بمناسبة مرور أربعة عشر عامًا على استشهاد القائد الرمز ياسر عرفات "أبو عمّار"، وضمن أسبوع فاعليات إحياء هذه الذكرى الأليمة في حياة الشعب الفلسطيني، نظَّمت قيادة حركة "فتح" في منطقة بيروت مهرجانًا خطابيًّا عقب صلاة الجمعة اليوم في ٩-١١-٢٠١٨، عند مدخل تجمُّع سعيد غواش خلف المدينة الرياضية.

وشارك في المهرجان ممثِّلو فصائل "م.ت.ف" وقيادة حركة "فتح" في منطقة بيروت وشُعَبها التنظيمية، والمكاتب الحركية والأُطُر الفتحاوية في المنطقة، وممثّلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، والسفير إدريس الصالح، وممثّلو اللجان الشعبية وقوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في بيروت، وممثّلو المؤسسات والجمعيات الأهلية الفلسطينية، وممثّلو الجمعيات والهيئات والتيّارات اللبنانية، ومنظّمات نسائية لبنانية، ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، وكشّافة وأشبال وزهرات حركة "فتح"، وكشّافة المرشدات الفلسطينية، ومجموعة الكرامة الكشفية، وفريق الياسر الرياضي التابع لحركة "فتح"، وأهالي مخيّمات بيروت.

بدأ المهرجان بالنشيدين الوطنيَّين اللبناني والفلسطيني ونشيد حركة "فتح"، ثُمَّ كانت كلمة لمدير عام دار الندوة الأستاذ جهاد الخطيب، قال فيها: "صحيحٌ أنَّ "أبو عمّار" غادرنا جسدًا، ولكنَّه ترك فينا التمسُّك بفلسطين، وقد رسم أبو عمار الثوابت بأنَّ القدس عاصمة لفلسطين، وأنَّ حق العودة للشعب الفلسطيني أمر ثابت، وهذا سر توهّج أبي عمار الذي كان يوازن بين صلابة المبدأ ومرونة الأداء، بين شجاعة الموقف وبين دقة الحساب، بين وطنية القضية وبين عروبتها، بين عروبة القضية وعالميّتها، بين المركزية العالية في تنفيذ القرار وبين الديمقراطية الشديدة في اتخاذ القرار. وبهذا المعنى فقد كان أبو عمار أكثر من قائد ومن رمز ومن مناضل، كان مدرسةً كاملةً تخرِّج القادة والمناضلين".

وأضاف: "من هنا بقيت القضية الفلسطينية في أمان، لأنَّ حامل الأمانة الرئيس القائد أبو مازن من القادة الذين لا تهزّهم التهديدات، فقد هُدِّد كثيرًا ولكنَّه تمسَّك بالثوابت وذهب إلى المحكمة الدولية لمقاضاة مجرمي العدو الصهيوني لارتكابهم الجرائم بحق الشعب العربي الفلسطيني، ودخل المحافل الدولية رافضًا (صفقة القرن) التي تنهي قضية الشعب الفلسطيني. لذلك نحن نعيش اليوم أقسى حصار يمارّس على القيادة الوطنية الفلسطينية من خلال توقيف المساعدات، والضغط بوقف المساعدات عن "الأونروا"، إلّا أنَّ الرئيس أبو مازن ما زال وسيبقى متمسّكًا بالثوابت التي استشهد من أجلها الرئيس أبو عمار وإخوانه في القيادة التاريخية لحركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية. فمن لبنان، بكل طوائفه وأحزابه نقول: نحن كنا ولا نزال إلى جانبكم، ولا يسعنا في هذه المناسبة الأليمة إلّا أن ندعو أهل السلطة في لبنان إلى اتّخاذ القرارات الإيجابية بشأن الحقوق المدنية والإنسانية للشعب الفلسطيني".

وألقى أمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في بيروت العميد سمير أبو عفش كلمة حركة "فتح"، بدأها بتقديم الاعتذار للشهيد القائد الرمز ياسر عرفات، لأنَّ كلّ الكلمات لا تفيِهِ حقَّه في النضال، وأكَّد أنَّ أبا عمار كان، وما زال، وسيبقى المدرسة التي تعطي الدروس للشعب الفلسطيني من خلال المسيرة النضالية والإرث النضالي الذي تركه الرئيس الراحل للأجيال القادمة بعده".

