بيان صادر عن قيادة حركة "فتح"- لبنان- الإعلام المركزي:

(إنَّ الموقفَ التاريخي من الرئيس أبو مازن هو الذي أربك الحسابات الصهيونية، ومنع تمريرَ الصفقة)

يا جماهير شعبنا الفلسطيني في كلِّ ربوع الوطن المحتل ......

يا أبناء شعبنا الفلسطيني في كلِّ بقاع الشتات.....

إليكم يا أهل القدس وكلِّ المقدسات تحية المجد والعزّة ....

إليكم يا أهالي قوافل الشهداء تحية الوفاء، والفداء، وجنان الخلد....

إليكم يا أسرانا البواسل، يا من ضجرت من صبركم الزنازين....

وضجَّت من عذاباتكم جدران المعتقلات.....

في هذه المرحلة حيث تتأزَّم الأوضاع السياسية على الصعيد الدولي والإقليمي، وعلى صعيد القضية الفلسطينية المستهدفة بشكل رئيس من المشروع الأمريكي الإسرائيلي الصهيوني، تزداد المؤامرة لاقتلاع الوجود الفلسطيني من أَرضه، وتصفية الثوابت الوطنية الفلسطينية، بما في ذلك مدينة القدس العربية الفلسطينية، التي تجرَّأت واشنطن على قدسيتها، واعتبرتها عاصمةً للكيان الصهيوني المحتل لأرضنا المباركة. كما أنَّ التآمر الأمريكي على وكالة "الأونروا" المختصّة برعاية قضايا اللاجئين منذ بداية النزوح والتشرد، وصدور القرار 302 بتشكيل هذه المؤسسة الدولية الـ"الأونروا"، والقرار ينص على أن ترعى هذه المؤسسة شؤون اللاجئين إلى حين العودة إلى أرضنا فلسطين.

جاء انعقاد المجلس المركزي في الخامس عشر من شهر آب في خضم الصراع القائم، والصدام اليومي مع شعبنا الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال العسكري، ويواجه العدوان الإسرائيلي بكلِّ أشكاله الجوية والبرية والبحرية، والميدانية.

ورغم مقاطعة بعض القوى الجلساتِ التي دُعيَت لحضورها، ولكنَّ المجلس واصل جلساته بمسؤولية عالية نظرًا للمخاطر الجسيمة التي تنتظر من القيادة قرارات حاسمة، وواضحة لتحديد الوجهة المستقبلية.

أولاً: إنَّ الأمانة التاريخية تستوجب التأكيد على القرار الذي اتَّخذته قيادة "م.ت.ف"، والتزمت به الفصائل، وهو الرفضُ الكامل لصفعة القرن، وعدم التعاطي معها ومع مضامينها كافّةً، وأيضًا مقاطعة ترامب وحكومته، ووقف كافّة العلاقات معها إلى أن تعودَ وتعترفَ بالدولة الفلسطينية على حدود 4-6-1967، والقدس الشرقية هي عاصمةُ دولة فلسطين، والاعتراف بتنفيذ القرار الدولي رقم 194 وهو الذي يشمل حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى أرضهم التي طرودا منها .

ثانيًا: إن هذا الموقفَ التاريخي والمبدئي من الرئيس محمود عبّاس هو الذي أربك الحساباتِ الأمريكية والإسرائيلية، لأنَّ الصفقةَ لا يمكن أن تمرَّ بغياب توقيع قيادة "م.ت.ف" الشرعية.

ثالثًا: ترامب وحليفه نتنياهو اللذان يحلمان بفرض هذه الصفقة على الفلسطينيين وصلوا إلى الحائط الشرعي المسدود، وهم الآن يبحثون عن البدائل المرفوضة أصلاً، لأنَّها غير مقبولة، وهي فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، وإقامة كيانٍ سياسي في القطاع يمكن استثماره سياسيًّا، لتحرير صفقة القرن بعيدًا عن السلطة الوطنية في الضفة الغربية، وبذلك يتم نقلُ الأزمة إلى داخل الصف الفلسطيني، وتحديدًا إلى داخل القطاع كي يتمَّ إبعادُ الأنظار عن الضفة الغربية.

رابعًا: مع إشغال القطاع بالصراعات الداخلية الدائرة حول الهدنة وما يترتَّب عليها عمليًا من تعارضات سياسية وطنية، سيغطي على ما يحصل في كل أرجاء الضفة الغربية، من اعتداءات يومية متواصلة، وخاصة الخان الأحمر ومواصلة الاستيطان، وتدمير البيوت، والإعدامات اليومية، والاعتقالات الواسعة. وتهويد المقدسات، وتجريف الأراضي في إطار قرار صهيوني أقرَّه الكنيست بأنّ (إسرائيلَ) هي الدولة اليهودية القومية، أي هي دولة كل اليهود في العالم.

خامسًا: إنَّ قرار الكنيست الأخير بالاعتراف بيهودية (إسرائيل)، هو قمّةُ العنصرية، لأنَّه ينفي وجود أي شعب آخر على هذه الأرض الفلسطينية العربية تاريخيًّا، ولا يعترف إلّا بوجود (الشعب اليهودي) عليها، وهذا ما يتناقض مع كل الأديان، لأن الدين يكون أمة، ولا يمكن أن يكون شعبًا، ولكن هذا القرار مُفَصَّلٌ خصيصًا من أجل سيطرة الكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية كافّةً.

