نظّم مركز "الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب" اعتصامًا أمام الصليب الأحمر الدولي، في شارع السادات – الحمرا، ظهر اليوم الخميس ٢٨-١١-٢٠١٩، استنكارًا للجريمة الإسرائيلية بحقِّ الشهيد الأسير سامي أبو دياك الذي قضى نتيجة إصابته بمرض السرطان، وعدم تقديم سلطات الاحتلال العلاج اللازم له، حيثُ رفعت في الاعتصام صور الشهيد أبو دياك. 

 

وشاركت في الاعتصام قيادة حركة "فتح" في منطقة بيروت وكوادرها، وممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، والأمين العام لمركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب محمد صفا، وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وممثلو اللجان الشعبية، وقوى الأمن الوطني الفلسطيني في بيروت، وحشد فتحاوي وشعبي من مخيّمات بيروت.

 

بدايةً ألقى الأمين العام لمركز "الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب" محمد صفا نص المذكرة المرفوعة للجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، ومفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية، وهذا نصها:

"شهيد آخر ينضم في العام 2019 إلى شهداء الإهمال الطبي والتعذيب سامي أبو دياك الذي فارق الحياة فجر الثلاثاء 26-11-2019 في مشفى معتقل الرملة وهو مكبل اليدين خلافًا لوصيته أن يموت في أحضان والدته وأهله.

سامي أبو دياك وقبله بسام السايح، فارس بارود، عمر يونس، نصار طقاطقة يسقطون في مسالخ السجون الإسرائيلية نتيجة الإهمال الطبي وانعدام العناية الصحية.

الاسير الشهيد سامي أبو دياك يبلغ من العمر 36 عامًا من بلدة (سيلة الظهر) في مدينة جنين اعتقل في 17 حزيران 2002 وحكم بالسجن المؤبد ثلاث مرات و30 عامًا وله شقيق آخر في السجن وهو سامر أبو دياك المحكوم مدى الحياة.

في المعتقل ومن جراء التعذيب أجريت للشهيد الأسير العام 2015 عملية جراحية في مشفى "سوروكا الاسرائيلي" تمَّ استئصال جزء من أمعائه، وكان يتم نقله المتكرّر بالبوسطة حيثُ أصيب بتسمم في جسده وفشل كلوي وخضع لثلاث عمليات جراحية وبقي موصولاً بأجهزة التنفس الاصطناعي إلى أن أصيب بالسرطان.

ورغم إصابته بالسرطان ورغم المطالبات بالإفراج عنه إلا أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي رفضت إطلاق سراحه إلى أن استشهد ليصبح عدد شهداء المعتقلات الاسرائيلية 222 شهيدًا.

سامي أبو دياك عندما اعتقل في العام 2002 لم يكن يعاني من أية مشكلات صحية وكل معاناته نتجت عن التعذيب والإهمال الطبي وتركته قوات الاحتلال يموت ببطء ويذوب في السجن أمام صمت العالم والمؤسسات الإنسانية.

إنَّ استشهاد الأسير سامي أبو دياك بسبب مرض السرطان بعد اعتقال 17 عامًا جريمة مروعة تتحمل مسؤوليتها قوات الاحتلال الإسرائيلي التي رفضت الإفراج عنه منذ العام 2015 رغم خطورة وضعه الصحي.

سامي أبو دياك اعدمته قوات الاحتلال عمدًا، وهناك المئات من المرضى أمثال سامي أبو دياك مهددون بالموت إذا لم يتحرك المجتمع الدولي ويمارس ضغطًا حقيقيًّا على إسرائيل للإفراج عن ما يقارب ألف مريض.

وإذا كنا نحمّل إسرائيل المسؤولية المباشرة عن عملية إعدام سامي أبو دياك فإنَّ اللجنة الدولية للصليب الاحمر تتحمل المسؤولية أيضًا في عدم تحذير قوات الاحتلال الإسرائيلي والطلب للإفراج عن الشهيد أبو دياك.

الهيئات والمؤسسات الحقوقية والإنسانية تتحمل المسؤولية في تقصيرها وعدم رفع الصوت عاليًا لانقاذ المعتقلين الفلسطينيين مرضى ومسنين وأطفال ونساء في السجون الإسرائيلية.

العالم الصامت المتحدر المتواطئ مسؤول عن عملية إعدام سامي أبو دياك. لذلك فإننا في مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب نطلق من أمام اللجنة الدولية للصليب الأحمر صرخة دماء سامي أبو دياك ومعاناة إسراء الجعابيص بمطالبة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية بإنشاء لجنة تحقيق دولية بجريمة إعدام الأسير سامي أبو دياك وكافة الأسرى المرضى الذين استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي.

كما نطالب السلطة الفلسطينية بدعوة مجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان لجلسة عاجلة لبحث الأوضاع الخطيرة في سجون الاحتلال بعد استشهاد الاسير سامي أبو دياك.

وندعو الفصائل والمنظمات الفلسطينية والعربية كافّةً إلى أن تكون قضية المعتقلين الفلسطينيين أولوية في برامجها".

 

 كلمة حركة "فتح" وفصائل" م.ت.ف" ألقاها أمين سرها في بيروت العميد سمير أبو عفش اعتبر فيها أنّ استشهاد الأسير البطل سامي أبو دياك هي جريمة أخرى تضاف إلى سلسلة الجرائم المستمرة منذ عام 1948 بحق الشعب الفلسطيني، وأن سامي أبو دياك هو خامس أسير يستشهد هذا العام وما زالت جثامين هؤلاء الأسرى محتجزة لدى الكيان الصهيوني، لافتًا إلى أنَّ الأسير أبو دياك استشهد نتيجة عدم إعطاء الاحتلال العلاج اللازم له سوى البنادول لتسكين أوجاع الرأس.

 ولفت أبو عفش إلى أنَّ سلطات الاحتلال طردت مسؤول المنظمة الدولية لحقوق الإنسان الذي استنكر وأدان وطالب بإطلاق سراح الأسير سامي أبو دياك، ولم تتحرك أي جهة دولية وحقوقية وسياسية وتقول أنه يمثل هيئة دولية.

وأكد أبو عفش أنّ الانتفاضة التي بدأت منذ ثلاثة أيام مستمرة وستتصاعد غدًا الجمعة بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، رفضًا لكل الممارسات الصهيونية. وطالب الصليب الأحمر أن يصعّد مواقفه ومواقف كل المؤسسات الدولية تجاه الأسرى. 

 

وألقى كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤول علاقاتها السياسية أبو جابر لوباني عّدد فيها الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لافتاً أن عدد الاسرى الفلسطينيين قد بلغ 7000 أسيراً إستشهد منهم 222 اسيراً.

 وتساءل أبو جابر: "أين حقوق الإنسان؟ أين منظمات حقوق الإنسان؟ أين المجتمع الدولي؟ أسير يسجن 17 سنة ويحرم من الزيارات؟ كانت أمنية سامي أن يموت في حضن والدته، اربع سنوات وهو يعاني من مرض السرطان. ولفت أن هناك 0 أسيراً يعاني من مرض السران في السجون الإسرائيلية".

وختم أبو جابر: "جئنا اليوم لنعلي الصرخة ونقول أنكم كمجتمع دولي مطالبون أكثر من أي وقت مضى باحترام حقوق الانسان، وباحترام هؤلاء الأسرى". ووجّه التحية لقافلة الأسرى من سعدات إلى البرغوثي وإلى كل أسير بدأ يستعد لإضراب السجون.

 

كلمة اللجنة الوطنية للدفاع عن الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني ورئيس حزب الوفاء اللبناني ألقاها الدكتور أحمد علوان حمّل فيها باسم اللجنة الوطنية العدو المحتل مسؤولية استشهاد الأسير سامي أبو دياك بسبب الإهمال الطبي المتعمد داخل السجون، والذي لا يزال يهدد بقية الأسرى. واعتبرها جريمة ضد الانسانية.

ورأى الدكتور علوان أن على الصليب الاحمر الدولي أن يضع بأسرع وقت تقريراً مفصلاً بالجريمة وابلاغها لكل الجهات صاحبة العلاقة في الامم المتحدة وفي مقدمتهم مجلس حقوق الانسان في جنيف لتمارس دورها ومهماتها المنوطة بها تجاه هذه الجريمة، ووضع تقرير شامل أيضاً عن الاهمال الطبي للأسرى قبل حصول المزيد من الجرائم بحقهم.

 

 وكانت كلمة "لمهجة القدس للأسرى والشهداء" ألقاها ممثلها سيف موعد اعتبر فيها أن سامي أبو دياك ضحية جديدة لسياسة الإهمال الطبي المتعمد، وعملية القتل الممنهج، التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق اسرى الشعب الفلسطيني والمناضلين، ورأى أن هذه السياسة كانت سبباً رئيساً لاستشهاد اكثر من 222 اسيراً منذ العام 1967،

ورأى أن سامي لم يكن أول ضحايا هذه السياسة ولن يكون آخرها طالما استمرت الممارسات الإجرامية الفاشية تجاه اكثر من 1000 اسير مريض، بينهم نحو 130 أسيرًا يعانون من أمراض مصنفة خطيرة كالسرطان والقلب وفشل الكلى والسكري والشلل النصفي، وهؤلاء جميعاً لا يتلقون الرعاية الصحية المناسبة، مما يعرض حياتهم للخطر المحقق.

وطالب موعد بوضع استراتيجية وطنية لحماية الأسرى على المستويين الوطني والعربي، ينخرط فيها الجميع وتستهدف كافة المجالات والميادين الشعبية والنضالية والقانونية والسياسية في ذات الوقت. كما طالب بمزيد من الدعم، ومزيد من الجدية لحماية الأسرى وصولاً إلى تحريرهم.

#إعلام_حركة_فتح_لبنان