بدعوةٍ من المنظمات الشبابية والطلابية اللبنانية والفلسطينية في صيدا والجوار وتحت عنوان "أيلول الثورة والانتفاضة بوجه التطبيع"، أقيمت وقفةً تضامنيةً مع شعبنا الفلسطيني، اليوم الأربعاء، قرب ملعب البلدي في مدينة صيدا. 

الوقفة التضامنية التي حملت شعارات الدعم للأسرى في معتقلات الاحتلال والرفض لمشاريع التطبيع شارك فيها عضوا قيادة حركة "فتح" في إقليم لبنان يوسف زمزم وآمال الشهابي، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة وأعضاء قيادة المنطقة وشُعبها التنظيمية وكادرها، بحضور قيادة فصائل منظمة التحرير، ومستشفى الشهيد محمود الهمشري على رأس مسؤول وحدة كورونا د. زياد أبو العينين، ومن الجانب اللبناني حضر كل من: عن حزب الله الشيخ زيد ضاهر، وقوات الفجر الأخ مؤمن ترياقي، والحزب الديمقراطي الشعبي الرفيق محمد حشيشو، والحزب القومي العربي الأخ عبدالله حمود، والتنظيم الشعبي الناصري الأخ أحمد البني، ومنفذية صيدا الزهراني -جزين في الحزب القومي السوري، وعن حركة "حماس" هاشم شناعة.

بعد الوقوف دقيقة صمت، تم عزف النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ثم رحبت عريفة الوقفة فاطمة عبد العزيز بالحضور الكريم كل باسمه ولقبه وأعلنت عن بداية الوقفة بلوحات فنية رسمتها فرقة الكوفية للتراث الوطني الفلسطيني والتي قدمت خلال الوقفة ثلاث لوحات لاقت اعجاب الحضور وتفاعلهم.

ثم كانت كلمة المنظمات الشبابية اللبنانية ألقاها الرفيق فادي حسون أبرز ما جاء فيها: "إن قضية فلسطين ليست قضية خاصة بل هي مسألة لبنانية في الصميم، ويوماً ما ستكون نشرة الأخبار من ثلاث كلمات ( تم تحرير فلسطين ). فلسطين التي تنتفض كل يوم بشكل جديد من أشكال النضال بعنوانٍ واحدٍ هو صراع وجود وليس صراع حدود". مؤكدًا أن الشباب والطلبة هم نقطة الارتكاز المحورية الذي منها ينطلق عامل التغيير لكل القضايا على اختلافها لأنهم قوة فعل وتغيير حقيقية. 

وتابع: "اليوم كمنظمات شبابية وطلابية يقع على عاتقنا العمل من أجل استنهاض وتفعيل دور الشباب لنؤسس معاً منطق مقاوم لكل مفاعيل واستهدافات المشروع الإسرائيلي". 

وأخيرًا كانت كلمة المنظمات الشبابية الفلسطينية التي ألقاها مسؤول العلاقات في المكتب الطلابي لحركة "فتح" محمد صيام وأبرز ما جاء فيها: "من مدينة صيدا عاصمة المقاومة والجنوب نوجه التحيَّة إلى الشَّعْبِ الفلسطينيِّ العنيد، بثورتِهِ الَّتي فجَّرت نفقَ عيلبون واشعلَتْ مَعْرَكَةَ الكَرامَةِ". 

ومر صيام على كافة محطات النضال والكفاح في تاريخ شعبنا وصولاً إلى يومنا هذا.

ووجه التَحيَّةُ إلى المُقاوَمَةِ بِكَافَّةِ اشِّكالِها، بِصَواريخِها وَبَنادِقِها، بمَقاوِميها اَلَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى زِراعَةِ الزَّيْتُونِ، بِمَدْرَسيها اَلَّذِينَ يَزْرَعُونَ الِانْتِماءَ فِي عُقولِ وَقُلوبِ الصِّغارِ، تَّحيَّةَ إلى الفَنّانِ بِريشَتِهِ، إلى الطّالِبِ بِقَلَمِهِ وإلى الفَلّاحِ بِمِعْوَلِهِ.

تَحيَّةُ إلى فِلَسْطينييٍّ الدَّاخِلِ وَهَبّتَهُمْ البُطوليَّةُ، وَالَّتِي بَرْهَنَتْ بِمَا لَا يَدَعُ مَجَالًا لِلشَّكِّ أنْ كيانِ اَلِاحْتِلالِ اضَّعِفْ مِمَّا تُحاوِلُ تَقْديمَ نَفْسِها بِهِ، وأنْ لَدَى الِاحْتِلالِ خاصِرَةٌ رَخْوَةٌ حَسّاسَةٌ لَمْ تَعُدْ بِمَنْأًى عَنْ الفِعْلِ الفِلَسْطينيِّ المُقاوِمِ والتَّأَثُّرِ بِهِ.

وقال صيام: "وَلِأَجْلِ هَذَا كُلِّهِ، وَلأنْنا نُقاوِمُ مِنْ أجَلِ فِلَسْطينَ، وَلِأنَّنا نَبْني ونَعْمُرُ، فَإِنَّنَا نُؤَكِّدُ، كَمَا أَكَّدْنَا دَائِمًا، رَفْضْنا التّامَّ لِمَشْروعِ التَّطْبيعِ لِما يُمَثِّلُهُ مِنْ دَعْمٍ لِلسِّيَاسَاتِ الإِسْرائيليَّةِ اَلَّتِي تواصِلُ عَداونَها عَلَى الحُقوقِ الفِلَسْطينيَّةِ وَتَمَسَّكَ بِقانونِ يَهوديَّةِ الدَّوْلَةِ، وَالَّذِي يُشَكِّلُ حَجَرَ الأساسِ لِخُطَّةِ تَهْجيرِ الشَّعْبِ الفِلَسْطينيِّ مِنْ أرْضِهِ".
 
 
قَبْلَ خَمْسَةَ عَشَرَ عَامًا كَانَتْ قُرًى وَبَلْداتُ الجَنوبِ شاهِدَةً عَلَى مَا الحَقَّتْهُ أيَادِي المُقَاوِمِينَ بِمَا يُدْعَى جَيْشُ النُّخْبَةِ عِنْدَ العَدوِّ الِاسْرَائِيلِيِّ، شَاهَدْنَا خِلالَها كَيْفَ تَمَكَّنَتْ المُقاوَمَةُ مِنْ تَدْميرِ آليّاتِ العَدوِّ، وَلَا ننْسَى مَجْزَرَةُ الدَّبّاباتِ فِي وَادِي اَلْحُجَيْرِ، والْمواجَهاتِ اَلَّتِي اسْتَمَرَّتْ أيام فِي مُحيطِ مَدينَةِ بِنْتِ جُبَيْلٍ وَعيتِرونْ فالتحية إلى المقاومة اللبناني.

واختتم صيام كلمته: ما بينْ نَفَقٍ عيلْبونْ وَنَفَقُ جَلْبوعْ، حِكايَةٌ واحِدَةٌ تُحَاكِي واقِعَ شَعْبِنا، اَلَا وَهِيَ: أنَّها لِثَوْرَةٍ حَتَّى النَّصْرِ.

تصوير: فادي عناني