قال المستشار في ديوان الرئاسة أحمد الرويضي، إن وجود أهالي حي الشيخ جراح وصمودهم في منازلهم ناتج عن حق ومركز قانوني توضحه اتفاقيات موقعة من مؤسسات دولية وحكومة لدولة كانت تحكم فلسطين قبل عام 1967، وبالتالي لهم حق قانوني واضح، في حين أن الاحتلال لا يوجد لديه أي إثباتات تعطيه الحق في طرد هذه العائلات والاستيلاء على عقاراتهم.

وأضاف في تصريحات صحفية، ان هذا المخطط يندرج في إطار التهجير القسري الذي يهدف لإقامة 200 وحدة استيطانية تحاصر البلدة القديمة في القدس، ولذلك يتكثف العمل في الجمعيات الاستيطانية في بلدة سلوان وحي الشيخ جراح.

وأوضح الرويضي أن القدس مفتاح الحل ولا يمكن تجاوزها في أية مفاوضات متعلقة بالهدنة أو أية مفاوضات سياسية.

وأشار إلى أن "القدس كما قالت القيادة السياسية هي خط أحمر، ولا يمكن إلا أن تكون عاصمة لدولة فلسطين، وأثبت أهلها هويتهم الوطنية وكشفهم لعنصرية الاحتلال وسياسة الأبارتهايد التي يمارسها ضدهم، في ظل هذا المشهد المقدسي الذي ظهر بآلية تعامل الاحتلال مع الفلسطيني المقدسي بالاعتقال والاعتداء ومحاولات القتل والتهديد، في حين أن المستوطنين يلقون الحماية الكاملة من قبل شرطة الاحتلال".

وحيا صمود أهالي الشيخ جراح وسلوان الذين استطاعوا أن ينقلوا بهمتهم وصمودهم ورباطهم قضيتهم إلى أعلى المستويات الدولية، لأنهم أصحاب حق.

وأكد الرويضي الحق الفلسطيني الثابت في القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية، "ومن حقنا أن ندافع عن وجودنا وأن نحافظ على هويتنا وأن نمارس حياتنا بحرية من دون أن يتم التدخل في حياتنا".

ونوه إلى أن "الاحتلال يحاول عرقلة كل ما يتعلق بهذه المدينة وبمؤسساتها وفعالياتها وشخصياتها الوطنية والدينية، ويعتقد نتنياهو أنه بمنع المستوطنين من اقتحام المسجد الأقصى المبارك ومحاولاته التهدئة في مناطق أخرى أنه يريد أن يبعد القدس عن أي نقاش سياسي في ظل الاهتمام الدولي الآن فيما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبشكل خاص في مدينة القدس".

وتابع: "بالتالي نؤكد أننا في مدينة القدس ندافع عن حقنا وعقاراتنا وعن المسجد الأقصى المبارك، وأثبت المقدسيون كما في كل مرة أنهم المؤتمنون على هذه المدينة ومقدساتها، وأنهم قادرون أن يحملوا رسالة الأمتين العربية والإسلامية في المحافظة على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة رغم غضبهم من ضعف الموقفين العربي والإسلامي، لكنهم في نفس الوقت يثمنون أي موقف دولي داعم".

وأضاف: "سنستمر في اتصالاتنا مع كل الأطراف الدولية بما نبرز من خلاله أن ما يحدث في القدس هو جريمة تهجير قسري واستهداف للوجود الفلسطيني في القدس، ومحاولة لقلب الحقائق عن هذه المدينة المحتلة ذات البعد العربي والإسلامي والمسيحي وخلق إرث يهودي مصطنع على حساب تاريخها".

وأكد أنه يتم العمل مع أهالي الشيخ جراح وسلوان على عدة مسارات، فالمسار الأول هو المسار السياسي بقيادة الرئيس محمود عباس والذي من خلاله يتم العمل مع مركبات الأمم المتحدة المختلفة بدءا بمجلس الأمن، والجمعية العامة، ومجلس حقوق الإنسان، واليونسكو، وكل المنظمات الدولية ذات العلاقة، وأيضا يتم العمل مع الدول المؤثرة، وهناك أيضا اتصالات مع أطراف إقليمية ودولية بما يضمن عدم التعرض لأهلنا في الشيخ جراح وسلوان، وفي نفس الوقت مستمرون بعملنا القانوني في دعم أهالي الشيخ جراح وبطن الهوى والبستان في مسألة الدفاع القانوني لكشف عدم نزاهة المحاكم التي تتعامل مع هذه القضايا والعنصرية التي يواجهونها في المحاكم الإسرائيلية التي أصبحت أداة في يد حكومة الاحتلال لتنفيذ برنامج استيطاني واضح بالنسبة لنا.

وأضاف "في الجانب الآخر نتابع مع الجنائية الدولية، حيث أصبحت هذه الملفات على طاولة المدعية العامة بعد أن تقدمت فلسطين بطلب إلى المحكمة، وفي المسار الشعبي نحيي هذا الصمود ونترحم على الشهداء ونتمنى الشفاء للجرحى ونتابع موضوع المعتقلين من خلال محامين مختصين هم على تواصل مع عائلات من تم اعتقالهم في القدس مؤخرا".