فلسطيننا/ وليد درباس

س: الاستحقاق الفلسطيني "التوجه للأمم المتحدة" بات يتصدر القضايا الدولية لمـاذا؟.

آمنة جبريل: عضوة المجلس الثوري لحركة "فتح" ترد السبب لإرادة الصمود التي يتحلى بها أبناء الشعب الفلسطيني بكافة أماكن تواجـده، ولإيمانه بعدالة قضيته، وتصميمه على التمسك بالثوابت الوطنية والعودة، إقامة الدولة المستقلة، وجـراء ما قدمه من عذابات وتضحيات طوال (63) عاماَ من عمر النكبة ولازال، وتضيف"هـذا حق شرعي وثابت، حان الوقت كي يصبح الشعب الفلسطيني حـراَ، وأن يقيم دولته على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام (1967) وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وأن تعترف بها الأمم المتحـدة، باعتبارها العضو رقم 194 أسوة بباقي الأعضاء".

 

س: التوجـه للأمم المتحـدة بـرأي البعض ينتقص من مكانة ودور منظمة التحرير الفلسطينية ومن حـق اللاجئين بالعودة؟

 

جبريـل : منظمة التحرير هي الخيمة والكينونة والممثل الشرعي للشعب الفلسطيني بكافة أماكن تواجـده، حتى وإن كانت بحاجة للترميم وإعادة تفعيل مؤسساتها، حـق العودة قرار أممي يؤكـد عليه القرار الدولي رقم (194)، ولا يفكر أحـدا من الفلسطينيين فرداَ كان أو مؤسسة بالتنازل عنه ...  التخوفات بغير محلها، وتضيف"حتى وإن حصلنا على العضوية فهي بمنأى عن التأثرات"، ورأت باستبدال اسم منظمة التحرير باسم فلسطين بالأمم المتحدة أثر إعلان وثيقـة الاستقلال الوطني الفلسطيني العام (1988)، ومنحها إثر ذلك صفة مراقب لم ينل من دور ومكانة المنظمة ولا من حق العودة وتمسك اللاجئين بـه.

 

س : ما هـو سـقف التوقعات الفلسطينية، وأمريكا تلوح بالفيتـو؟

جبريل: نعتبر التوجه للأمم المتحـدة "خطـوة تاريخية ومحطة نضالية مفصلية كبيرة من محطات الكفاح الوطني الفلسطيني"، وتقييمها لسقف التوقعات أستنـد للقضايا التالية:

1-    استعداد الرئيس أوباما لخوض معركة انتخابية لولاية رئاسية ثانية، ويحتاج لأصوات اليهود الأمريكيين.

 

2-    الإدارة الأمريكيـة صرحت ولوحت للقيادة الفلسطينية باستعدادها لاستخدام الفيتـو، وصَوتَ الكونغرس الأمريكي "باستثناء ستـة أعضاء" لجانب قطع المساعدات عن الفلسطينيين بحال أصروا على مطلبهم بالأمم المتحـدة.

 

3-    إسرائيل بحسابات أمريكا "الطفل المُدللْ" وأحـدى أهم القواعـد الإستراتيجية الأمريكية المتقدمة بالشـرق الأوسـط.

 

من جهـة أخرى اعتبرت جبريل “تاريـخ 23 أيلول" محطة اختبار لمستوى مصداقية دعـاة حقوق الإنسان، والمتضامنين مع حق الشعب الفلسطيني بالحرية وإقامة الدولة المستقلة، وإلا تحولت حقوق الإنسان لمجرد شعارات ودعايات إعلامية، ومجـرد كلام نظـري لا أكثر ولا أقـل".

تقول "بالمختصـر هناك تهديد شبـه يومي للقيادة الفلسطينية للتراجع عن مطلبها، والقيادة تصر على المضي بمطلبها"، كما وترى أن الفلسطينيين حتى وأن لم يحصلوا على مرادهم بالاعتراف فهم يعولون على توجيه رسـالة للعالم مفادها "لا استسلام للإملاءات وأياَ كان مصدرها، وإن تكن الولايات المتحدة الأمريكية، وثانياَ سيفضح الفلسطينيون سـياسـة ازدواجية المعايير الدولية والكيل بمكيالين، وثالثها ستعزز حالة الالتفاف الشعبي، ويزداد مناصرو القضية الفلسطينية"، وترى بنتائج الاستطلاعات الراهنة بالعديد من الدول الأوروبية والصين وروسيا والأمريكيتين مؤشـراَ إيجابياَ لتنامي حجـم المؤيدين، وتضيف لذلك "اندفاع الشارع العربي كما في مصر والأردن وإغلاقه السفارة الإسرائيلية بكل منها مؤشـر لبداية عهـد جديد يخدم القضية الفلسطينية، ويزيد من عزلة إسرائيل ويعمق الأزمة الداخلية فيها".

 

س:  بخصوص الخيارات بحال لم يصل الفلسطينيون لمطلبهم؟

جبريـل : "القيادة الفلسطينية لها أجندتها الخاصة، ولحينه لم تبت بأي من خياراتها"، وتزيد حتى وأن لم تسقط القيادة الفلسطينية المفاوضات من حسبانها ... لكن العودة ستكون حتماَ مشروطة بوقف الاستيطان والاعتراف للفلسطينيين بإقامة دولتهم الفلسطينية على الأراضي المحتلة العام 1967 وعاصمتها القـدس وإلا.... الخيارات كثيرة.

ووصفت جبريل حمـلات الـدعـم والتأييـد في الوطن والشتات والمنافي تعبيرا حقيقيا وصريحا عن الرغبة والاستعداد لتحويل حُلمْ إقامة الدولة الفلسطينية لحقيقة ملموسـة بعـد مـرور (63) عاماَ من النكبة، ومن خلالها يُجددْ الفلسطينيون عهدهم بالمضي بالكفاح حتى نيل كامل حقوقهم وفي مقدمها حقهم بالعودة وإقامـة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القـدس".