تقرير: إيهاب الريماوي

يتوشح أبناء شعبنا الفلسطيني، في مختلف المناسبات الوطنية، الكوفية الفلسطينية "كوفية الختيار"، تعبيرا عن تمسكهم بها عنوانا للنضال والحرية والهوية.

وزارة التربية والتعليم أقرت قبل ثلاث سنوات، السادس عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، يوما للاحتفاء بالكوفية، التي لازمت الرئيس الراحل ياسر عرفات حتى آخر يوم في حياته.

"الكوفية" كانت تعتبر رمزاً للكفاح ضد الانتداب البريطاني والعصابات اليهودية، واستمرت رمزا للثورة حتى يومنا هذا، مرورا بكل محطات النضال الوطني الفلسطيني.

ومع انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي، كانت الكوفية مقرونة بالفدائي كسلاحه، وكان السبب الرئيسي أيضا لوضع الكوفية هو إخفاء ملامح الفدائي.

"الكوفية" المعروفة بالسلك أو الحطة بلونيها الأبيض والأسود أصبحت جزءا من التراث الفلسطيني الاصيل الذي يدل على كفاح شعبنا ونضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي لنيل حريته واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

رمزية الكوفية أيضا تأتي من رمزية صاحبها، الشهيد ياسر عرفات، فهو من أصبح رمزا للشعب الفلسطيني ونضاله، والكوفية أصبحت رمزا للرمز فدخلت التراث الفلسطيني.

مدير عام الأنشطة الطلابية في وزارة التربية عبد الحكيم أبو جاموس، قال إن الاحتفال بيوم الكوفية يأتي تقديرا لكوفية الشهيد الراحل ياسر عرفات التي لازمته حتى آخر يوم في حياته.

وأضاف: "أصبحت الكوفية معروفة في كل أنحاء العالم برمزيتها التحررية والثورية، وإيماناً بغرس الوعي وتعميقه لدى أبنائنا الطلبة، تحيي الوزارة في كل عام هذه المناسبة ضمن اسبوع الوفاء والاستقلال، كونها تتزامن مع ذكرى استشهاد الرئيس الراحل أبو عمار في 11-11، وذكرى إعلان الاستقلال في 15-11، ويتم تخصيص احتفال مركزي في كل مديرية تنظم فيه العديد من الأنشطة الكشفية والإرشادية والثقافية والعملية الرياضية المختلفة والمتنوعة".

وتابع أبو جاموس:" اقترنت صورة الفلسطيني بالكوفية التي باتت رمزا للوحدة الفلسطينية، وتعكس بساطة حياة الفلاح في القرى، وكذلك الألوان الترابية لملابس الفلاحين هناك".

وأشار إلى أن اسم الكوفية ارتبط بالكفاح الوطني منذ ثورة 1936، حيث تلثم الفلاحون الثوار بالكوفية لإخفاء ملامحهم أثناء مقاومة الانتداب البريطاني، بهدف تفادي اعتقالهم أو الوشاية بهم، وخلال الثورة وضع أبناء المدن الكوفية بأمر من قيادات الثورة، وكان السبب أن الإنجليز بدأوا اعتقال كل من يضع الكوفية على رأسه ظنا منهم أنه من الثوار، فأصبحت مهمة الإنجليز صعبة باعتقال الثوار بعد أن وضعها كل شباب وشيوخ القرية والمدينة.

وأردف أبو جاموس: "عندما كنا نذهب إلى أي دولة في العالم كانوا عندما يشاهدون الكوفية فإنهم يربطونها بفلسطين وبياسر عرفات، بحيث أصبحت هذه الكوفية رمزاً للشعب الفلسطيني، وهي تعرف بكوفية ياسر عرفات باعتباره رمزاً لشعبنا".

الكاتب عيسى القدومي، قال إن الكوفية توسع استخدامها في العمل الفدائي خلال فترة الستينيات وما بعدها، حتى اقترنت عند شعوب العالم أجمع باسم فلسطين وجهاد شعبها ضد الاحتلال الاسرائيلي، وتجاوزت بذلك كل الحدود الجغرافية لتصبح رمزاً لقضية فلسطين العادلة، بكل محطاتها من مقاومة الاحتلال، ودحض أساطيره، والوقوف مع أصحاب الأرض والمقدسات، لذا كانت وما زالت حاضرة دائما في الأنشطة على جميع مستوياتها وأقاليمها، لتكون بلا منازع أبرز إشارة مرتبطة بقضية فلسطين وحقوق أهلها.