رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعلن امس عن أنه "يرحب بدعوة الرباعية لاجراء مفاوضات مباشرة بدون شروط". أما عمليا فهو يعتزم منذ بداية المحادثات، اذا ما استؤنفت حقا، ان يطرح تحفظات تتضارب تضاربا تاما مع بيان الرباعية وتفرغه من محتواه.

بيان نتنياهو، بعد اسبوع ونصف من نشر صيغة الرباعية لاستئناف المفاوضات، جاء بعد نقاش ثانٍ في محفل الثمانية عقد أمس. وأشار مصدر سياسي الى أن اسرائيل خشيت من أن تكون الصيغة العامة لبيان الرباعية تنطوي على "فخوخ" سياسية ولهذا أخرت على مدى بضعة ايام ردها على الصيغة.

ونبع التخوف من أن كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية ادعوا بانه حسب تفسيرهم يتضمن قرار الرباعية وقف البناء في المستوطنات – في ضوء دعوة الرباعية الامتناع عن الاستفزازات – وكذا ادارة مفاوضات على الحدود على اساس خطوط 67. واشار المصدر الى أنه في الايام الاخيرة جرت محادثات مع البيت الابيض لتلقي ايضاحات وضمانات مختلفة من الادارة الامريكية، ولا سيما في كل ما يتعلق بالمفاوضات في مسألة الحدود والجدول الزمني لانهائه.

وحسب أحد وزراء الثمانية فان اسرائيل ردت على الرباعية بـ "نعم، لكن" وستعرض تحفظات على الجدول الزمني لادارة المفاوضات على الحدود – والذي حددته الرباعية بثلاثة أشهر. وستدعي اسرائيل بان هذا جدول زمني غير واقعي. كما أنها ستعرب عن معارضتها لاجراء مفاوضات منفصلة في مسألتي الحدود والامن بداية، وستطالب بالبحث بالتوازي في مسألة الاعتراف بدولة يهودية، اللاجئين والموافقة الفلسطينية على الاعلان عن نهاية النزاع. كما ستطلب اسرائيل بانه في اثناء ادارة المفاوضات تجمد السلطة الفلسطينية طلبها الى مجلس الامن في الامم المتحدة لقبول فلسطين كعضو كامل في الامم المتحدة.

وأفاد مكتب رئيس الوزراء أمس بان "اسرائيل تدعو السلطة الفلسطينية الى التصرف مثلها وتنضم الى مفاوضات مباشرة دون تأخير". وقال الناطق بلسان نتنياهو ليران دان ان "الهدف هو السعي الى عقد لقاء اسرائيلي – فلسطيني يتحدث فيه الطرفان في كل المسائل".

وفي الاسبوع الماضي بحثت القيادة الفلسطينية هي ايضا في بيان الرباعية بل ونشرت ردا مشابها "نعم، لكن". فقد ادعى الفلسطينيون بان بيان الرباعية "مشجع". ولكن في نفس الوقت شددوا على أنهم لن يعودوا الى المفاوضات دون وقف البناء في المستوطنات وقبول مبدأ ادارة المفاوضات على أساس خطوط 67. وعقب رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات أمس على قرار الثمانية فقال انه "اذا كان رئيس الوزراء نتنياهو يقبل البيان، فان عليه أن يوقف المستوطنات ويقبل مبدأ حدود 67، لان الرباعية طلبت ذلك بوضوح". التقدير هو أنه حتى لو عقد في الاسابيع القريبة القادمة لقاء على مستوى منخفض بين اسرائيل والفلسطينيين، فلن يؤدي الامر الى استئناف ذي مغزى للمسيرة السياسية. ردود الفعل الباردة على دعوة الرباعية استئناف المفاوضات، والتي ترافقت بجملة من التحفظات من الطرفين، تظهر أكثر من أي شيء آخر الجهد الاسرائيلي والفلسطيني لالقاء المسؤولية عن فشل المحادثات حتى قبل أن تبدأ، على الطرف الاخر.