هذا اتجاهٌ خاص كتبته في #إنطلاقة_فتح ٥٦، تخصيصاً لذكرى راسخة في تاريخ الشعب الفلسطيني.
🔸 نحن الذين نعتد بفتح ونعتز بها، بغض النظر والبصر عما علق بها، وركبوا قاطرتها في مسيرتها الطويلة عبر محطات مختلفة، نؤمن أن مسيرتها الكفاحية الطويلة والصادقة بنبل أبنهائها عبر تضحيات الفعل بالدم وآهات الأسرى والصبر والنضال، لم تنجرف ولن تنحرف، لأن ما يثبتها في الأرض أقوى من أي ريح عاصفة تحاول إقتلاعها، نحن لا نتشبث بالأمل بل يجب أن نصنعه بالعمل المثابر.
▪️فتح عبر هذه المسيرة بَنَت وتُسيّر أكبر شبكة وطنية فلسطينية في التاريخ، نَحَتت جزءاً منها المعاناة في الخنادق وساحات النضال وزنانين السجون، كما العمل الوطني والشعبي والنقابي، هذه البنية مهما ضعفت تبقى كبيرة وواسعة وقابلة للتقوية والتصليب.
▪️تدخل حركة فتح عامها السابع والخمسين، ومازالت هي بوصلة قطاع واسع وكبير من الشعب الفلسطيني باعتبارها الأكثر قدرة وفاعلية على تحقيق طموحات شعبنا، وبالمقابل هناك من يتهمها أنها لم تعد على عهدها الأول، والحقيقة أن هناك شبه إجماع في فتح أنها ليست بخير، وهناك شبه إجماع وطني ومجتمعي أن فتح يجب أن تكون بخير.
▪️فتح ومعها الحركة الوطنية، لم تنجز مهامتها الأصيل المتمثلة في التحرير وإنهاء آثار الاحتلال، وقد أُلقيت على فتح مهامة البناء الوطني دون أن تُنجز المهامة الأولى، وزاد الطين طيناً مبتلاً وقوع الانقسام، الذي قسّم الوطن الأرض والحكم والشعب.
هذه التحديات أضيف لها "ثقالة المفسدين"، وهي تكاد تُغرق النظام السياسي برمته وتتضرر منه أولاً فتح، فكل مثلبةٍ تدفع ثمنها وأي إنجاز لفاعله وليس لها.
▪️ فتح حركة ديمقراطية وجوباً، وهنا لا أقصد الانتخابات، لكنها ديمقراطية في سلوكها الفردي والجماعي، مثيرٌ للفخر حقاً أن من يُحافظون على هامش حرية الرأي ويوسعونه هم الفتحاويون، مقدمتهم كوادر وقيادات الشبيبة السابقين والحاليين، النقابيون، ومع هؤلاء في مجالسهم المناضلون والمعتقلون، وأنا واثق أنه ما دام في فتح من يستطيع انتقاد الخطأ بذات الرغبة في الاعتزاز بالصواب، ستبقى فتح والحركة الوطنية بخير.
▪️أما انتخابات فتح، فإن أكبر ديمقراطية في الفصائل الفلسطينية فتح، خصوصاً في المستويات الوسطى على مستوى الأقاليم والنقابات والمكاتب الحركية، أما الأطر القاعدية تبقى ديمقراطيتها مسكونة بالتوافقات والاتفاقات، بيد أن الأطر العليا وأخص اللجنة المركزية والثوري، فهي بدرجة أخف في التوقيتات، ويشوبها ضعفاً في الاجراءات المتعلقة بالاقتراع والأهم الفرز، ومع هذا تبقى فتح الديمقراطية الأوسع والأشمل.
▪️فتح والمعارك شريكان، والحقيقة أننا نعيش مرحلة المعركة على فتح للسيطرة عليها وتطويعها، في ذات الوقت هناك معارك في فتح في مستويات مختلفة، ولكي يستوي الأمر ويستقيم الحال؛ وجب الانتهاء من كل الخلافات داخل فتح للتفرغ كلياً لصد الهجوم على فتح، من أكثر من طرف، وتنظيف الحركة من كل من علق "لزّق" بها، فتح تستطيع بروحها الوثابة تحقيق انتصاراتها المنشودة.
🔸 ومع كل ما علق بفتح من غبار وعلا بعضاً منها من كساد، فإنها على الدوام قادرةٌ ببركة نضالات أبنائها على نفض الخلل والبلل، والعودة من جديد بالوعد والأمل، تحتاج فتح الى استعادة حيوية أبنائها الذين ضحوا في إطاراتها لأجل فلسطين، وتنحّوا شعوراً بالقهر، تحتاج لأن تُبقي الأمل بالمستقبل الواعد لأبناء الشبيبة والطلائع، الذين يؤمنوا بها.
وتحتاج فتح، إلى المحافظة على الحقوق والحريات الفردية والعامة، تحتاح إلى تثبيت ميزان العدل ورفع المظلوميات والاستهداف عن الناس، تحتاح لكل مسلك علمتنا إياه في المسلكية الثورية، وإقصاء كل سلوك مرفوض ومشين بحق الناس، تحتاج إلى خطاب ينهل من مجدها التليد ويُحافظ على حرية الكلمة والسلوك في إطار القانون، تحتاج فتح إلى ما يبقيها في الطليعة، ويتطلب منها قطع كل رباط مع من يجذبها للخلف.
نحتاح فتح وفتح تحتاجنا، ليس فقط الفتحاويين بل الوطنيين الفلسطينيين.
✔️أشعر بالفخر بأنني من مدرسة شبيبة فتح، عضواً فيها ورئيساً لها، إنها مصنع الحيوية الفتحاوية.
✔️أشعر بالاعتزاز بكل ما قدمته لفلسطين عبر فتح في أطرها المختلفة، من السجن ولجان الأقاليم الى المجلس الثوري، تجربة أفتخر بكل ما قدمته خلالها.
✔️ سأواصل العمل في إطاراتها والدفاع عنها، لأننا نؤمن بها ولأن فيها جزءاً منا.
✔️أشعر بالفخر حقا أنني ممن وضع بصمة ولو تزيينية في حركة فتح باللون الأصفر، تلك إبداعات الشبيبة.
سوياً نستطيع، عاشت الذكرى..
إلى اللقاء
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها