منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، وفدا دبلوماسيا أجنبيا من الدخول إلى شارع الشهداء وسط الخليل.

جنود الاحتلال منعوا الوفد الذي ضم أكثر من 30 شخصية دولية، من دخول الشارع المغلق أمام حركة مواطني المدينة منذ مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف عام 1994 التي ارتكبها المستوطن المتطرف باروخ غولدشتاين.

وكانت لجنة إعمار الخليل قد نظمت بالتعاون مع دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، جولة دبلوماسية ضمت سفراء وقناصل وممثلي البعثات الدبلوماسية في فلسطين، من أكثر من 20 دولة، إلى البلدة القديمة بالخليل، بهدف الاطلاع على آخر التطورات في المنطقة، وشرح المشاريع والهجمات الاستيطانية المنظمة، خاصة المخططات الاستعمارية الأخيرة التي تستهدف البلدة القديمة، والتي جعلت من مدينة الخليل وبلدتها القديمة منطقة منكوبة على جميع الأصعدة، خاصة في الحرم الإبراهيمي الشريف ومحطيه.

واستهل أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" الفريق جبريل الرجوب الجولة، بتقديم إحاطة سياسية شاملة حول الأوضاع والمستجدات السياسية في فلسطين والمنطقة، بحضور محافظ الخليل جبرين البكري، ومدير عام لجنة إعمار الخليل عماد حمدان، ومساعد وزير الخارجية والمغتربين السفير عمر عوض الله.

وأكد الرجوب أهمية وحدة التمثيل الفلسطيني في وجه المخاطر الإسرائيلية المحدقة بالشعب الفلسطيني وأرضه ومستقبله.

وأطلع الرجوب الوفد الدبلوماسي على خطورة المشروع الاستعماري على مستقبل المنطقة، وانتهاكات الاحتلال في المدينة بما فيها اعتداءات المستوطنين، مؤكدا أن واقع الفصل العنصري في البلدة القديمة الذي تكرسه سلطة الاحتلال بشكل أكثر منهجية يهدف إلى خلق بيئة طاردة قسرية لا تترك للفلسطيني سوى المغادرة أو تكبد المعاناة اليومية.

وطالب دول العالم بتحمل مسؤولياتها السياسية والقانونية في توفير الحماية لشعبنا، حيث تمثل الخليل صورة واضحة لتهديد الاحتلال ومستوطنيه لأمن وسلام الفلسطينيين وسبل عيشهم ووجودهم على أرضهم.

بدوره، قدم حمدان عرضا تفصيليا مصورا حول الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية الحرجة التي تعيشها البلدة القديمة نتيجة وقوعها بين خمس بؤر استيطانية تعمل على تهويد المنطقة وتهجير الفلسطينيين منها.

وركز على ما يتعرض له الحرم الابراهيمي الشريف- كمعلم مقدس ديني وكموقع مدرج على لائحة التراث العالمي- من انتهاكات واعتداءات ممنهجة ومتواصلة.

وأحاط حمدان المسؤولين الدوليين حول ممارسات الاحتلال العدائية كتجريف ساحات الحرم الإبراهيمي الشريف من أجل إنشاء مصعد كهربائي لتسهيل حركة المستوطنين إلى الحرم الإبراهيمي، معتبرا ذلك تدخلا صارخا بحق هذا المعلم التراثي وتهديداً لأصالته يحول دون نقله للأجيال القادمة بصورته التاريخية الأصلية، الأمر الذي يؤثر سلبا على الطابع التقليدي للبلدة القديمة ككل.

وأكد أن ذلك يعتبر جزءا من انتهاكات أخرى ترمي إلى تهويد الحرم الإبراهيمي الشريف، بما في ذلك إيقاف عمل لجنة إعمار الخليل في الحرم الإبراهيمي لعدة مرات دون أي مبرر، الأمر الذي عرّض الأجزاء المتبقية دون ترميم إلى التلف.

من جهته، أكد عوض الله، أن أهمية هذه الجولة تأتي في الذكرى الـ 104 لإعلان بلفور المشؤوم الذي خلق النكبة المتواصلة حتى الآن، و"التي نرى إحدى تجلياتها اليوم في الخليل وتنعكس على كل مدن فلسطين".

وعرض عوض الله القيمة الاستثنائية لمدينة الخليل باعتبارها جزءا من التراث العالمي المهدد بالخطر، مشيرا إلى أنها من أقدم مدن العالم المأهولة بسكانها الفلسطينيين منذ آلاف السنين، وأن هذ الوجود الأصيل والمتواصل على الأرض رغم كل التطهير العرقي والإجراءات القمعية والعنصرية الإسرائيلية هو أكثر ما يُرعب سلطة الاحتلال.

وطالب المجتمع الدولي بلعب دور أكثر فاعلية وجدية في حماية هذا الوجود، وتوفير الحماية الدولية العاجلة لشعب فلسطين وحماية تراثه وتاريخه من التزوير والتدمير الإسرائيلي الممنهج، ولجم الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب والأرض الفلسطينية وأدواتها المختلفة بما فيها المستوطنون الإرهابيون، داعيا المسؤولين الدوليين إلى دعم المسار القانوني الذي تقوده دولة فلسطين ضد إسرائيل في المحاكم الدولية وتفعيل آليات المحاسبة والمساءلة.

وقد أعدّت دائرة شؤون المفاوضات ملخصا إعلاميا يتضمن معلومات وحقائق ورسائل سياسية حول مدينة الخليل وبلدتها القديمة، وزّعته على الوفد الدبلوماسي والمشاركين في الجولة.