بذات السلاسة التي تذيب فيها الشموع وتشكلها بأناملها، صنعت شيرين عفانة (31 عاماً) قصة نجاحها، شيرين خريجة جامعية اتخذت قراراً منذ أن كانت طالبة على مقاعد الدراسة بأنها لن تكون موظفة ذات يوم، ومن هنا بدأت الحكاية.

ماذا أعمل وكيف أعمل ولمن أتجه وكيف اصنع مشروعي الخاص؟ هذه أسئلة بسيطة من عشرات التساؤلات التي كانت تدور في ذهن شيرين على الدوام، حين أنهت دراسة الدبلوم في إدارة الأعمال من جمعية الشبان المسيحية، هذه التساؤلات دفعت شيرين إلى البحث عن مشروعها الخاص، وخلقه من العدم.

تعلمت صناعة الشموع عن طريق اليوتيوب

"تعلمت صناعة الشموع عن طريق اليوتيوب"، تقول شيرين، وتتابع: قضيت أياما وأنا أبحث على الانترنت عن فكرة فنية غير مستهلكة يمكنني أن أحبها واعمل بها وتكون مشروعي المستقبلي، وحين عثرت على فكرة الشموع، بدأت رحلة التعلم عبر اليوتيوب، فبدأت أجرب مرة تلو الأخرى، وقد احتاج مني الأمر شهوراً عديدة حتى استطعت أن أصنع تحفة فنية مميزة بالفعل، من الشمع

روجت لمنتجها على صفحات "الفيسبوك"

بدأت شيرين تصنع تحفا فنية من الشموع وتروجها عبر صفحتها على الفيسبوك، فلقيت فكرتها إعجابا وتحفيزاً كبيراً من الأصدقاء، وبدأت تستقبل طلبات الزبائن عبر صفحتها.

عاماً بعد آخر طورت شيرين نفسها بنفسها، وبدأت تشارك في المعارض الفنية وتعرض منتجها، تميزت بحرفيتها العالية في صناعة الشموع، فزاد البيع لديها، وانتقلت من مرحلة بيع الأفراد إلى البيع بالجملة، حيث تتلقى شيرين طلبيات بأحجام كبيرة لمؤسسات وشركات ومناسبات اجتماعية.

ومع الوقت أصبحت الفكرة التي تعلمتها شيرين من خلال اليوتيوب مشروعها الخاص الذي تعتبره مصدر رزق لها ولأطفالها الثلاثة، حيث تساعد زوجها في تلبية احتياجات أسرتها.

أول مركز دورات لتعليم صناعة الشموع

العديد من الفتيات أعجبن بفكرة شيرين، وكثيرات طلبن منها أن تعلمهن هذه الحرفة، ليعملن بها ويجدن مصدر دخلن لهن، ولما "خرطت" الفكرة "مشط" شيرين، قررت أن تغامر من جديد، وتتجه نحو تأسيس مركز دورات لتعليم صناعة الشموع والأشغال اليدوية الأخرى، كتصميم الأزياء.

وحول هذه الخطوة تقول عفانة: افتتحت المركز منذ ثمانية شهور، وهو المركز الأول من نوعه في فلسطين، المخصص لدورات صنع الشموع، وحتى اليوم قدمت أربع دورات لأربع مجموعات من النساء، اللواتي تعلمن الحرفة وانطلقن للعمل بها.

لا تخشى المنافسة.. فلكل سيدة بصمتها

وحول سؤال "حياة وسوق" لشيرين اذا ما كانت تخاف من أن تزداد المنافسة لها من الفتيات اللواتي عملتهن، ترد عفانة: لا أخاف على مهنتي مطلقاً، بل بالعكس، أنا أؤمن أن لكل سيدة بصمته الخاصة، التي تضعها في عملها ولهذا السبب فإن لكل منا زبائنها.

وحول طريقة صنع الشموع تشرح شيرين: الخطوات الأساسية سهلة جدا، ولكن الاحتراف يكمن في طريقة التزيين و"التفنيش"، فإذا ما أردت صنع تحفة من الشمع، أقوم بإذابته في حمام مائي، وأدهن القوالب بالزيت وأسكب الشمع فيه، وبعد ذلك أضع لمساتي الخاصة في صنع التحفة وتشكيلها وتغليفها.

تطمح لتوسيع مركزها وتطوير مشروعها

عملت شيرين من داخل بيتها في مدينة رام الله، لأكثر من أربع سنوات، حيث كانت تعتمد كليا خلال تلك الفترة على ترويج منتجها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حتى افتتحت عرضها الخاص ومركز تدريب الشموع في مدينة رام الله، الذي تنوي توسيعه خلال الفترة المقبلة ليشمل عددا من الحرف اليدوية.

ورغم تشجيع أصدقائها وعائلتها وزوجها لها، إلا أن شيرين انتقدت عدم تقديم الدعم والمساندة لها كامرأة ريادية وطموحة، تسعى إلى صنع مستقبلها بيديها، حيث شقت شيرين طريقها بنفسها دون أي مساعدة من أي جهة كانت.

لا تصغي لمن يحاول إحباطكِ

إذا كان عندك هدف أو حلم يجب أن تسعي لتحقيقه، هكذا تقول عفانة لكل سيدة لم تتجه حتى الآن نحو تحقيق طموحها، وتضيف: إياكِ أن تصغي لمن يحاول إحباطكٍ أو إضعافكِ، فقط اتخذي القرار وامتلكي الإرادة، وارسمي بنفسك طريق النجاح والسعادة.