دعت جامعة الدول العربية، اليوم الأحد، إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى التنصل من خطة سلفه دونالد ترمب لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المعروفة بـ"صفقة القرن".

وقال أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في كلمة القيت بالنيابة عنه خلال جلسة لمجلس الأمن حول الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، "تتوجه الجامعة بنداء عاجل للولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس جو بايدن إلى الانخراط بشكل أكبر وأعمق في عملية السلام، على نحو يقضي على الأوهام التي خلقتها إدارة سلفه ترمب، والتي تقوم على إعطاء إسرائيل كل شيء وحرمان الفلسطينيين من كل شيء".

وذكر ابو الغيط بانخراط الإدارات الديمقراطية في عملية السلام في المنطقة، كإدارة جيمي كارتر التي توصلت إلى معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل، وإدارة بيل كلينتون "التي طرحت مبادرة شجاعة في العام 2000) لحل إنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، تقوم على أساس الأرض مقابل السلام.

وأضاف "ترى الجامعة العربية أن الوقت قد حان لأن تبني الولايات المتحدة على هذه المسيرة الشجاعة، وإثبات القدرة على التوصل إلى اختراقات في حل الصراع".

ووجه "نداء عاجلاً" آخر للمجتمع الدولي، ممثلا بالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، ودول عدم الانحياز، وكل المنظمات الدولية والاقليمية "بأن يستمر بالضغط لتحقيق حل الدولتين من خلال المفاوضات فقط، ومنع أية قوى اقليمية من استغلال هذه المفاوضات لتحقيق أغراض على جبهات أخرى".

ودعا أبو الغيط إلى الاستجابة إلى الوساطة المصرية "الساعية لتحقيق هذا الهدف بأسرع وقت".

وأشاد بجهود الصين التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن لشهر أيار الجاري، معتبرا جلسة مجلس الأمن "اختبار لقدرة النظام الدولي على التعامل مع الموقف، خصوصا بعد فشله مرتين بتنبني إعلان بخصوص الأوضاع في الاراضي الفلسطينية".

وطرح أبو الغيط جملة من الاسئلة، قال إن مجلس الأمن يتعين عليه الإجابة عليها، أبرزها "إن كانت قواعد الأمم المتحدة ذات العلاقة بحماية المدنيين تنطبق على الشعب الفلسطيني، أم أنها تنطبق فقط على المستوطنين وهم يستولون على الأراضي الفلسطينية ويعتدون على الفلسطينيين بانتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن".

وتساءل "ألا يستوجب الموقف الحالي تفعيل مبادئ مسؤولية الحماية والأمن الإنساني المتفق عليها في قمة 2005، وحماية الشعب الفلسطيني من البطش الإسرائيلي؟ وهل ستبقى إسرائيل خارج المساءلة الدولية".

ودعا أبو الغيط إلى احياء اللجنة الرباعية الدولية للوساطة في الشرق الأوسط، تمهيدا لعقد مؤتمر دولي للسلام، يفضي إلى تحقيق حل الدولتين، بإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال "بهذا فقط تحقق إسرائيل الأمن، لا بالحروب والاعتداءات، كما حصل في لبنان عام 2006، والحروب على غزة في أعوام 2008 و2012 و2014 وما يجري حاليًا".