رغم تملق الرئيس الأمريكي، باراك اوباما لليهود بخطابه الذي وصف بأنه أهم خطاب لصالح إسرائيل القي في الأمم المتحدة، إلا أن اليهود قرروا القضاء سياسياً على اوباما لأنه "أوهم الفلسطينيين بالحصول على دولة".

أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي قرروا التدخل بشكل واضح في الانتخابات للرئاسة الأمريكية، العمل على إسقاط اوباما رغم إعلان نتنياهو بأن التعاون بينه وبين الرئيس الأمريكي الحالي غير مسبوق وأكبر دليل على ذلك الفيتو الأمريكي المنتظر في مجلس الأمن.

عندما تحدث أوباما أمام الجمعية العمومية، عن إسرائيل "المسكينة" ومحيط عربي عدائي وصواريخ تقلق أطفالها وعن أمنها -حتى نتنياهو لم يتطرق إلى ذلك-  كان رئيس الليكود العالمي، عضو الكنيست داني دانون، في نيويورك واقفا إلى جانب المرشح الجمهوري للرئاسة، ريك بيري، يعلن تأييده رغم الأمر الهام المتعارف عليه دوليا بعدم تدخل شخصيات سياسية في الأمور الداخلية لدولة أخرى، خاصة في التأثير على نتائج الانتخابات.

داني دنون، وأعضاء كنيست من شاس وإسرائيل بيتنا، وممثلون عن أحزاب يمينية أخرى  يزورون الولايات المتحدة بشكل دائم ويلتقون مع قادة الجالية اليهودية مع رسالة هامة "يجب التخلص من اوباما ومنع عودته إلى البيت الأبيض".

لم يخف عضو الكنيست دانون موقفه إذ قال في حديث إذاعي انه سيقف إلى جانب أي مرشح ينافس اوباما على الرئاسة".

يهود الولايات المتحدة، والذين دعموا في الماضي القريب الحزب الديمقراطي وصلوا إلى قناعة انه يجب التخلص من باراك حسين اوباما،. والبداية كانت في انتخابات حاكم نيويورك حيث الأكثرية اليهودية عندما صوتوا للمرشح الجمهوري بعد اعتيادهم التصويت للمرشح الديمقراطي، فكانت هذه بمثابة رسالة واضحة لاوباما من قبل اليهود.

خطاب اوباما في الأمم المتحدة وتسريب الأنباء عن قيام اوباما ببيع القنابل الخارقة للملاجىء المحصنة، التي رفض الرئيس الأسبق بوش بيعها لإسرائيل، محاولات بائسة من قبل اوباما ومستشاروه لإرضاء الناخبين اليهود.

"اوباما هو أول رئيس يهودي للولايات المتحدة" كتب مقالا في صحيفة يهودية مع  نشر صورة لأوباما وهو يضع قلنسوة (كيبا) على رأسه، لكن اليهود الذين ما زالوا يؤيدون اوباما هم من الأقلية من بين الجالية اليهودية الكبيرة.

يحظى نتنياهو بتأييد الكونغرس الجمهوري، والجميع يذكر جيدا تصفيق أعضاء الكونغرس ووقوفهم اكثر من  30 مرة، حتى وصل الأمر إلى حد طلب الرئيس اوباما من نتنياهو أن يقنع أعضاء الكونغرس بعدم اتخاذ قرار بوقف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية.

اليهود في الولايات المتحدة وإسرائيل قرروا التخلص وبكل ثمن من اوباما، الذي ارتكب"خطيئة" بنظرهم وأوهم الشعب الفلسطيني بالدولة.

داني دنون والمرشح الجمهوري، بيري نيسيم زئيب، هاجموا الرئيس اوباما بعد كلمته في الأمم المتحدة. لفشله في منع الفلسطينيين من التوجه للأمم المتحدة قائلا "سياسة اوباما خطيرة جداً" وساذجة لأن إسرائيل هي الحليف الأقوى للولايات المتحدة وعلى الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل دولة الشعب اليهودي ويجب إغلاق مكاتب فلسطين في واشنطن ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. دنون وزئيف والعديد من السياسيين الإسرائيليين صفقوا لبيري، وأعلنوا عن تأييدهم المطلق له.