وتحدَّث العميد أبو عفش عن مناقبية الشهيد ياسر عرفات ومسيرته النضالية من خلال بناء مؤسسات ما زالت لغاية الآن تُقدِّم الخدمات لجميع أبناء الشعب الفلسطيني، مثل مؤسسة الشؤون التي ترعى أهالي الشهداء والجرحى، ومؤسسة الصمود التي ترعى الأيتام، والتي تربَّى أجيالٌ منها على يدي أبو عمار، وأصبحوا قادة في مسيرة نضال الشعب الفلسطيني.

وتابع: "لقد كانت سياسة أبو عمار ترسم كل الحدود، ووجهتها كانت دائمًا باتجاه فلسطين. فقد أسَّس علاقات على مستوى العالم، فكّلُّ دول العالم تحرَّرت إلّا وطننا فلسطين، لكن بجهد القيادة الفلسطينية وجهد حامل الأمانة الرئيس أبو مازن، وأعضاء اللجنة المركزية، والمجلس الثوري، واللجنة التنفيذية لـ"م.ت.ف"، والمجلس المركزي الذي انعقد مؤخّرًا، والذي اتّخذ قرارات وتوصيات بوقف التعاون مع الكيان الصهيوني، وتجميد الاعتراف بهذا الكيان إلى حين انصياعه للشرعية الدولية واعترافه بفلسطين دولة مستقلة وعاصمتها القدس".

وتوجَّه أبو عفش إلى المهرولين للتطبيع مع الكيان الصهيوني، قائلاً: "هناك لعنتان في الكون؛ لعنة الفراعنة، ولعنة الشعب الفلسطيني، اللتان ستلاحقانهم إلى قبورهم".

وتمنَّى العميد أبو عفش أن تتشكّل الحكومة اللبنانية قريبا، وأن يأخذ الشعب الفلسطيني حقوقه المدنية في لبنان، كحقه في العمل والحياة الحرة الكريمة ، لأنَّ دماء الشعبين اللبناني والفلسطيني امتزجت في محاربة الكيان الصهيوني في شوارع بيروت، حيث أنَّ للشعبين هدفًا واحدًا، ومصيرًا واحدًا هو دحر الاحتلال عن أرض فلسطين.

وعن "الأونروا" قال العميد أبو عفش: "إنَّ محاولات الضغط لإلغاء حق العودة، عبر تخفيض المساعدات تمهيدًا لوقف عمل "الأونروا"، الشاهد الوحيد على نكبتنا وحقنا في العودة، لن يمر ولن تمر صفقة القرن، لأنَّ القيادة الفلسطينية لهم بالمرصاد، فحين أوقفوا المساعدات عن مستشفى القدس أرسلت القيادة الفلسطينية ١٢ مليون دولار لشعبنا في مدينة القدس".

وكانت كلمة لرئيس جمعية "كنعان" العميد يحيى صالح، جاء فيها: "نحنُ في اليمن مع فلسطين، رغم اختلافنا والاختلافات التي تحدث بين اليمنيين إلّا أنَّ الشعب اليمني سيبقى مع فلسطين، وما التآمر على اليمن، والعدوان على اليمن، إلّا لحرفها وإجبارها على ألا تقوم بواجبها تجاه قضيتنا الفلسطينية، وما التآمر على الأقطار العربية التي وقفت إلى جانب فلسطين إلا دليل على أنَّ المؤامرة هي على أرض فلسطين قبل أن تكون على هذه الأقطار، التآمر على العراق وسوريا واليمن وليبيا هو امتداد للتآمر على فلسطين، لكنَّنا نؤكِّد أنَّنا سنظل مع فلسطين، أوفياء للقائد الشهيد ياسر عرفات، وعلاقتي بالرئيس أبو عمار لا أستطيع أن أصفها الآن، لكن يكفي أنَّ الرئيس أبو عمار أصدر قرارًا بمنحي الجواز الفلسطيني، فأنا أعتبرُ نفسي فلسطينيًّا إلى جانب أنَّني يمني".
خبر: حسن بكير

#إعلام_حركة_فتح_لبنان