أحيت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" الذكرى الرابعة عشرة لاستشهاد القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات بمهرجانٍ جماهيريٍّ في مخيَّم نهر البارد اليوم الأحد 11-11-2018.
وتقدَّم الحضور أمين سر حركة "فتح" - إقليم لبنان حسين فيّاض، وعضو قيادة الإقليم زهرة ربيع، ورئيس دائرة أوقاف عكّار فضيلة الشيخ د.مالك جديدة ورئيس اتحاد بلديات القيطع في عكّار أحمد المير وممثِّلي الفصائل الفلسطينية والقوى والأحزاب اللبنانية ورجال دين وفعاليات اجتماعية ورياضية من مخيّمات الشمال والمنية وطراباس وعكّار.
وقدَّم الحفل مسؤول طلاب شعبة البارد الأستاذ محمود حسين، وكانت الكلمة الأولى كلمة دائرة أوقاف عكّار ألقاها د.مالك جديدة جاء فيها: "إخواني في حركة "فتح" التي فتحت عقولنا وقلوبنا على عشق فلسطين، والتي دخلت إلى كلّ بيوتنا من خلال هذا الرمز الذي كان وما زال قدوةً لنا وللشباب في العالم العربي، أعني به القائد الشهيد ياسر عرفات نحنُ اليوم في عبق المقاومة، قضية فلسطين هي القضية لا تُزوّر. ونحن في حضرة ذكرى الرمز أبو عمار لأنَّه نسرٌ من نسور أُمّتنا سيبقى محلِّقًا في سماء أُمّتنا لأنَّه النسر في زمن الانكسار".
وأضاف: "نحنُ شركاء في حُبّنا لهذه الهامة العربية، ونحن شركاء في حب فلسطين ومقدساتها. كنا دائمًا نقول إنَّ فلسطين قضية خالدة لأنَّها خُلِّدَت من خلال قيادتها وأول من خلدها القائد الشهيد ياسر عرفات، وإنَّها قطعة من إيماننا ولأنَّها ذكرت في القرآن في سورة الإسراء. وسيسقط كلُّ السماسرة الذين يريدون إسقاط القدس سيسقطون وستبقى القدس وسيبقى النسر أبو عمار محلِّقًا كرمز للقدس والأقصى".
وتابع: "لو كانت القضية عند زعيم غير أبو عمار لماتت كما ماتت قضايا عديدة في هذه الأُمّة، ولو كانت هذه القضية عند غير شعب لماتت ولكنَّكم شعب حي لن يموت".
وختمَ موجِّهًا التحية لشعب فلسطين، وكل التحية للقائد ياسر عرفات الذي عاش الجهاد والفدائية والحصار من العرب قبل غيرهم، ولكنّه بقي على إصراره لأنَّه تاريخ طويل لشعب أنجب الآلاف من الأبطال.
كلمة المؤتمر الشعبي اللبناني ألقاها الأستاذ عبد الناصر المصري الذي شدَّد في ذكرى استشهاد الرمز ياسر عرفات على الثوابت العربية، وأكَّد أنَّ ما أُخِذَ بالقوة لا يُسترَد إلّا بالقوة. وقال: "في ذكراه نستذكر ذلك الجيل الذي جاء في موعده مع القدر الذي أسَّس "م.ت.ف" في زمان القائد جمال عبد الناصر. فالقادة جمال عبد الناصر وأبو عمار وشهداء الجزائر ستبقى ذكراهم خالدة، أمَّا القادة المتخاذلون فإلى مزابل التاريخ".
وأضاف: "منذ ايام صدرت قرارات المجلس المركزي الفلسطيني والتي هي مطالب كل الوطنيين الفلسطينيين، لذلك نحن ندعو إلى تعزيز الوحدة الوطنية ونوجه التحية لأهلنا في غزة والضفة والقدس".
وأشار إلى أنَّ هناك من يهرول من حكام العرب إلى التطبيع مع دولة العدو فهل وافق العدو على مقررات الدول العربية بالانسحاب من أراضينا التي احتلها بعد العام 1967 معلِّقًا: "وهل اعترف عدونا بحق عودة اللاجئين إلى قراهم التي أُخرِجوا منها؟ فلماذا أيّها المطبّعون ترجمون وتطعنون الأمة؟ ولماذا تسارعون إلى من لا يعترف بحقوق شعوب الأمة؟ وهي دعوة لكل خليجي شريف إلى وقف هذا التطبيع الذي يعتبر بداية لتمرير صفقة القرن والقضاء على القضية الفلسطينية".
وأكَّد أنَّ الخلافات الموجودة بين دول الخليج وايران لا تحل الا بالحوار الاخوي لتجنيب دولنا العربية والاسلامية سفك الدماء، ولفت إلى أنَّ "هذا موقفنا نهج الاسلام والعروبة الذي يتطلع إلى افضل العلاقات بين الدول الاسلامية".
