات الفخر بأن أبو عمار كان منا وفينا، وأورثنا منهج الفداء والتضحية والعطاء ونكران الذات، والعمل بشرف وإخلاص من أجل فلسطين، وترك لنا وصية الاستمرار بالثورة وبناء الإنسان لتحرير الوطن وانتزاع الحرية باعتبارها أثمن وأقدس ما يحسبه الإنسان إرثا".

وقالت "فتح": "نعيش هذه الأيام ومعنا أمتنا العربية والأحرار في العالم الذكرى السنوية السابعة عشرة لارتقاء روح القائد الرمز الرئيس ياسر عرفات إلى الفردوس الأعلى شهيدًا على درب الثورة حتى النصر، ودرب القرار الوطني الفلسطيني المستقل، والوحدة الوطنية، والقدس الحرة العاصمة الأبدية، والحرية والاستقلال والسيادة".

وتابعت: "الحادي عشر من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام لا نحسبه يومًا للحزن والرثاء، وإنما يوم لاستذكار قاموس الانتماء والالتزام بالقضية، وكيفية الثبات على المبادئ، والتمسك بالثوابت والعمل بلا كلل أو ملل، حتى منحنا معاني العطاء مجسدة بأحسن صورها في أصعب وأشد الظروف والحملات والمؤامرات والحروب والمجازر، فقد شد لنا أضواء الأمل عندما كان البعض يغرق في ظلمات اليأس، ومنح شعبنا وثورتنا البشرى بالنصر، فيما كان البعض الآخر ينظر للهزيمة وينخر في العزائم والإرادات".

وأردفت: "لقد عقد عروة الوحدة الوطنية وأوثقها بالقرار الوطني الفلسطيني المستقل بعقلية القادة التاريخيين الكبار، حين ضاع الصغار بمتاهات التبعية. وفخرنا أن أبو عمار صار في حياته علامة من علامات فلسطين التاريخية ورموزها وما زال حتى اليوم وسيبقى كذلك، لأن العلامات الخالدة لا تموت ولا تفنى، وإنما تخلد في أفكار وضمائر وسلوك وأعمال ونضال وكفاح الأجيال ما دامت الشمس تطلع من مشرقها".

وشددت على أن حكمة القائد الشهيد الرمز أبو عمار وواقعيته السياسية، وإيمانه المطلق بالوطنية الفلسطينية والانتماء القومي والإنساني وفخره واعتزازه بالإرث الحضاري للشعب الفلسطيني، وبأن القضية الفلسطينية مركز القضايا للأمة العربية وللعالم أيضًا، قد مكنته من استعادة فلسطين على خريطة العالم بمكانها الجغرافي الطبيعي التاريخي.

وقالت: "وهنا في هذه اللحظات المصيرية نستكمل مع  السيد الرئيس محمود عباس، الأمين على إرث أبو عمار الوطني، تحقيق آمال وأهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال والسيادة في دولة فلسطينية عاصمتها القدس، كما عكسها أبو عمار في لحظات حياته التي ما كانت إلا انعكاسًا لإرادات وطموحات وعواطف وانفعالات كل شرائح الشعب الفلسطيني الأبي، فقد كان ناطقًا باسم أمهات وزوجات وأبناء الشهداء والأسرى، ويتألم لنزيف الجرحى، ويشد عضد الصامدين بالصبر والوعد بالصبح القريب".

وشددت على أن "روح ياسر عرفات التي لم تغادرنا أبدًا، ما زالت تحرك فينا روح التحدي، والفداء، والامتثال لمبادئ وقيم الوحدة الوطنية، والارتقاء ببرنامج المقاومة الشعبية ميدانيًا، في كل مواقع المواجهة مع جيش الاحتلال ومستوطنيه المجرمين ومنظومة العنصرية المسماة اسرائيل، بالتوازي مع النضال في ميدان القانون الدولي ومراكمة الانجازات السياسية، وتثبيت المركز القانوني لفلسطين، حتى تعود فلسطين الحرة المستقلة إلى مكانتها في خريطة العالم".

وعاهدت "فتح" باستكمال مسيرة الكفاح والنضال، وعدم ادخار جهد لتقديم المجرمين الذين اغتالوا قائد الثورة ورئيس الشعب الفلسطيني، للمثول أمام عدالة وقضاء الشعب الفلسطيني.