لندن -

أجمعت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الثلاثاء، على أن قبول فلسطين عضوا كاملا في 'اليونسكو' يمثل انتصارا هاما سيدعم موقفها للحصول على عضوية الأمم المتحدة، وأظهر عزلة السياسات الأميركية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي.

واعتبرت صحيفة 'الفايننشال تايمز' أن ما حصل في 'اليونسكو' يوم أمس يشكل 'تحديا دبلوماسيا إضافيا لسياسات الإدارة الأميركية التي تجد نفسها معزولة بسبب توجهاتها وتعاملها مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي'، وأشارت إلى قلق الإدارة الأميركية حول علاقاتها بمؤسسات الأمم المتحدة خاصة إذا واصل الفلسطينيون مسعاهم في الأمم المتحدة.

وقالت إن التصويت في الأمم المتحدة أظهر مجددا الانقسامات في الموقف الأوروبي ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين خيبتهم تجاه الموقف الأوروبي المنقسم أو المؤيد للفلسطينيين.

وتوقعت صحيفة 'الإندبندنت' أن يتجه الفلسطينيون إلى الأمم المتحدة، إذا ما أفشلت الولايات المتحدة المسعى الفلسطيني للحصول على عضوية كاملة عبر استخدامها حق النقض.

وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت تهديدات ليبرمان بقطع الصلات مع السلطة الفلسطينية، إذا ما انضمت فلسطين إلى 'اليونسكو'، تمثل سياسة نتنياهو أيضا. وتوقعت الصحيفة أن يطلب الفلسطينيون إدراج مواقع مثل البحر الميت وكنيسة القيامة وغيرها في قائمة الأماكن التاريخية، الأمر الذي سيؤدي إلى مجابهة مع إسرائيل في المحافل الدولية.

وتناولت صحيفة 'الديلي تلغراف' هذه المسألة، ونقلت عن مسؤول فلسطيني قوله، 'إننا نسعى للحصول على دعم اليونسكو للحفاظ وترميم الأماكن التاريخية القديمة في الضفة الغربية المحتلة'.

ولفتت الصحيفة النظر إلى الصراع الناشب على 'هوية بعض المعالم'، خاصة أن إسرائيل سبق وأن أعلنت على لسان نتنياهو أن الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل و'قبة راحيل' هما مواقع أثرية إسرائيلية، مما سبب استنكار المجتمع الدولي وغضب الفلسطينيين الذين رفضوا ذلك وأعلنوا أنهم يريدون وضع أماكن مثل كنيسة المهد في بيت لحم ومدينة أريحا، أقدم مدينة ظلت مأهولة في التاريخ الإنساني، على قائمة معالم الآثار التاريخية العالمية.

ورأت صحيفة 'التايمز'، من جانب آخر، أن النجاح الفلسطيني، بالرغم من التهديدات الأميركية والإسرائيلية، يقوي من الموقف الفلسطيني في الأمم المتحدة.

واعتبرت صحيفة 'الجارديان' أن ما حصل في 'اليونسكو' يشير إلى حجم الدعم الدولي للقضية الفلسطينية.

وقالت إن انضمام فلسطين إلى 'اليونسكو' يمثل مسألة رمزية لكنه سيتيح للفلسطينيين طلب إدراج مناطق في الأراضي المحتلة على قائمة المعالم الأثرية العالمية التاريخية، الأمر الذي لم يتح سابقا بسبب عدم اكتمال الشروط وأهمها أن يكون المتقدم عضوا كاملا.

ورأت الصحيفة أن التحرك الأميركي السريع والإعلان عن قطع المساعدات عن 'اليونسكو' سيزيد من شكوك الفلسطينيين في الولايات المتحدة كوسيط في عملية السلام.

وأشارت الصحيفة إلى الوضع المالي لليونسكو، وقالت، 'لقد سبق وأن أوقفت واشنطن دعمها لليونسكو لكن المنظمة تمكنت من البقاء، واضطرت واشنطن إلى العودة لليونسكو في عهد الرئيس السابق جورج بوش بعد قطيعة استمرت عقدين'.