وقال: "الواجب يدعونا إلى التعاون لاستعادة حقنا بفلسطين، كل فلسطين، وكل تحالف مع اميركا لن تكون وجهته فلسطين، وانما زيادة في استنزاف مقدرات الامة لاننا نؤمن بان الولايات المتحدة ودولة الكيان الصهيوني هما وجهان لعملة واحدة على العرب أن يدركوا بان استعادة فلسطين وعد رباني ويجب أن نبقي على لاءات عبد الناصر".
أمَّا رئيس اتحاد بلديات القيطع الأستاذ احمد المير فألقى كلمةً جاء فيها: "سيدي الرئيس عرفات في ذكرى رحيلك نقول لك انت رمز من رموزنا حاربت في الـ48 وفجرت الثورة وأسّست أنبل حركة احيت الامة وأيقظتها من سباتها وبتَّ رمزًا لاحرار العالم وحملت القضية إلى المحافل الدولية، وكنت وطنًا في رجل ورجلاً في وطن، كان باطنك كظاهرك، ومن اختلفوا معك لم يختلفوا عليك. نعاهدك بِاسم أمة أنجبت جمال عبد الناصر وياسر عرفات ومحمود درويش أنَّ النصر قادم وقريب بإذن الله، وان هناك امرأة فلسطينية ستلد ياسر عرفات ثانيًا يكمل المسيرة التي بدأتها ويحرر كامل التراب الفلسطيني".
كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سر إقليم لبنان حسين فيّاض، فقال: "يا سيّد التاريخ أنتَ رقمنا الصعب، والدليل إلى التحرير. ما وهن العزم فينا، نقبض على الجمر بأكفنا ونصبر، ونمر على الشوك حفاة، مستمرون نحنُ على خطاك مهما ابتعد إخواننا العرب، وإن طبَّعوا مستمرون، مهما سفك الإجرام الصهيوني من دمنا لا يضيع لنا حق بخلفيتك حامل الأمانة الرئيس أبو مازن الحُر الأمين الذي لم يحد عن خطاك. لا نبكيك في ذكراك، وإنَّما نستذكر كل قول قلته، وكل مرحلة عبرتها نستسقي منها الدروس والعِبَر".
وأضاف: "لن تمرَّ صفقة الأرعن ترامب الذي نقل سفارة طغيانه إلى القدس التي وضعتها أمانة في أعناق مليار ونصف من الامة الاسلامية، وقطع المساعدات عن "الأونروا" والسلطة والمستشفيات، وأغلق مكتب "م.ت.ف" في أمريكا".
وعرضَ للقرار الصهيوني الذي يهدف إلى هدم الخان الأحمر للفصل بين ضفتي الضفة لتقسيم الدولة الفلسطينية إلى كنتونات، وأكَّد أنَّ شجاعة أبو مازن وصمود الشعب والرباط في الخان الاحمر ستفشل المخطط.
ونوَّه بتسمية المركز المركزي دورته الثلاثين الخان الأحمر والثوابت الوطنية، وأشاد بالقرارات الصادرة عن المجلس المركزي وعلى رأسها إنهاء الاتفاقات مع سلطة الاحتلال، وتعليق الاعتراف بـ(إسرائيل) لحين الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران، ووقف التنسيق الأمني، وتخويل الرئيس بتطبيق هذه القرارات، مستنكرًا الغيابات غير المبررة لبعض القوى والشخصيات عن جلسة بهذه الأهمية وذات قرارات مصيرية لشعبنا.
وأردف: "ما نراه اليوم من فتح علاقات وتطبيع مع العدو هو مقدمة لتمرير صفقة القرن سبقته كذبات الربيع العربي والجماعات المسلحة التكفيرية الدواعش صناعة أمريكية".
وتطرَّق إلى الأحداث الأخيرة التي شهدها مخيَّم المية ومية، فقال: "ما حدث في مخيَّم المية ومية هو أنَّنا كُنّا نتعرّض للاغتيالات على أيدي من يدَّعون الإسلام والإسلام منهم براء، ولم نقم بأي عمل، وكنا نعض على الجرح، ووصل العدد إلى 30، ولكن طفح الكيل، ولم يعد الصمت يجدي نفعًا، وآخر العلاج الكي، فكما اضطررنا للحد من ظاهرة بلال بدر وحصره في حي الطيرة داخل مخيَّم عين الحلوة تمَّ الأمر بالنسبة لجمال سليمان حتى استقر الوضع ونعم أبناء مخيم المية والمية بالأمن والأمان"، وأكَّد أنَّ أمن المخيمات خطر أحمر لن يسمح بتجاوزه لأيٍّ كان.
#إعلام_حركة_فتح_لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها