المتَتَبّع للأحداث بصفة مستمرة يقتنع أنَّ الرئيس محمود عبّاس قائدٌ عنيدٌ متمسِّكٌ بحقوق شعبه وثوابته التي لا تقبل القسمة ويقاوم كلَّ الضغوطات الخارجية والتقويضات من الداخل، وهو الآن يحارب على جبهات عدّة منها حشد دول لدعم القضية الفلسطينية ومقاومة الضغط الأمريكي والتسلُّح بالعرب ضد التهديدات الإسرائيلية وآخرها التي صدرت من ترامب بأنَّ أبو مازن سيدفع ثمنًا باهظًا لرفضه صفقة القرن، وهذا جمع من الدلائل بأنَّ الرئيس أبو مازن مازال متمسِّكًا بأبجديات الثورة الفلسطينية وبنهج الشهيد ياسر عرفات ويسير على ذات القاعدة الثورية (لا للتبعية لا للوصاية لا للخضوع )، ومعها لا يأبه ولا يحسب أي حساب لأي تهديدات أو مؤامرات تحاك في الخفاء وعلى مستويات كبيرة في دولة الاحتلال لمحاولة استبدال أبو مازن والإتيان بمن ينفِّذ أجندة إسرائيل القادمة في المنطقة، وإن كانت (إسرائيل) تعتقد أنَّها بقوتها وبجبروتها وبهمجيتها سترهب السيد الرئيس أبو مازن وتدفعه للتراجع وتلين موقفة تجاه حلول مؤقتة ومنقوصة وحلول الاعتراف بالدولة اليهودية فهي واهمة. فكما رفض الشهيد ياسر عرفات كل الضغوطات الأمريكية والإسرائيلية ووقف شامخًا متحديًّا جبروت (إسرائيل) بقي الرئيس الأقوى وها هو السيد الرئيس أبو مازن يقف الموقف نفسه مُتسلّحًا بالإيمان والإرادة الفلسطينية الصلبة التي لا تلين.
إنّ القيادة الفلسطينية والرئيس أبو مازن لن تقبل سلامًا منقوصًا حسب نظريات الأمن الإسرائيلي المزعوم ولن يقبل دون القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، ومن دون هذا لا يوجد حل، ولا أحد مخوّل أن يوقّع على غير ذلك.
ومن هنا بات واجبًا على كافّة أطياف الشعب الفلسطيني أن يصطفوا خلف الرئيس محمود عبّاس الذي هو خير خلف لخير سلف ليبقى قويًّا متماسكًا يخوض معركة الثوابت والدفاع عن الوطن دون اعتبار لأي مؤامرات.
إلّا أنَّ هناك حملة غير مسبوقة تشن الآن لتطال سيادة الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية وحركة "فتح" بسبب ثباتهم وصلابة موقفهم وتمسكهم بالثوابت والحقوق الوطنية كما أسلفت فبدلاً من الالتفاف الشعبي حول الشرعية الفلسطينية متمثّلةً بالرئيس أبو مازن نجد لغة التشكيك والمزايدات الفئوية الرخيصة التي من شأنها إضعاف الموقف الفلسطيني، وخاصة في ظل المؤامرات التي اتضحت على عين الأشهاد. ونستغرب مواقف البعض تجاه الرئيس والقيادة. فبدلاً من السعي نحو مصالحة وإنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني وعدم الإساءة لبطولات أبناء هذا الوطن والذين ضحوا بالنار والدم، نجد الهجوم يُشن على الرئيس والقيادة الفلسطينية ممّا قد يضعف الموقف الفلسطيني تجاه خصومها، وأمام هذه المؤامرات فلا بدَّ أن يصحوا الجميع من نومهم ويقفوا عند مسئولياتهم ويعملوا بكل إخلاص على توحيد الوطن وتماسكه لأنَّ حركة "فتح" تبقي أولاً وأخيرًا حامية المشروع الوطني التحرري لشعبنا الفلسطيني.