رغم الاحتلال الجاثم فوق صدورنا وهو أقذر وأبشع احتلال من نوعه في التاريخ، قام في الأساس على روايات زائفة بالمطلق، ومستمر بالقوة والحديد والنار حتى الآن بسبب الدعم الكامل من قوى الاستعمار القديم بقيادة بريطانيا في زمانها، وبالدعم الظالم الذي تجاوز كل الحسابات من الدولية الأميركية وخاصة في الأربع سنوات الأخيرة التي أصبحت فيها أميركا تحت رئاسة رجل مريض عقليًا ومريض أخلاقيًا وهو دونالد ترامب، الذي يعيش آخر أيامه الأخيرة البائسة، وقد شن ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة، وقيادته الشرعية حربًا شعواء حشد فيها كل ما هو ظالم وشاذ حتى أنه استحق بامتياز لقب مجنون العالم، لدرجة أنه عاجز تمامًا عن التفريق بين الشيء ونقيضه، بين الظلم والعدل، بين الحقوق التي تصل إلى مستوى الثوابت المقدسة، والأباطيل التي هي ليست أكثر من ادعاءات زائفة.

في هذا الطور من النضال المستمر الذي يخوضه شعبنا الفلسطيني، وصلت رسالة حماس التي أرسلها الأخ اسماعيل هنية (أبو العبد) رئيس المكتب السياسي لحماس إلى رئيسنا ورأس شرعيتنا الوطنية الفلسطينية الرئيس أبو مازن، التي تتضمن استجابة واضحة إلى هدف الاجماع الفلسطيني وهو إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية على مبدأ التمثيل النسبي الكامل، لتحقيق الشراكة الكاملة بين كل مفردات الكل الوطني الفلسطيني، لصياغة نظامنا السياسي الفلسطيني بما يؤهله لتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية، والقضاء بشكل نهائي وحاسم على الانقسام الأسود الذي صنعه الاحتلال وقوى أخرى تنكشف فضائحها شيئًا فشيئا.

ومن خلال الاستجابة الكاملة، والرغبة العميقة تتقدم الى ساحة الميدان ديمقراطيتنا الفلسطينية لتكون أحد العناوين البارزة للنجاح والتفوق، في حين تعاني ديمقراطية دولة الاحتلال من التدمير الشامل على يد نتنياهو الذي قال عنه أحد أبرز خصومة وهو (أولمرت) رئيس وزراء إسرائيل الاسبق (أنه على استعداد أن يبيع كل دولة إسرائيل مقابل مصالحة الشخصية).

أما النموذج ال آخر للديمقراطية التي تتآكل في ظل جنون دونالد ترامب في أيامه الأخيرة فهي الديمقراطية الأميركية التي وصلت إلى مرحلة الرمق الأخير، والعالم كله تابع الاتصال التليفوني من قبل ترامب إلى أحد المسؤولين في ولاية جورجينا ويطلب فيه الحصول على حوالي إثنا عشر ألفًا من الأصوات بأي ثمن وبأي شكل حتى يتمكن من الانقلاب على نتائج نجاح خصمه جو بايدن.

 إنه بشرى، أن تقف ديمقراطيتنا الفلسطينية في مواجهة ديمقراطيات الغش والخداع في إسرائيل وفي حليفتها الكبرى أميركا، وما دمنا في زمن الثوابت فسوف نشهد المزيد من المشاهد الخالدة.