في 1977/8/12 افتتح القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية أبو عمار آنذاك النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية في مثوى شهداء الثورة عند مستديرة شاتيلا.

وحفاظاً وتكريماً على الإرث الوطني للشهداء وعوائلهم وتضحياتهم، قامت سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية ممثلة بسعادة السفير أشرف دبور بإعادة تأهيل هذا النصب وتوسعته.

وصبيحة عيد الفطر السعيد الذي يصادف اليوم الثلاثاء 2019/6/4 وبحضور سعادة السفير أشرف دبور وأركان سفارة فلسطين، وقادة الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وأعضاء مجلس ثوري، وأعضاء إقليم "فتح" في لبنان، وقيادة حركة "فتح" في بيروت ومخيماتها، وممثلي اللجان الشعبية، وقوى الأمن الوطني الفلسطيني في بيروت، ومسؤولي دائرة شؤون اللاجئين في لبنان، ومؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى في لبنان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وممثلي اللجان والمؤسسات والجمعيات والروابط اللبنانية والفلسطينية، والناطق الرسمي باسم كتلة المستقلين في المجلس الوطني د. حسن الناطور، ومسؤول مؤسسة كنعان فلسطين، ورابطة أبناء مخيم تل الزعتر، وذوي وعائلات الشهداء، والفرقة الموسيقية، أشبال وزهرات حركة "فتح" من مخيم شاتيلا، وحشد من مخيمات بيروت، تم الافتتاح الرسمي لإعادة تأهيل النصب التذكاري.

فكانت الافتتاحية قراءة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء، تلاها رفع العلمين الوطنيين اللبناني والفلسطيني على وقع نشيدي البلدين، ثم أضيئت شعلة ديمومة الثورة الفلسطينية على وقع الأناشيد الوطنية، ووضعت أكاليل من الورد على النصب التذكاري بإسم السيد الرئيس محمود عباس، وأخَرٌ بإسم منظمة التحرير الفلسطينية، وقيادة حركة "فتح" في لبنان والجبهة الديمقراطية ومؤسسة رعاية أسر الشهداء.

وألقيت كلمات، فكانت الكلمة الأولى للجان والروابط الشعبية ألقاها نبيل الحلاق، قال فيها: "يشرفني أن القي كلمة اللجان والروابط الشعبية في لبنان، حيث يصادف في هذه الأيام ذكرى خميس الأسرى الذي نقوم به منذ سنوات، ذكرى المفقودين لتجمع اللجان والروابط الستة الأبطال الذين واجهوا الاحتلال الصهيوني، وواجهوا الغطرسة الصهيونية أبان الاحتلال الاسرائيلي للبنان في العام ١٩٨٢، المفقودون هم: محمد المعلم، وبلال الصمدي، وابراهيم نور الدين، ومحمد شهاب، وحيدر زغيب، وفواز الشاهر، ونتمنى على القيمين وعلى المؤسسات الانسانية أن تقوم بمبادرة فعلية لكي نضغط على الكيان الاسرائيلي للإفراج عن رفاتهم".

ثم وجّه التحية لشهداء الثورة الفلسطينية، مشيداً بوحدة الدم الفلسطيني اللبناني العربي الذي يجمعهم هذا الصرح الوطني والذي يخلد معنى التضحيات والعزة والعطاء.

الكلمة الثانية كانت لمسؤول جمعية كنعان فلسطين العميد يحيى صالح، وجه فيه التحية من اليمن إلى الشهداء والقادة الشهداء وفي مقدمهم الراحل القائد ياسر عرفات ورفيق دربه الراحل علي عبدالله صالح وكل قادة هذه الأمة الذين ضحوا بأرواحهم من أجل فلسطين.

ورأى صالح أن مرور هذه السنوات الطوال، أثبتت وفرزت مَن مع فلسطين ومن يتآمر على فلسطين، وأن صفقة القرن التي يخطط لها الآن كشفت الخونة من العرب الذين يخونون القضية الفلسطينية.

وألقى كلمة منظمة التحرير الفلسطينية الرفيق علي فيصل عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، قال فيها: "نلتقي اليوم في رحاب الشهادة والشهداء لنقول بوضوح باسم منظمة التحرير الفلسطينية أننا على العهد باقون وعلى الوفاء لقادة كبار، ومقاتلين ومناضلين، شهداء قضوا من أجل العودة ومن أجل الدولة المستقلة ومن أجل القدس عاصمة لها، قضوا على طريق النضال من لحفظ تراث هؤلاء الشهداء والشعب الفلسطيني".

