ضمن فعاليات الذكرى الخامسة والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية، انطلاقة المارد الفتحاوي، وإحياء لذكرى القادة الشهداء أبو إياد وأبو الهول وأبو محمد العمري، نظم المكتب الطلابي الحركي في منطقة الشمال عرضًا لفيلم وثائقي عن المسيرة النضالية للقادة الشهداء الأبطال صلاح خلف وهايل عبد الحميد وفخري العمري، وذلك في قاعة الشهيد الرمز ياسر عرفات في مخيم البداو  اليوم الأحد 2020/1/12.

تقدم الحضور أمين سر حركة "فتح" في منطقة الشمال أبو جهاد فياض، ومسؤول المكتب الطلابي الحركي في إقليم لبنان نزيه شما، وأعضاء قيادة منطقة الشمال، وممثلي الفصائل الفلسطينية، واللجان الشعبية، والشعب التنظيمية من مخيمي البداوي والبارد ومدينة طرابلس، ومكاتب حركية، وقوات الأمن الوطني كتيبة بيت المقدس، وفعاليات طلابية.

بدايةً كانت كلمة ترحيب من مسؤول المكتب الطلابي الحركي في الشمال محمود حسين، دعا فيها الحضور لقراءة سورة الفاتحة، ومن ثم الاستماع للنشيد الوطني الفلسطيني.

ثم كانت كلمة للطالبة حلا بيوك رحبت فيها بالحضور، وترحمت على الشهداء القادة وجميع شهداء فلسطين. وتطرقت إلى أهم المحطات النضالية لحركة "فتح" بدءً من الطلقة الأولى مرورًا بمعركة الكرامة وصمود بيروت وإعلان الدولة في عرين الأسود في رام الله.

وبعدها ألقت الطالبة ريان شهابي قصيدة بعنوان: قبلة لأحلى شهيد ومما جاء فيها :

وجهك يا شهيد لا شمس تضاهيه ولا قمر    

ولا أدب يحويه ولا صور

 والشعر يعبر في محاسنه صمت الكلام بوصفه والفكر

وتاهت بالوفاء معاجمي وغار الصبح وتقدم السحر

وتلعثم الوجدان وجنت قصائدي فتعطل الانشاء وتوقف الخبر

وسبحت ملائكة السماء بحمده، الله أكبر دان له القدر

وتبسم القبر حين لامس وجهك وغنت الاطيار وتراقص الشجر

وصارت دموع العين مسكًا وتأنق الوصف وتقطر الأثر

كأنك الياقوت والموجان محتشدًا يفوح الوجد منك وينتشر

هاك قبلي فوق الخدود اطبعها تسبح الرحمن عفوا وتعتذر

ثم كانت كلمة نزيه شما وجاء فيها: "فتح والشهادة صنوان لا يفترقان، فعند مغيب الشمس كانت ثلة مناضلة ممن باعوا الحياة واشتروا الآخرة تنفذ عملية نفق عيلبون، فكان الإعلان العلني والمدوي لانطلاقة الثورة الفلسطينية المجيدة، انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، وكانت مسيرة شعب أراد أن يجعل من لحمة الحي قوتًا ليحيي الوطن، أبو أياد ،وهايل عبد الحميد، وأبو محمد العمري وغيرهم من القادة الأبطال، أسماء أنارت سماء فلسطين نضالاً وتضحية وفداء واستشهاد".

وعن حياة القائد صلاح خلف قال: "إنه  كمبيوتر الثورة، وجهاز الأمن الموحد، يقدس الكرامة وعزة النفس، يحسن الصمت والاستماع ، توطدت علاقته بالشهيد الرمز أبو عمار من خلال تأسيس الإتحاد العام لطلبة فلسطين عام 1951، لقد شارك القائد صلاح خلف بجانب قيادة حركة فتح في معركة الكرامة بتاريخ 21/3/1968 وكافة معارك الثورة الفلسطينية، لقد قام القائد أبو إياد وعلى مسؤوليته بإصدار بيان اللجنة المركزية للحركة يعلن فيه تسمية ياسر عرفات ناطقًا رسميًا باسم الحركة وبالتالي باسم العاصفة دون علم أبو عمار نفسه بتاريخ 14/4/1968 حفاظًا على وحدة الحركة.

وتابع: "لقد حاز الشهيد أبو إياد على لقب الرجل الثاني في حركة فتح، فهو كان رجل المهمات الصعبة، ومن أبرز صفاته أنه كان خطيبًا وكاتبًا ناجحًا، وإنسانًا صلبًا جرئيًا ومتعدد المواهب والقدرات، ومفاوض قدير ومحاور مقنع طويل النفس صبور ووطني صادق، متفان في أداء رسالته الوطنية على حساب زوجته وأولاده الستة، لقد كان حائط الصد حيث كان يقف حائلاً، وجدارًا منيعًا صلبًا يحمي القائد العام أبو عمار من سكاكين الغدر والانقسام، وتعرض لأكثر من 5 محاولات للاغتيال ومن أبرز أقواله: هذه الحركة لا تخاف من الكمات ولا تخاف من الشعارات هي تعرف أين أصدقاءها وأين اعداءها، كلمة السر عنه هي: فلسطين اليوم وغدًا مستقبلًا".

أمّا عن الشهيد هايل عبد الحميد فقال: "إن  سيرته النضالية  عطرة، فهو أحد مؤسسي حركة فتح بألمانيا والنمسا، شارك في تأسيس حركة فتح بالقاهرة سنة 1964، وكان أمين سر التنظيم ومعتمد إقليم في لبنان سنة 1972، ومسؤولاً لجهاز الأمن والمعلومات لحركة فتح، ثم عمل مفوضًا لهذا الجهاز لحين اغتياله".

وعن الشهيد فخري العموي أبو محمد قال: "إنه من أوائل الذين انخرطوا في الثورة الفلسطينية، شارك في أول دورة أمنية أوفدتها حركة فتح إلى القاهرة، شارك في تأسيس جهاز الأمن والرصد في الأردن مع صلاح خلف، أبو إياد، عمل في قيادة جهاز الأمن للثورة الفلسطينية، وشارك في قيادة عدد من العمليات الخاصة والنوعية، وكان رئيس قسم العمليات والاغتيالات بمنظمة أيلول الأسود،. صاحب فكرة عملية ميونخ، وكان المسؤول المباشر للمجموعة المنفذة باسم حركي (طلال)، تمت محاولة لاغتياله في لبنان سنة 1978 وضعت له سيارة مفخخة وفي داخلها 150 كيلو جرام من مادة تي ان تي، وتم اكتشاف السيارة من قبل إحدى المحلات التجارية، كذلك تمت محاولة لاغتياله في يوغسلافيا سنة 1979 فقد على أثرها السمع بالأذن اليمنى، وكان مسؤولاً أمنيًا رفيعًا والرجل الثاني في جهاز الأمن الموحد الذي ترأسه رفيق دربه أبو إياد".

وأضاف: "أبا إياد رحلت جسدًا طاهرًا بعملية اغتيال جبانة بتاريخ 14/1/1991 وعلى يد الجاسوس المارق حمزة أبو زيد، وأبي رفيق دربك أبو الهول حين شاهد هول الجريمة إلا أن يشارك الشهادة فأرتمى فوقك ليبعد عنك رصاصات الغدر والخيانة، وكذلك فعل الشهيد أبو محمد العمري محاولاً الإمساك بالقاتل المأجور من قبل الموساد الإسرائيلي، القادة الأبطال عادة ما يختمون حياتهم بالشهادة طريق الفتح النصر أو الشهادة".

ختم  شما قائلًأ:

إن البطولة للفتح قد خلقت

هم الأوائل في الساحات شهداء

لم تعرف الساحات نداً لمثلهم

 فرسان ليلٍ للعلا أمراء

لما تخلت رجالٌ عن مواقعها

 سدوا المواقع بالأرواح كرماء

ليس الرجولة بالأقوال نعرفها

إن الرجولة أفعالٌ وأسماء

في الذكرى الخامسة والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية وفي حضرة الشهداء الكبار، نؤكد أن أبناء الفتح فخورون بانتمائنا، مبايعون لقيادتنا، حافظون لقسمنا، ثابتون على الثوابت القدس والعودة والأسرى والدولة والتحرير وكنس المستوطنات، هذه الثورة وجدت لتبقى وستنتصر بإذن الله.

التحية لأرواح الشهداء القادة صلاح خلف وهايل عبد الحميد وأبو محمد العمري في ذكرى استشهادهم، التحية كل التحية لأرواح شهداء مخيم البداوي ونهر البارد ولكافة شهداء شعبنا، التحية إلى رئيسنا وقائد مسيرة شعبنا السيد الرئيس أبو مازن، والحرية لأسرانا البواسل صانعي مجد هذه الاُمة، والشفاء العاجل للجرحى وإنها لثورة حتى النصر.

ثمَّ كرم المكتب الطلابي الحركي في منطقة الشمال نزيه شما بدرع للشهيد ياسر عرفات على حرصه وتفانيه في مهامه.

وختامًا عرض فيلم وثائقي عن المسيرة النضالية للقادة الشهداء الثلاثة لحين استشهادهم.