تقرير: عنان شحادة

بالأمس خرج سلطان ناصر من الحجر الصحي داخل فندق آنجل بمدينة بيت لحم إلى جانب 16 آخرين، ممن تعافوا من الإصابة بفيروس "كوفيد- 19" كورونا المستجد. في لحظات تبعث على التفاؤل والأمل.

في هذه الفترة عمل ناصر على إحاطة نفسه بأجواء من التفاؤل والأمل، حيث قال إن جزءا كبيرا من العلاج، يعتمد على قوة النفسية والإرادة، حيث كان على تواصل دائم مع الأصدقاء والأهل، الذين قدموا له الدعمي النفسي، ما كان له أثر إيجابي في نفسه.

وأشار إلى أن الوضع في داخل فندق آنجل كان مخيفا ومقلقا في البداية، لكن الذي ساهم في وصول المحجورين الى لحظات مغادرة الفندق الجميلة، هو أننا لم ندع أخبار الخارج والإشاعات تؤثر علينا، واتفقنا جميعا منذ البداية، أننا أقوى من الفيروس، وكنا ندعم بعضنا عبر صفحة مشتركة للجميع على تطبيق "الوتساب".

ولفت إلى أن التزام المحجورين بالتعاليم الطبية، وحرصهم على تناول الوجبات الثلاث الرئيسية والفيتامينات، أسهمت في رفع مناعة العديد منهم وتماثلهم للشفاء.

"شعوري اليوم مختلف، سعيد لأني تماثلت للشفاء، وحزين لأنني في المنزل ولن أستطيع معانقة أفراد عائلتي، كذلك على الوضع العام، لكن علينا الالتزام حتى نستطيع محاصرة الوباء" قال ناصر.

وأضاف: لقد كان أداء الطواقم الطبية، والأجهزة الأمنية خلال فترة الحجر لافتا، كما أن وقوف القيادة السياسية شكل دعما لأن نصل إلى ما نحن عليه الآن من حالة تعافٍ وشفاء.

وقال محافظ بيت لحم كامل حميد "منذ اللحظات الأولى أخذنا أقصى درجات الحيطة والحذر في إدارة الازمة، وتكلل ذلك بإنجاز شفاء المصابين الـ17، وعودتهم إلى منازلهم، وهذا مؤشر على نجاح الإجراءات الاحترازية الني قمنا بها، لكن المعركة لم تنته بعد.

وأكد وكد حميد أن المؤسسة الأمنية والعسكرية أظهرت قدرة وانضباطا على مدار الساعة رغم قلة الإمكانيات وسوء الأحوال الجوية وتربص الاحتلال، وتكاملت في عملها مع الطواقم الطبية والصحية والميدانية والاسناد الشعبي، وجميع المؤسسات كانوا على قلب رجل واحد.

مدير الطب الوقائي في مديرية الصحة في بيت لحم نبيل زواهرة، لازم المصابين في فندق آنجل طيلة فترة الحجر، حيث قال إن تعافيهم خطوة أولى، حيث على الجميع الدخول في حجر منزلي لمواصلة رحلة محاربة الفيروس.

ووصف زواهرة ما تم تحقيقه بالإنجاز ضمن سياسات انتهجت بحكمة وإدارة حكيمة، مؤكدا أن كافة من كان في الفندق تعاملوا بانضباط في سبيل محاربة الفيروس، ونفذوا التعليمات بحذافيرها، وهو ما أوصلنا الى هذه اللحظة، لكن علينا الاستمرار في أخذ الحيطة والحذر لمحاربة الفيروس.

وأضاف "من بقي في الحجر داخل الفندق هو شخص واحد لم يتعاف بعد، وسيتم توفير كل المتطلبات الطبية مع إحضار اخصائي نفسي".

أما الشاب محمد سرحان، الذي يعمل طباخا في فندق آنجل، فقد أكد أن الإرادة القوية للمصابين كانت العامل الحاسم في التغلب على الفيروس، إضافة الى موقف الجهات الرسمية والشعبية ووقوفهم الى جانبنا.

"اليوم الأول كان صعبا جدا لم أكن أتصور أن أقيد حريتي بنفسي، لكن تجاوزت ذلك وتعاملت مع الواقع بحذر وتفهم، وبحمد الله تعافينا، حيث تحلى المصابون بالمسؤولية العالية في هذا الجانب، كما أن التزام المواطن في بيته كفيل بالحد من انتشاره" أضاف.