تقرير: الحارث الحصني
منذ أيام، اقترن بالأذان الموحد في مدينة طوباس، نداء مقتضب لكافة العمال العائدين من الداخل المحتل، يطالبهم بعدة إجراءات وقائية من فيروس "كورونا" يجب اتباعها.
وهذا ما وصفه مواطنون بأنه نداء في الملأ.
ومن خلال هذه الطريقة التقليدية، يمكن إيصال نداء مديرية الصحة، والجهات المعنية، عبر 16 مسجدا موزعا في المدينة، للعمال في أكبر مساحة جغرافية في المدينة، بشأن الإجراءات التي يجب تنفيذها.
ولاقى هذا الأسلوب المتعب، رضا بين المواطنين لإبلاغ العمال بالتعليمات التي يجب عليهم اتباعها؛ لمنع انتشار فيروس "كورونا" بين المواطنين.
فهذه الأيام تدور أحاديث بين المواطنين عن ضرورة تجنب ما حدث في قرية "بدّو" قبل أيام، عندما نقل احد الفلسطينيين العاملين في أراضي الــ48، الفيروس لوالدته، لتلقى الأخيرة حتفها.
في بداية الأمر، كان المؤذن يردد نداء الصحة بعد انتهاء الصلاة، لكن حسب توقعات محلية فإن جزءا كبيرا من المواطنين يكونون في صلاتهم فلا يصل النداء، ولهذا أصبح النداء يتلى مباشرة بعد الأذان أربع مرات في اليوم.
وتنتشر المطالب الرسمية، للعمال بشكل تناقلي بين المواطنين، وتسمع أحاديث بين المواطنين عن تلك الإجراءات بين ذوي العمال في المدينة.
تقول الأرقام التقديرية، إن في طوباس ما يقرب من 3000 عامل بين نظامي وآخرين يعملون في المستوطنات، جزء منهم لم يذهب إلى مكان عمله منذ القرارات التي اتخذتها الحكومة الفلسطينية فيما يخصهم، وجزء بدأ يعود من أماكن عملهم في الأيام الماضية.
بشكل عام، فقد سمحت سلطات الاحتلال في الفترة الأخيرة بدخول ومبيت 75 ألف عامل في أراضي الــ48، بدأ بعضهم منذ أيام بالعودة إلى منازلهم.
حاليا لا أرقام ثابتة حول عدد العمال الوافدين من الداخل المحتل إلى أماكن سكنهم في طوباس، لكن بشكل تقديري، قال مدير الغرفة التجارية في طوباس معن صوافطة، انه خلال ثلاثة أيام عاد ما يقرب من 250 عاملا (قابلين للزيادة) من أماكن عملهم في الأراضي المحتلة عام 1948.
راهنا، يدور حديث عن فيروس "كورونا" المستجد بشكل كبير، انه سريع الانتشار، ولهذا تطالب الجهات المختصة في المحافظة، العمال بالتقيد بإجراءات محددة.
فالنداء الذي أمكن سماعه عقب كل أذان بشكل مباشر، هو جملة من تعليمات صحية، تهدف لمنع انتشار المرض، منها الحجر المنزلي لكل العائدين في منازلهم لأسبوعين، وأنه من يشعر من العمال بارتفاع درجة حرارته، أو سعال، وهما من علامات الإصابة بالفيروس، أن يتصل على الرقم 105.
يقول مدير صحة طوباس، جميل دراغمة: "الحجر المنزلي هو العلاج، والنظافة أيضا هي العلاج لهذا الفيروس".
وأضاف، ان هذا الفيروس يموت بعزل حامله، فالمخالطة تعني أن ينتقل الفيروس من شخص إلى آخر، ولهذا فإن الحجر المنزلي لكل العائدين من الداخل هي الطريقة المثلى لاحتوائه.
تقول الإحصاءات الرسمية لدى وزارة الصحة الإسرائيلية، اليوم الأحد، أن عدد الإصابات بفيروس كورونا ارتفع إلى 3865 مصابا، منهم 66 بحالة حرجة، و12 وفاة، ولهذا السبب تحاول الحكومة الفلسطينية، تسخير كافة الجهود لمنع نقل العدوى من خلال العمال الوافدين من الأراضي المحتلة عام 1948.
وبنسبة كبيرة، فإن الشريحة الأساسية الوافدة من أراضي عام 48، هذه الأيام هي العمال، وفعليا فقد سجلت في اليومين الماضيين إصابات بالكورونا بسبب انتقال العدوى من خلال عمال يعملون في أراضي 1948.
تقول الأرقام التي قالها مدير الطب الوقائي في طوباس، لمراسل "وفا"، أجري في طوباس ما يقارب 550 فحصا لعمال عائدين من أراضي عام 1948.
بشكل عام، تقول الأرقام لدى وزارة العمل أن عدد العمال الفلسطينيين في أراضي الــ48 يبلغ حوالي 160 ألف عامل، منهم ما يزيد على 92 ألف عامل يملكون تصاريح عمل، وما يزيد على 40 ألف عامل عن طريق التهريب، بالإضافة إلى 34 ألف عامل في المستوطنات.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها