تقرير: نجية شحادة

بين أزقة مدينة صيدا القديمة، التي عجّت جدرانها بكل معاني الحياة، تفقد في تلك المدينة العتيقة كلَّ برد الصمت الذي بداخلك وتنتقل إلى دفء الإبداع مع الفنانة الفلسطينية الشابة آية شناعة التي أحبت منذ صغرها الرسم، وكان لاهتمام أهلها بموهبتها الأثر الأكبر في السير والسعي لتحقيق حلمها.

 

تُعرِّف الفنانة الشابة التي التقينا بها في قهوة باب السراي في صيدا القديمة عن نفسها لموقع "فلسطيننا" فتقول: "اسمي آية شناعة، عمري 20 سنة، فلسطينية من قضاء عكّا، أنا لاجئة في لبنان. اكتشفت موهبة الرسم لدي منذ نعومة أظفاري، وقد سعيت لتطويرها دائمًا من خلال تمرني كل يوم وخضوعي لدورات تدريبية كي لا أنسى مهارتي في الرسم، وكنت أينما أذهب اصطحب دفتر الرسم الخاص بي والأقلام بمختلفها سواء كانت ألوان الرسم أو أقلام الرصاص الخاصة بالرسم بدرجاتها المختلفة معي، ليتسنى لي أن أقلد أحيانًا بعض الرسومات لفنانين كبار".

 

وتضيف: "كما أنني ما زلت أتابع دراستي وأنا الآنوأستعد لخوض تجربة الثانوية العامة بكل عنفوانٍ وشموخ كي أصل إلى النجاح بإذن الله، وأخوض في السنة القادمة تحديًا جديدًا لأحقق حلمي وأدخل الجامعة قسم الفن التشكيلي".

 

وتتابع آية: "الرسم كما نعرف له عدة مدارس، وأنا لم أنتمي لغاية الآن لأيٍ منها، لأنني ما زلت في مرحلة التدريب والتطوير، وبإذن الله في السنة المقبلة سأكون في الجامعة، وسأتخصص بمدرسة معينة هي "المدرسة الواقعية" التي تجمع في مفهومها على حث الأجيال القادمة على أن تحافظ على المدارس الأساسية بالرسم والفن الأصيل".

 

وعن أهدافها تقول آية شناعة: "هدفي كمواطنة عادية هو أن أكمِل دراستي في الجامعة لأحصل في نهاية المطاف على شهادة أستطيعُ بواسطتها أن أعمل وأحصل على موردٍ ماديٍ جيد. 

وهدفي الثاني هو القدرة على الوصول لمرحلة أستطيع بها إيصال فكرة من وراء رسمةٍ أو لوحةٍ للقضية الفلسطينية بحيث أكون قد استطعت خدمة قضيتي".

 

 أما عن التحديات والمشكلات التي واجهتها في حياتها، فتقول: "أوقفت دراستي لمدة سنتين، لكن وبرغم كل تلك المعوقات التي مررت بها عدت إلى المدرسة بعزيمة أقوى من السابق، ولدي إصرار على أن أكمل لأصل إلى أحلامي وطموحاتي، ولا بدَّ أن أشكر كل من عمل على مساندتني ومساعدتي من زملاء ومعلمين ومدربين في المدرسة أو مجال الرسم، وايضًا أهلي في البيت".

 

وتختم آية حديثها معنا موجهةً رسالة إلى كل فتاة، فتقول: "لا تدعي المجتمع يقيدك ولا تهتمي إلى ما يقوله المحيط الذي تعيشين به أو كلام الناس، ولا تسمحي لأي شيء بأن يكون عائقًا أمام أحلامك واسعي لتحقيق أهدافك ولا تبرحي حتى تبلغي".