وتابع فيصل: "إن سياسة الولايات المتحدة الأميركية التي تسمي نفسها بصفقة القرن هي صفقة تصفية الحقوق الوطنية، ابتدأت بإقفال ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في الولايات المتحدة، مرورًا بإعلان القدس عاصمة للدولة اليهودية، وإقفال الطريق أمام حق العودة، من على أضرحة الشهداء ومن معاناة الأسرى والمعتقلين نقول أن منظمة التحرير الفلسطينية ليست بيتًا أو حجراً، بل هي مزروعة في قلب كل فلسطين، في قلب كل إنسان حر في عالمنا العربي، وستبقى ممثلنا الشرعي والوحيد شاء ترامب ونتنياهو أم أبى، وسنرفع علم فلسطين فوق القدس عاصمة الدولة الفلسطيني، ونقول لترامب أن القدس لن تكون إلا فلسطينية عربية، ولن تكون في يومًا من الأيام  يهودية، وإن اللاجئين الفلسطينيين لن يبقوا في اللجوء، بل سيعودون إلى قراهم ومدنهم وسيحملون رفاة شهدائهم ويزرعونها، ويسيجون الوطن والدولة المستقلة والقدس عاصمتنا الأبدية".

وختم فيصل: باسم منظمة التحرير الفلسطينية ندعو في هذا اليوم وفاءًا للشهداء أن نأتي إلى كلمة سواء باستعادة الوحدة الوطنية على خيار المقاومة وتطبيق قرارات المجلس الوطني والمركزي التي تشكل بالنسبة للجميع قاساً مشتركاً".

وألقى سعادة السفير أشرف دبور كلمة فلسطين، إستهلها بعبارة "من لا يقّدر تاريخه لا حاضر له ولا مستقبل".

 بسم الله الرحمن الرحيم العظيم "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا". صدق الله العظيم

لفتى الثورة الذي خط هذه الكلمات، فتى الثورة الأكرم منا جميعاً ولتكملوا الصرح الذي بجباهنا شما بنينًا، كان الصرح تخليدًا للأكرم منا جميعًا الذين استطاعوا بدمائهم أن يسقطوا كافة مشاريع التصفية التي مرت بها القضية الفلسطينية، إننا نعاهدهم الاستمرار بالثورة حتى تحقيق الأهداف التي استشهدوا من أجلها، ولن نكون إلا كما أرادونا، رواد حق، رواد حفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني.

وتابع سعادته: "مسيرة الثورة وبدايتها محفورة في هذا المكان، نعم هنا في هذا المكان وأضرحتهم منارة للثوار، ونرفع رأسنا اليوم عالياً لتحيا القضية والثورة بتاريخ أمجادهم وتستمر، فإن حاضرنا عهد وقسم بالاستمرار، والمستقبل للحق وليس للباطل".

ورأى سعادته أن ما يطرح من صفقات وورش عمل اليوم إنما هو استكمال لما حصل منذ العام ١٩٤٨ وبالتأكيد كل ذلك يأتي في سياق يشمل المنطقة بأسرها، لكن الشعب الفلسطيني بقيادته وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس الذي منذ بداية الاطلالة برأس الصفقات أعلنها واضحة أن فلسطين ليست للبيع، والقدس ليست للبيع، ولن نقايض أحد على حق اللاجئين في العودة، وهنا أقول لكم بأن ما يسمى بصفقة العار، وبصدق وبشرف أقولها "سترمى على مزابل التاريخ، نعم سترمى على مزابل التاريخ فأي مشروع لا يلبي طموحات شعبنا المشروعة لن يرى النور مطلقاً".

ودعا سعادته إلى انجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية التي هي عامود النضال الفلسطيني، وإلى إنهاء الانقسام لمواجهة صفقة لا يخرج منها سوى مشاريع تصفية. مشيراً عدم المراهنة على العدو الصهيوني، لأنه يعرف ما يريد، ونحن نعرف ما نريد، نحن نريد حرية نحن نريد انتزاع حقنا أمام صمت المجتمع الدولي الذي لا يخرج منه سوى إدانات.

ورأى سعادته أنه يجب وضع حد لهذا الاحتلال الأخير في هذا العالم، حتى ينعم الشعب الفلسطيني بحريته واستقلاله وعودته.

 ووجه التحية باسمه وباسم الشعب الفلسطيني من هذا الصرح الوطني إلى الرئيس والقائد الثابت على الثوابت سيادة الرئيس محمود عباس، وحيا صموده في وجه كافة الضغوطات والمشاريع ونقول لسيادته: "لتذهب الصفقات وورش العمل إلى الجحيم، سر يا سيادة الرئيس على بركة الله وشعبك من خلفك والشرفاء من خلفك والله معك أيها القائد البطل وليهنأ الشهداء بمسيرتهم المحفورة بالدماء الطاهرة الزكية المصانة، وعهدنا لكم عهد الوفاء أيها الأكرم منا جميعًا، وكما قال الزعيم الخالد ياسر عرفات يرونها بعيدة ونراها قريبة وإنَّا لصادقون".

 كما وجه التحية إلى الأسرى جنرالات الصبر القابعين في زنازين الإحتلال الصهيوني. وختم سعادته بتوجيه التحية إلى كل الشهداء، وحيا شهداء الجبهة الديمقراطية الذي يصادف اليوم "ذكرى شهيد الجبهة".