دعا رئيس دولة فلسطين محمود عباس، أعضاء اللجنة المركزية، والمجلس الثوري لحركة "فتح"، إلى العمل سويا ويدا بيد لدحر الاحتلال، وبناء دولتنا المستقلة على أرض الآباء والأجداد، فلسطين الحبيبة، والدفاع عن إرثنا وحاضرنا ومستقبل أبنائنا وأحفادنا.
وقال سيادته في الكلمة الختامية لاجتماعات المجلس الثوري في دورته الثامنة، التي عقدت على مدار ثلاثة أيام بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، "سأدافع عن هذه الحركة، بإرثها وحاضرها ومستقبلها ولن أسمح بسرقة الثورة والمنظمة، ومعكم وبكم سنحيي إرث هذه الحركة العظيمة، قائدة نضال شعبنا العظيم".
وفيما يلي نص كلمة الرئيس:
الكلمة الختامية للرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين في نهاية اجتماعات المجلس الثوري
أيتها الأخوات، أيها الإخوة،
أعضاء اللجنة المركزية وأعضاء المجلس الثوري،
في ختام أعمال هذه الدورة للمجلس الثوري، أود أن أتحدث إليكم كأب، وأخ، ورفيق درب، وليس فقط كقائد لهذه الثورة ولمنظمة التحرير الفلسطينية ولدولة فلسطين.
أتحدث من كل قلبي وعقلي لكم أيها الأخواتُ والإخوةُ المناضلون الذين سطرتم تاريخكم وأنتم تدافعون عن أرضكم وشعبكم، وأنتم الآن في مواقع القيادة لحركتكم وشعبكم، لأنكم تستحقون.
أتحدث إليكم بعد أن بلغت ما بلغت من العمر، وأمضيت أكثر من 60 عاما من عمري في هذه الحركة، وفي قيادة هذه الثورة مع أخي ورفيق دربي ياسر عرفات رحمه الله، وإخواني أعضاء اللجنة المركزية الذين سبقونا إلى جنات الخلد مع الأنبياء والشهداء والصديقين، والذين ما زالوا أحياء، أطال الله أعمارهم، الذين أجدد لهم العهد والوفاء، وأن أبقى وفيا لرسالتهم، مخلصا لفلسطين وشعبها العظيم في أماكن تواجده كافة، حتى رحيل الاحتلال عن أرضنا ودولتنا الفلسطينية بعاصمتها الأبدية القدس.
ربما أقسو عليكم أحيانا، وهذا ليس بقصد الإحباط أو الإساءة أو الإهانة لا سمح الله، وإنما من باب المحبة والاحترام والتقدير والتوجيه والإرشاد.
لقد عاهدت الله والشهداء وشعبنا العظيم أن أدافع عن هذه القضية، ولو اقتضى الأمر إلى الشهادة، لذا سأدافع عن هذه الحركة، بإرثها وحاضرها ومستقبلها بدمي، ولن أسمح بسرقة الثورة والمنظمة، ومعكم وبكم سنحيي إرث هذه الحركة العظيمة، قائدة نضال شعبنا العظيم. ولا أريد أن أكرر ما قلته في كلمة الافتتاح أو المداخلات.
وبهذه المناسبة، أتمنى عليكم أن تقوموا بزيارات للدوائر والمؤسسات والوزارات، وأن تلتقوا بين الحين والحين مع أعضاء المركزية، لتتابعوا الأحداث أولاً بأول، وكذلك أن ألتقي وفداً منكم في المناسبات بمقر الرئاسة لنتناول شتى المواضيع الراهنة والمستقبلية.
وأريدكم أيها الأخوات، أيها الإخوة، أن تحملوا راية القيادة بحكمة، وعنفوان، وكبرياء، وبما يليق بتضحيات هذه الحركة الجبارة.
أخواتي، إخواني،،،
أدعوكم جميعا أن تفتخروا بأنكم قيادة هذه الحركة العظيمة، وتجلسون على مقاعد القادة العظام الذين سبقونا في الانطلاقة والثورة والكفاح، ولنعتبر هذه الدورة من اجتماعات المجلس الثوري بمثابة انطلاقة جديدة نحو العمل والمثابرة، والتغيير، والتقدم إلى الأمام، وكونوا على قدر الثقة التي منحها إياكم، إخوتكم وأخواتكم أبناء فتح في كل مكان.
وأقدر عاليا جهدكم الذي بُذل في التحضير لهذه الدورة والأوراق التي تم إعدادها وإقرارها على المستويات كافة، وأعدكم أن أعمل جاهدا على تنفيذها مع إخوتكم أعضاء اللجنة المركزية.
ومعاً وسوياً ويداً بيد، لدحر الاحتلال، وبناء دولتنا المستقلة على أرض الآباء والأجداد، فلسطين الحبيبة. دافعوا عن ماضيكم وإرثكم المجيد، وحاضركم المضيء، ومستقبلكم ومستقبل أولادكم وأحفادكم، مستقبل لا احتلال فيه، مستقبلٍ حرٍ لشعبٍ حر. تسلحوا بالثقة وبالنصر المؤزر، وارفعوا صوتكم عاليا، فأنتم أحرار هذه الأمة، وأسياد الفعل والعطاء، "ولا تهنوا ولا تحزنوا، وأنتم الأعلون، إن كنتم مؤمنين".
لكم حبي وتقديري واحترامي، وفقكم الله وسدد خطاكم.
تحية لشهدائنا الأبرار، وأسرانا وجرحانا البواسل، وتحية لأهلنا في القرى والمدن والمخيمات، في القدس والضفة وغزة والشتات. وانها لثورة حتى النصر بإذن الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها