لبّت مدينة طرابلس وجوارها الدعوة الموجهة من "حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي" وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" إلى لقاء الوفاء لفلسطين وانتصارًا لصمود القدس ومقاومة غزة البطلة، المترافقة مع الذكرى الثالثة والسبعين للنكبة، التي حوّلتها المقاومة اليوم إلى نكبة للاحتلال الصهيوني بفعل الصمود البطولي للشعب الفلسطيني وفصائله. 

 

وقد تقدّم الحضور في المهرجان الذي نُظِّم قبل ظهر اليوم الأحد ١٦-٥-٢٠٢١ في مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي بطرابلس، أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض، وممثّلون عن الأحزاب والقوى اللبنانية والفصائل الفلسطينية والاتحاد العمالي العام وهيئات بلدية واجتماعية وكشفية واختيارية ووفود شعبية من مختلف مناطق المدينة ومخيمي نهر البارد والبداوي. 

 

الحفل بدأ بالوقوف للنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، تلا ذلك عرض فيلم وثائقي بعنوان "فلك النكبة" فكرة وإعداد المكتب الطلابي الحركي في شُعبة طرابلس، ليتوالى بعدها المتحدثون على إلقاء الكلمات. 

 

  فألقى رئيس مركز النهوض الإعلامي الأستاذ أحمد درويش كلمةً حيّا فيها انتفاضة الشعب الفلسطيني التي كانت عنوانًا للاستشهاد والعطاء غير المحدود في سبيل فلسطين وقضيتها العادلة. 

 

، ثم كانت كلمة أبو جهاد فيّاض أكد فيها أن على المطبّعين أن يخجلوا أمام دماء الشهداء في غزة. 

 

وقال: "نلتقي في طرابلس العروبة التي تقف إلى جانب فلسطين وشعبها، في الذكرى الـ٧٣ للنكبة وتضامنًا مع أهلنا الصامدين في القدس وغزة هاشم وكل فلسطين.

التحية إلى الرجال المقاومين المجاهدين الذين سطروا ملاحم العزة في القدس وغزة والضفة والجليل وحيفا واللد". 

وأضاف فيّاض: "يا أبناء القدس الأبطال ننحني إجلالاً وإكبارًا أمام تضحياتكم وصمودكم وتصديكم لجرائم الاحتلال ومستوطنيه في الأقصى وحي الشيخ جرّاح دفاعًا عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس عاصمة الأرض وبوابة السماء" 

وتابع: "نُحْيي في طرابلس الأبية الذكرى الثالثة والسبعين للنكبة التي حلت بشعبنا في الـ15 من أيار عام 1948، حين أقدمت العصابات الصهيونية على ارتكاب عشرات المجازر بحق أبناء شعبنا من النساء والشيوخ والأطفال ودمرت مئات القرى والبلدات ومارس الصهاينة عملية طرد جماعي بحق أبناء شعبنا الفلسطيني تنفيذًا لوعد بلفور المشؤوم أمام انظار العالم.

هذا هو الشعب الفلسطيني موحد بالمقاومة والأجنحة العسكرية في غزة هاشم وغرفة عمليات مشتركة للجميع لإطلاق الصواريخ على تل أبيب وبمسيرات الغضب الشعبية في الضفة الغربية ومسيرات التضامن في الشتات الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم التي تقول للمتخاذلين والمطبّعين من حكام العرب الذين خانوا القضية الفلسطينية وفرّطوا بالتراب الوطني والعربي وبالمقدسات الإسلامية والمسيحية.. اخجلوا أيها المطبعون من دماء الشهداء الأطفال الذين استشهدوا بالإجرام الصهيوني في قطاع غزة أمام أنظاركم". 

واستنكر فيّاض ارتكاب العدو الصهيوني للمجازر في قطاع غزة بطائراته يوميًا بحق المدنيين الذين ارتقى منهم أكثر من 140 شهيدًا وآلاف الجرحى أكثرهم من الأطفال والنساء".

 

وقال: "لقد هب أبناء الشعب الفلسطيني في أراضي الـ٤٨ من أجل القدس ليلتحموا مع أبناء الشعب الفلسطيني في غزة هاشم والضفة الغربية للدفاع عن مقدساتنا بوجه جيش الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه".

ورأى أنَّ المواجهة مع الاحتلال تفرض علينا جميعًا أن نكون صفًّا واحدًا كالبنيان المرصوص في مقاومة شعبية شاملة في الضفة الأبية وفي اللد والرملة وكفر قاسم وشفاعمرو والنقب وغرفة عمليات عسكرية واحدة في غزة هاشم لأن معركة الدفاع عن القدس والأقصى واجبنا جميعًا، مُشدّدًا على أنَّ الوحدة الوطنية الميدانية هي السلاح الأقوى في مواجهة المحتلين الصهاينة.

ووجه فيّاض التحية إلى أهالي الـ٤٨ الذين انتفضوا بوجه الاحتلال دفاعًا عن القدس، وإلى شعبنا والأجنحة العسكرية في غزة هاشم الصامدة، وإلى شعبنا في كل مخيمات الشتات. 

 

وبعدها كانت الكلمة لئيس بلدية طرابلس د.رياض يمق الذي رحّب بالحضور في طرابلس الأبية التي ما توانت يومًا عن الوقوف إلى جانب قضايا الأمتين العربية والإسلامية. 

وأضاف: "هي طرابلس التي عهدتموها دائمًا وهي تعتبر فلسطين قضية العرب المركزية الآن ولن تضيع البوصلة يومًا في مساندة الشعب الفلسطيني والمقدسات الفلسطينية". 

 

ثُمَّ تحدث المحامي حسن بيان مؤكدًا أنَّ "فلسطين لا يحررها إلا الكفاح الشعبي المسلح".

 

أما كلمة الختام فكانت لرئيس "حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي" المحامي حسن بيان استهلّها بتوجيه التحية لطرابلس الأبية التي انجبت فوزي القاوقجي ود.عبدالمجيد الرافعي، وأول من قدمت أبناءها فداءً لفلسطين على أرض الجنوب اللبناني. 

وأضاف: "إنَّ المقاومة وُجدت لتبقى وتنتصر، وإنّ المراهنة على الجيوش العربية والأنظمة لن يجدي نفعًا. وقد قال الأستاذ ميشال عفلق يومًا إنَّ فلسطين لن تحررها الحكومات وإنما الكفاح الشعبي المسلح، وإنّ ما أُخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة كما قال الرئيس عبدالناصر. ففلسطين هي شعب الجبارين ولا يمثلها إلا المقاومون ولن تنتصر إلا بقواها الحية ومقاومتها البطلة المحمية بالحضن العربي الدافئ كما قال الشهيد صدام حسين". 

هذا وأعقبت المهرجان وقفة تضامنية جامعة في باحة ساحة الرئيس جمال عبدالناصر التل شارك فيها الحضور، ورُفِعَت خلالها أعلام فلسطين وتعالت الهتافات لقضيتها.