تصادف، اليوم الاثنين، الذكرى الـ٤٥ للاعتراف العربي بمنظمة التحرير الفلسطينية "م.ت.ف" كممثّل شرعي ووحيد لشعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات.

 

ففي الفترة من ٢٦ وحتى ٣٠ تشرين الأول/أكتوبر ١٩٧٤، عقدت القمة العربية في العاصمة المغربية الرباط، بمشاركة كافة الدول العربية إلى جانب الصومال التي شاركت للمرة الأولى، واعتمدت منظمة التحرير الفلسطينية "م.ت.ف" لأول مرة ممثِّلاً شرعيًّا ووحيدًا للشعب العربي الفلسطيني بموافقة جميع الدول العربية.

 

أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات كان أكّد أنَّ المنظمة، هي حاضنة المشروع الوطني، والبيت السياسي والمعنوي لشعبنا الفلسطيني في جميع أماكن وجوده ومرجعيته والممثّل الشرعي والوحيد له، وحافظة الهوية الفلسطينية.

 

وأكّد أنَّ الرئيس محمود عبّاس واللجنة التنفيذية للمنظمة يعملان بلا كلل على تكريس دور المنظمة في الحفاظ على هويتنا وتمثيلنا، وهي ثابتة في مواجهة المؤامرات والمخططات التصفوية التي تسعى لإلغائها عن الخارطة السياسية والجغرافية.

 

وأشار عريقات إلى التحديات الهائلة التي واجهت المنظمة خلال أكثر من نصف قرن على الاحتلال، وقدرتها على مواجهة المشاريع الاستعمارية وحملات التطهير العرقي التي قادتها حكومات الاحتلال المتعاقبة، والآن الإدارة الأمريكية، التي استهدفت النيل من العنوان والوجود الفلسطيني، والإنجازات التي حققتها منظمة التحرير خلال هذه السنوات الطوال.

 

وأضاف: "خاضت قيادة منظمة التحرير معارك حقيقية من أجل حماية أبناء شعبنا وحقوقهم، وما زلنا نناضل في جميع المنابر الدولية ونحشد الجهود السياسية والقانونية للانتصاف لحقوق شعبنا وتحقيق العدالة، وقد حققنا إنجازات عظيمة ستبني عليها أجيالنا القادمة، من أجل إنهاء الاحتلال عن أرضنا الى الأبد".

 

تأسّست منظمة التحرير الفلسطينية عام ١٩٦٤، بعد انعقاد المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في القدس، نتيجة لقرار مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في القاهرة في العام ذاته، لتكون ممثلا للفلسطينيين في مختلف المحافل الدولية، وتضم تحت لوائها معظم الفصائل والأحزاب الفلسطينية.

 

وكلّف المؤتمر العربي الفلسطيني ممثل فلسطين آنذاك الراحل أحمد الشقيري بالاتصال بالفلسطينيين وكتابة تقرير عن ذلك يقدم لمؤتمر القمة العربي التالي، فقام بجولة زار خلالها الدول العربية واتصل بالفلسطينيين فيها، وأثناء جولته جرى وضع مشروعي الميثاق القومي والنظام الأساسي للمنظمة، وتقرر عقد المؤتمر الفلسطيني الأول.

 

اختار الشقيري في حينه اللجان التحضيرية للمؤتمر التي وضعت بدورها قوائم بأسماء المرشحين لعضوية المؤتمر الذي أقيم في القدس عام ١٩٦٤، وعرف المؤتمر باسم المجلس الوطني الفلسطيني الأول لمنظمة التحرير الفلسطينية، وانتخب الشقيري رئيسا له، وأعلن عن قيام منظمة التحرير، وصادق على الميثاق القومي والنظام الأساسي للمنظمة، وانتخب رئيسا للجنة التنفيذية للمنظمة، وكلفه المؤتمر باختيار أعضاء اللجنة الخمسة عشر، كما قرر المؤتمر إعداد الشعب الفلسطيني عسكريا وإنشاء الصندوق القومي الفلسطيني.

 

وعقب نكسة حزيران عام ١٩٦٧ وتنامي دور الحركات الثورية الفدائية الفلسطينية، قدم الشقيري استقالته من رئاسة المنظمة، وفي ٢٤ كانون الأول/ ديسمبر ١٩٦٧ تسلّم يحيى حمودة رئاسة اللجنة التنفيذية بالوكالة، حيث أعلن أن منظمة التحرير ستبذل قصارى جهدها في توحيد مختلف الحركات الفلسطينية، وستعمل على إنشاء مجلس وطني للمنظمة.

 

وفي الأول من شباط ١٩٦٩، انعقدت الدورة الخامسة للمجلس الوطني الفلسطيني، بحضور جميع المنظمات الفدائية، وانتهت الدورة إلى انتخاب الراحل الشهيد ياسر عرفات، رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، لتكون حركة "فتح" قد انضمت للمنظمة، بل وتولت رئاستها.

 

وبعد استشهاد الرئيس عرفات، انتخب الرئيس محمود عبّاس، رئيسًا لمنظمة التحرير الفلسطينية عام ٢٠٠٤.

 

وحققت منظمة التحرير قفزات وإنجازات سياسية ووطنية كبيرة عززت مسيرتها النضالية المعمدة بدماء الشهداء وتضحيات شعبنا، وموقعها القيادي لشعبنا باتجاه الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، كما رسّخت مكانتها على الصعيدين الإقليمي والدولي.

#إعلام_حركة_فتح_لبنان