اعتبر ما يسمى (حزب التحرير) هجوم أنصاره على بوابات المساجد وكسر أقفالها وفتحها وإقامة صلوات الجماعة، انتصارًا وفتحًا رغم المخالفة الصريحة لقرارات وتعليمات وتوجيهات وإجراءات الحكومة الصحية التي أوجبت إقرارها مسؤوليتها عن جميع المواطنين لمواجهة جائحة الكورونا، حتى أن المكتب الإعلامي الذي شجع وحرض المواطنين على إلقاء أنفسهم في التهلكة كما يتضح للجماعة نفسها بعد فترة وجيزة، قد صور إلقاء المواطنين لأنفسهم كفرائس سهلة لفيروس الكورونا على أنه انتصارعظيم لم يبقَ لهؤلاء إلا تشبيهه بالانتصار في موقعة بدر على مشركي قريش وكفارها وبيوم فتح مكة!!! عندما عج بيانهم الصادر في الرابع والعشرين من شهر أيار/مايو الماضي باتهامات واضحة وصريحة وذات معان مباشرة للسلطة الوطنية الفلسطينية، واعتبروها عدوة للإسلام والمسلمين !!!.

ذات المكتب الإعلامي لهذا الحزب عاد وأصدر بيانًا في الثالث من الشهر الحالي طالب فيه حكومة السلطة الوطنية الفلسطينية بتحمل مسؤولياتها وتكثيف جهودها في المناطق الموبوءة وتحديدًا في المناطق التي شهدت (غزوة الحزب) على السلطة الوطنية الفلسطينية وفيروس الكورونا (الوهمي) كما كانوا يصورون الأمر في بياناتهم ورسائلهم الدعائية التحريضية، وسعى هؤلاء لتحميل السلطة مسؤولية تفشي الوباء الذي بات خارجًا عن السيطرة الآن حسب تصريحات جهات الاختصاص، وكأن بياناتهم التي أصدروها قبل استفحال الوباء وحفلت بما شاء الشيطان الرجيم من اتهامات للسلطة بالكفر والمؤامرة على الإسلام والمسلمين قد أصدرها غزاة قد صعدوا إلى سطح الأرض من أسفل السافلين .. وليس على من يريد الاستزادة ومعرفة أساليب هؤلاء في اختراق ذاكرة الجمهور كالفيروسات إلا الدخول إلى وسائلهم الإعلامية وصفحاتهم على وسائل التواصل (الفيسبوك) التي اطلعت عليها حرفيًا فوجدتها أشد وطأة من وسائل إعلام منظومة الاحتلال الصهيوني المنظمة  المبرمجة ضد مشروعنا الوطني والقيادة الفلسطينية والحكومة التي أثبتت في هذه اللحظات التاريخية من الصراع صلابة مواقفها، وحكمتها، وتمسكها بالثوابت والأهداف الوطنية، حيث تجلت الحكمة والشجاعة في قراراتها وإجراءاتها في  مسارات المواجهة السياسية، الأمنية، الصحية، الاقتصادية والاجتماعية أيضًا، حيث حرص أعداء المشروع الوطني على إحداث اختراقات في كل الاتجاهات عموديًا وأفقيًا لكنهم فشلوا عمومًا حتى وإن تمكن طابورهم الخامس من أفراد معدودين لدى فئات لم تبلغ سن رشد الوعي الفردي والجمعي بعد، فما بالكم بالوطني.

الحقائق تتبين لكل ذي لب عاقل، ولكل من يبحث لمعرفة أهداف هذه الأحزاب والجماعات المستخدمة للدين، التي تركز على استيطان واحتلال الوعي الوطني ومفاصله الرئيسة وتحويله إلى ركام، كلما عملت الحركة الوطنية الإنسانية  الفلسطينية على ارتقائه، وانتشاله من الظلمة وبيئة التخلف التي يصطنعها هؤلاء  بالتخويف الدائم للناس من المجهول وإرعابهم، وتسليط سيف الإرهاب على رقابهم إن عصوا لهم أمرًا أو تعميمًا أو مفهومًا!.

كلهم في جبهة العداء للمشروع الوطني سواء، ليس بينهم متطرف ولا وسطي ولا يسار، يكذبون، ثم يكذبون، ثم يكذبون، ولا يصدقون إلا في واحدة مما ينطقون، وهي أنهم يعبرون بصدق عن عميق انتمائهم لمذهب الشيطان الكامن في نفوسهم، المعادي للإيمان والوطن والإنسانية، لا يطيقون رؤية منارة الوطنية الفلسطينية تشع في جميع الاتجاهات، فيسعون إلى حجب نورها بتركيز قصفهم على قواعدها، وهذا ما كان يسمى نائب (الحركة الإسلامية في إسرائيل) يعتبر إجراءات القيادة والحكومة الفلسطينية وقراراتها لمواجهة جائحة الكورونا مؤامرة على القضية الفلسطينية، ولمنع الشعب الفلسطيني من التعبير عن رفضه للاحتلال والاستعمار الجديد (الضم) وصفقة القرن!!! فكتب على صفحة الكذب التي سيحاسب على فظاعتها يوم القيامة أن الحكومة الفلسطينية تتذرع بوباء الكورونا لإغلاق المحافظات  الفلسطينية وذلك لمنع المواطنين الفلسطينيين من التعبير عن رفضهم (للضم)!! وكأن جماعته الإخوانية في إسرائيل هي التي حشدت عشرات الآلاف في أريحا قبل أسبوعين، أو لكأن حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح التي لبت جماهير الشعب الفلسطيني دعوتها، وزحفت إلى أريحا متحدية  حواجز الاحتلال العسكرية، ووباء الكورونا ودرجة الحرارة العالية يومها، وجعلت من أريحا قمة العالم ليست على خارطة فلسطين الجيوسياسية، لكن الحقيقة هي أن سمو الوعي الوطني الذي تجلى برفع العلم الوطني فقط قد أسقطهم في قاع الخوف على مشروعهم الفئوي الظلامي المتخلف المرتبط بأجندة استعمارية باتت مكشوفة، كما أرعبهم التفاف المجتمع الدولي حول القيادة الوطنية الفلسطينية، وتبنيها لاستراتيجية  الرئيس محمود عباس أبو مازن المرتكزة على القانون الدولي لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كيف لا وهم الذين يسعون في السر والعلن، في الليل والنهار ويطرحون أنفسهم بديلاً عن حركة التحرر الوطنية (م.ت.ف)!.

أما الجماهير التي لبت دعوة إقليم حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح  في سلفيت وانطلقت أمس من بديا باتجاه أراضي "خلة حسان" فإنا نخشى أن يعتبر (الشيخ الدجال) خروجها واشتباكها مع قوات الاحتلال بالصدور العارية  تحت علم فلسطين مجرد حضور للتعقيم الاحتياطي وقاية من فيروس الكورونا، ولا نستبعد أن يقول يومًا إن جنود الاحتلال قد رشوا المتظاهرين بدخان معقم !! إنهم يسممون الوعي الوطني يا سادة.

يعرف هؤلاء أن انتصارنا في الصراع مع المشروع الصهيوني الاستعماري الإحلالي العنصري يعني تثبيت وجودنا الوطني الإنساني الحضاري، وبداية جفاف وموت مشروعهم التوأم للمشروع الصهيوني للأبد، لذلك تراهم متمسكين بمواقعهم وخنادقهم الخلفية في جبهتنا، يفجرون ويدمرون أي بنية كلما استطاعوا الوصول إليها على قاطرة الدين!.