قدّمت المملكة العربية السعودية عبر "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية" ألف سلّةٍ غذائيّةٍ لدعم الأُسَر الفلسطينية المحتاجة والأشد فقرًا في لبنان قُبَيل ظهر اليوم السبت 26-5-2018 عند المدخل الجنوبي لمخيَّم مارالياس، وبحضور الوزير المفوَّض القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان وليد البُخاري، وسعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، وممثِّلين عن قيادة حركة "فتح" في بيروت واللجان الشعبية وقوات الأمن الوطني الفلسطيني، وحشدٍ من الأهالي المزمَع توزيع السلّات الغذائية عليهم، وعددٍ من وسائل الإعلام اللبنانية والفلسطينية.

هذا وكانت قد سبقَت المبادرة السعودية هِبة قوامها 5000 سلّة غذائية من دولة الكويت بتاريخ 10-5-2018 تسلّمتها اللجنة الشعبية في لبنان، ووُزِّعَت على المخيّمات والتجمُّعات الفلسطينية.

ولعلَّ أفصح ما عبَّر عن هذه المبادرة السعودية، هو ما جاء على لسان أمين سر اللجان الشعبية الفلسطينية في لبنان أبو إياد الشعلان حين قال في كلمته: "يُسعدُني أن أُرحِّب بكم في أحد مخيّمات شعبنا الفلسطيني، وبين بعضٍ من أهلكم وإخوانكم للتعبير عن الشكر الجزيل على اللفتة الكريمة التي شملت بعضًا من عائلاتنا الفلسطينية، من خلال تقديم ١٠٠٠ سلّة غذائيّة لدعم الأُسَر المحتاجة والأشد فقرًا".

وأضاف: "ونحن نتشارك معكم ببلسمة جزءٍ من جراح قسمٍ من شعبنا الفلسطيني، كُنّا نأملُ منكم أن تشمل الهبةُ كلَّ العائلات الفلسطينية المقيمة في لبنان، والعائلات الفلسطينية النازحة من سوريا، نتيجة الحرب الدائرة، والتي أدّت إلى تدمير مخيماتهم، علمًا أنَّ العائلات الفلسطينية المقيمة في لبنان، والتي تعتبر تحت خط الفقر، يبلغ عددها نحو ٥٠ ألف عائلة هُم بحاجة إلى أكثر من سلّة غذائيّة خصوصًا مع تراجع وتقليص الخدمات التي تُقدِّمها وكالة "الأونروا"، تُضاف إليهم ٨ آلاف عائلة فلسطينية سورية نازحة يحتاجون بدورهم إلى كثير من الخدمات والمساعدات الإنسانية والاجتماعية".

وتمنّى الشعلان على خادم الحرمَين الشريفَين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد سمو الأمير الملكي محمد بن سلمان أن تشمل رعايتهما الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافّةً.

كما أَمِلَ الشعلان أن تدعم المملكة العربية السعودية الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل، الذي يتعرَّض لأشرس حملةِ تهويدٍ لمقدّساته، وقُدسه الشريف أولى القبلتَين وثالث الحرمَين الشريفين، ولأبشع أنواع القتل والجرائم الجماعية.

ووصفَ الشعلان السعودية بـ"مملكة الخير، ومملكة الوفاء لفلسطين وشعبها، وللأُمّة الإسلامية" مؤكِّدًا أنَّ "هذا يستندُ إلى تاريخ المملكة، ودورها في دعم فلسطين وشعبها ضدّ الاحتلال الإسرائيلي".

ثُمَّ ألقى سعادة السفير أشرف دبور كلمةً استهلَّها بتوجيه الشكر للقيّمين على هذه المكرمة الملكية، وأضاف: "هناك إخوة لنا سقطوا خلال هذا الشهر الفضيل شهداء على ثرى فلسطين، وهُم يدافعون عن أرض فلسطين، ويدافعون عن المشروع الوطني الفلسطيني، هذا المشروع الذي يواجه أخطر مرحلة في تاريخه. نعم، إنَّ القدس في خطر واللاجئين في خطر، ونطلبُ من جميع إخوتنا الوقوف بجانبنا أيضًا، بجانب المشروع الوطني الفلسطيني الذي يُهدِّده الخطر الكبير. ففلسطين بحاجة لكلِّ شيء من الدعم، بحاجة لسلة الغذاء، وبحاجة للموقف، وبحاجة للوقوف إلى جانب القدس. هذه القدس أولى القبلتَين وثالث الحرمَين الشريفَين مسرى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)".

وتقدَّم السفير دبور بجزيل الشكر لجلالة خادم الحرمَين الشريفَين الملك سلمان قائلاً: "لقد عرفناهُ دائمًا أمينًا ومسؤولاً عن دعم فلسطين منذ عشرات السنين. سعادة السفير أشكرك. وكما تحدَّث أخي أبو إياد فشعبنا الفلسطيني بحاجة للوقوف إلى جانبه، هذا الشعب الذي يرابط في أرض الرباط، فلسطين الحبيبة. وأشكركم على جميع المساعدات التي تقدمونها في المجالات كافّةً".

أمَّا كلمة الوزير المفوَّض القائم بأعمال السفارة السعودية وليد البخاري فجاء فيها: "بِاسمكم جميعًا أود أن أتقدّم بالشكر إلى سعادة السفير أشرف دبور، سفير دولة فلسطين في لبنان، على الدعم والمساندة في توزيع هذه السلات الرمضانية".

وأردف: "بالأمس القريب مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية والخيرية بدأ بتدشين حملة دعم أكثر من ١٣٠٠٠ أُسرة سورية وفلسطينية ولبنانية من الفقراء والمحتاجين في هذا الشهر الفضيل، إلّا أنَّني أودُّ أن أُؤكِّد دور المملكة بمساندة الشعب الفلسطيني الشقيق، واخوتنا اللاجئين الذين يقطنون بعض المخيّمات في لبنان".

وأكَّد الوزير البخاري أنَّ "المساومة على موقف المملكة من قضية القدس مغامرة خاسرة وافتعالات مروّجة وكاذبة، يُروّجها حاقدون يُتاجرون بالقضية الفلسطينية، وبدماء عربية استُبيحَت"، مُضيفًا: "الذاكرة العربية زاخرةٌ دائمًا بمواقف المملكة في مساندة الشعوب العربية والإسلامية، ولا سيما الشعب الفلسطيني الشقيق، وبفضل الله دائمًا المملكة العربية السعودية تُؤكِّد محوريّة قضية القدس بسياستها الخارجية بدءًا من مؤتمر لندن ١٩٣٥ المعروف بمؤتمر الطاولة المستديرة حتى عهد خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان يحفظهم الله، لطالما كانت القضية الفلسطينية هي المحور الأساسي لدى القيادة، ولدى فكر وقلب قيادتها المتعاقبة، وهذا يؤكِّده واجب ديني، ويفرضه علينا ضمير الفكر العربي والإنساني".

المصدر: حسن بكير

#أنا_راجع
#إعلام_حركة_فتح_لبنان
#القدس_عاصمة_فلسطين_الأبدية