سادسًا: إنَّنا ندعو كافة الأطراف الإقليمية والدولية والمحلية إلى عدم التورُّط في خيار الهدنة الذي صاغته أطراف معينة، لتمرير صفقة القرن، تحت شعارِ مساعداتٍ إنسانية، ونقول لهم: إنَّ الهدنة مع الاحتلال لا يُقرِّرها فصيل بعينه، وإنَّما تُقرّها قيادة "م.ت.ف" صاحبة المشروع الوطني، والذي يتم الآن هو بعيد عن القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني، ولا يخدم الشعب الفلسطيني سياسيًّا، وإنَّما يسِّهل تمرير الصفقة الأميركية.

سابعًا: إنَّنا نؤكِّد أهميّة تنفيذ القرارات التي يتبنّاها المجلس الوطني ،وأصبحت الآن قرارات واضحة لا غموض فيها، فالاعتراف المتبادَل مع الكيان الصهيوني لم يعد قائمًاً، لأن قرار الكنيست باعتماد إسرائيل دولة قومية لكل يهود العالم، هذا القرار ينفي وجود دولة فلسطينية وأرض فلسطينية. كما أنه قد فكَّ العلاقةَ مع الاحتلال سياسياً، لأنه لا يعترف بوجود شعبٍ فلسطيني له أرضٌ فلسطينية. كما أنَّه تم فكُّ العلاقة الأمنية ووقف التنسيق الأمني، لأنَّ الاحتلال خرج عن كل الالتزامات السابقة، وأصبح يستهدفُ الإنسانَ جسديًا، واعتقالاً، ويستهدف بيته فيدمّره ساعة يشاء، ويستهدف أرضَه فيصادرُها، ويقطع أشجارها، ويستعمرها.

ثامنًا: أمام كل ما يجري من جرائم تهدد مصيرنا في الضفة والقطاع، فإنَّنا نؤكِّد لجميع القوى الفلسطينية بأن التصدي للمشروع الأميركي الإسرائيلي، يتطلَّب وبشكل واضح، لا لبْسَ فيه إتمامَ المصالحةِ الوطنية حسب الاتفاقات الموقَّعة في 2011، وأيضًا 2017 في القاهرة، وهي مصالحة تنص على وجود دولة واحدة، وحكومةٍ واحدة، وسلطةٍ واحدة، وجسم عسكريٍّ واحد له قيادة واحدة، وقرار سياسي واحد، هذا إذا حَسُنت النوايا، وإلاَّ فإنَّ الخيارات البديلة مُدمِّرة.

إنَّ صفقة القرن المدمِّرة لوجودنا وحقوقنا، والسلوك الصهيوني العدواني اليومي، يفرضُ علينا أن تكون خياراتُنا واحدةً وموحَّدة . ونحن في حركة "فتح" ندرك أنَّ العدوَّ قد أخذ قرارًا بالصدام. ونحن أيضًا أخذنا قرارنا بعد انتهاء المرحلة الانتقالية من اتفاق أوسلو (1999/1994)، والانقلاب الإسرائيلي على كل التعهدات، أصبحنا اليوم أمام مسؤولية تاريخية، وهي الانتقالُ من السلطة إلى الدولة المُعتَرف بها دوليًا كدولة فلسطينية تحت الاحتلال، وعاصمتها القدس الشرقيةُ. وهذا يعني أنَّ هناك تحولات ميدانية في الدور الذي ستمارسهُ الحكومةُ تحت الاحتلال بما يساعد على الانتقال إلى الدولة المستقلة.

نؤكِّد أنَّ شعبنا الفلسطيني هو اليوم في أوج العطاء سواء كان في القدس، أو الضفة أو قطاع غزّة، أو أراضي العام 1948، أو الشتات، فلنكنْ على أهبةِ الاستعداد لأنّه ليس أمامنا إلاَّ خيار واحد وهو الدفاع عن مقدساتنا، وأرضنا، وثوابتنا الوطنية، ودحر الاحتلال على طريق إعلان الاستقلال.. وأولاً المصالحة لإنهاء الانقسام الذي استمرَّ ما يزيد على أحد عشر عامًا وهو خَيارٌ يخدمُ العدو الإسرائيلي، وإذا أردنا هزيمة العدو الصهيوني، ومعه الأميركي علينا أن نُدمِّرَ الانقسامَ الذي أضعف فلسطين، ومنظمة التحرير الفلسطينية، وكلَّ الخيارات الفلسطينية.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

الحُريّة والعزّة لأسرانا البواسل صُناّع الحُريّة

وإنَّها لثورةٌ حتى النّصر

حركة "فتح"- لبنان -الإعلام المركزي

١٨-٨-٢٠١٨

#شدي_حيلك_يا_بلد
#القدس_عاصمة_فلسطين_الأبدية
#إعلام_حركة_فتح_لبنان