محمد محمود كشكو 'أبو كفــاح ' هذا القائد الهمام الذين رفض أن يكون مجرد رقم في السجل المدني الفلسطيني ورسخ إنتمائه لفلسطين من خلال مسيرة وطنية عريقة بدأت بمقاومته للإحتلال مروراً برحلة المعاناة الطويلة داخل سجون الإحتلال وصـولاً لتتويج هذا المشوار النضالي الكبير وإختتامه بالشهادة في سبل الله مدافعاً بجسده الطاهر عن حي الزيتون المجاهد والذي تعرض بتاريخ 24/9/2002 لعملية إجتياح صهيونية كبيرة راح ضحيتها عدد كبير من الشهداء الأبطال الذين خرجوا للدفاع عن هذا الحي الصامد الذي قدم مئات الشهداء والإستشهاديين الذي مرغوا أنف مؤسسة الإحتلال العسكرية بالتراب من خلال إقتحامهم لمواقعه المحصنة وإختراق كافة الإجراءات الصهيونية الأمنية.

إنه القائد الصنديد والثائر العنيد أبو كفاح الذي قضى ريعان شبابه داخل سجون الإحتلال الذي وجه له عام 1973تهمة الإنتماء لحركة فتح والقيام بعمليات فدائية ضـد العديد من الأهداف الصهيونية ليشكل هذا القائد أروع صور الشموخ والتحدي بصموده الأسطوري الذي قهر إثنى عشرة عاماً من الإعتقال وإنتصرت إرادته على جبروت السجان.

وفي عام 1985 تنفس أبو كفاح الحرية من جديد بعد الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى، ليخرج من الإعتقال أكثر قوة وصلابة وتصميماً على مواصلة طريقه النضالي.

ومع إبرام إتفاقية السلام التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع دولة الإحتلال برعاية الإدارة الأمريكية، إنضم شهيدنا القائد لصفوف القوة '17' وكان من كبار ضباط هذه القوة التي تميزت بالعلاقة الأقوى مع الشهيد القائد والرمز ياسر عرفات.

ومع إنطلاق إنتفاضة الأقصى المباركة عام 2000 وسقوط عدد كبير من الشهداء المدنيين، حيث ان هذا الأمر دعى أبو كفاح للتفكير برفقة العديد من القادة الكبار كالشهيد القائد جهاد العمارين بهدف إدخال عنصر الردع للمعادلة لإرهاب الإحتلال الذي إستخدم كل قوته العسكرية وأسلحته المتطورة ضـد شعب أعزل ومجرد من السلاح.

وبالفعل إستطاع الشهيد القائد برفقة العديد من قيادات المقاومة الفلسطينية تغيير المعادلة والواقع المرير وترجم هذا الأمر من خلال نصب الكمائن العسكرية للقوافل الصهيونية التي كانت تمــر من معبر كارني إلي مغتصبة نتساريم وبالعكس مروراً بالطريق الشرقي الذي أصبح طريق الموت والرعب لدى قوات الإحتلال ومستوطنيه.

وبتاريخ 24/9/2002 أبلغ الشهيد القائد ، محمد كشكو بتوغل أرتال الدبابات والجرفات الصهيونية بمساندة جوية من قبل طائرات الأباتشي والإستطلاع ودخولها إلي حي الزيتون من الناحية الشرقية فإمتشق سلاحه وتوجه لأرض المعركة وكان يرافقة عدد من مقاتلي حركة فتح والشهيد القسامي القائد ياسين نصار وقاموا بزرع وتفجير العديد من العبوات الناسفة التي فُجرت بعضها بالأليات الصهيونية، وعندما حاول الشهيد إستدراج إحدى الآليات الصهيونية من خلال إطلاق النار لإجبارها على التقدم نحو إحدى العبوات التي كانت مزروعة على مقرب من مسجد مصعب بن عمير ،حيث قامت إحدى الآليات الصهيونية بالرد على مصدر إطلاق النار مما أدى إلي إستشهاد القائد المغوار محمد محمود كشكو 'أبو كفاح' والشهيد القائد ياسين نصار وإصابة مقاتل أخر من حركة فتح بجراح .

فإننا اليوم وفي الذكرى التاسعة لإستشهاد القائد الكبير محمد كشكو نبرق بتحية كبرياء وشموخ لروحه الطاهرة ونجدد البيعه مع الله أن نبقى الأوفياء لدمائه الطاهرة وأن نمضي قدماً على ذات الطريق حتى دحر الإحتلال عن أخر شبر من أرض فلسطين الطاهرة أو نقضي شهداء مقبلين غير مدبرين.

عاشت الذكرى .. ودامت نار الثورة ملتهبة في وجه الإحتلال.