أكّدت حركة التحرير الوطني "فتح" استمرارها في الكفاح والنضال الوطني لمواجهة كلِّ المشاريع الاستعمارية التي تستهدف وجود شعبنا الفلسطيني، وقضيته، ابتداءً من وعد بلفور حتى وعد ترمب، والوقوف مع الرئيس محمود عبّاس، لتعزيز الوحدة الوطنية بما يضمن الصمود وتحقيق الإنجازات الرافعة لمصالح الشعب الفلسطيني العليا في ميدان الصراع المباشر مع الاحتلال، وفي المحافل الدولية.

 

واعتبرت الحركة في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة، اليوم السبت، لمناسبة مرور ١٠٢ عام على وعد بلفور المشؤوم، هذا الوعد جريمةً تاريخيةً ضدَّ الإنسانية لا ضدَّ الشعب الفلسطيني فحسب، باعتباره الضحية المباشرة لهذا الوعد الاستعماري، بل لأنّه أسّس لصراع ما زال مستعرًا منذُ أكثر من قرن توسّعت دائرته لتشمل حدودًا تبعد آلاف الأميال عن حدود فلسطين، وذلك لارتباط الإنسانية والشعوب الحرة بهذه الأرض المقدسة التي أنشأ عليها المستعمرون قبل مئة عام ونيف نواة كيان عنصري إرهابي استيطاني احتلالي قاومه الشعب الفلسطيني بثورات وطنية، وما زال معتمدًا الوسائل المشروعة في القانون الدولي والمواثيق الأممية.

 

وشدَّدت "فتح" على المضي قدمًا في دروب الكفاح والنضال الوطني والمقاومة الشعبية السلمية في المحافل الدولية وتعزيز الوحدة الوطنية، وتنظيم صفوف الشعب الفلسطيني ورفع أركان الدولة الفلسطينية على أرض فلسطين، والوقوف مع قائد حركة التحرر الوطني الفلسطيني، الرئيس محمود عبّاس لمواجهة مشاريع استعمارية أميركية- إسرائيلية جديدة، ومنع هذا الحلف من الوصول إلى هدف تصفية وجود الشعب الفلسطيني وإنكار حقوقه التاريخية والطبيعية في أرض وطنه فلسطين.

 

وقالت إنَّ قرارَ الرئيس الأميركي باعتبار القدس المحتلة عاصمةً لدولة الاحتلال العنصرية (إسرائيل)، وإجراءاته العملية لإلغاء قضية اللاجئين الفلسطينيين، وبيانات إدارته حول شرعية الاستيطان والاحتلال، جريمةٌ تاريخيةٌ جديدةٌ، ووعدٌ استعماريٌّ جديدٌ أتى بعد مئة عام ليستكمل المشروع الاستعماري الذي ابتدأته دولة الانتداب (بريطانيا) بجريمة إعطاء وعد للحركة الصهيونية بإنشاء وطن لليهود في فلسطين.

 

 وشدَّدت على أنَّ ترمب يعلم ويدرك جيّدًا أنَّ القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين، وأنَّ حقَّ عودة اللاجئين الفلسطيني حسب القرارات الدولية لا تصرُّف فيه، وأنَّ الاستيطان الإسرائيلي جريمة ضدَّ الإنسانية، وأنَّ هذه القضايا هي جوهر القضية الفلسطينية ومحاور صراعنا مع منظومة الاحتلال الاستيطاني التي لن تنتهي من دون إنجاز استقلالنا الوطني بقيام دولة فلسطينية حرة ديمقراطية ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية.

 

وطالبت بهذه المناسبة الحكومة البريطانية بالانسجام مع القوانين الدولية وتوجهات المجتمع الدولي والاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية كمؤشّر على نية المملكة التكفير عن جريمتها التاريخية بحق شعبنا الفلسطيني.

 

 وشدَّدت على أنَّ اعترافَ بريطانيا بفلسطين واجبٌ أخلاقيٌّ وسياسيٌّ وقانونيٌّ، ولفتت إلى ذاكرة الشعب الفلسطيني الذي لا ينسى من كانوا سببًا في نكبته ومعاناته وآلامه، وتحديدًا الذين يجب أن يتحمّلوا مسؤولية كبرى في تصويب مسار الاستقرار في المنطقة وإعادة التوازن لها، وبث ثقافة السلام بين شعوبها.

 

وعاهدت "فتح" الشعب الفلسطيني على الوفاء للشهداء الذين ارتقت أرواحهم في كلِّ الثورات والانتفاضات الشعبية التي أطلقها شعبنا لإسقاط وعد بلفور، وجدَّدت التأكيدَ على أنَّ الثورة الفلسطينية المعاصرة كانت ولا تزال تُجسّد تأكيدَ حقِّ الشعب الفلسطيني التاريخي والطبيعي في أرض وطنه فلسطين، والنضال حتى دحر المشروع الاستعماري القديم والجديد بوجهَيْه البريطاني الصهيوني، والأميركي الإسرائيلي مهما كانت التضحيات.