قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، تيسير خالد، لـوكالة "سبوتنيك" الروسية إن الشارع الفلسطيني استقبل جريمة اغتيال المناضل سمير القنطار بغضب عارم واستنكار  شديد ، وتساءل عن سبب استهداف أحد أبرز رموز الحركة الفلسطينية الأسيرة ، الذي كان يمارس بعد تحريره من الأسر دوره في مهمة يعتبرها وطنية وقومية على الاراضي السورية

 وأكد خالد أن إسرائيل استهدفت مناضلا كان "في مهمة يراها وطنية وقومية في مواجهة تنظيمات إرهابية وتكفيرية"، موضحاً أن الكل بات يدرك أن وظيفة هذا العمل الإجرامي الذي قامت به إسرائيل، هي إحراج روسيا وتوظيف ذلك سياسياً لصالح قوى اقليمية ودولية تشجع الإرهاب والفوضى غير البناءة في المنطقة .

وأضاف، "إسرائيل بهذا العمل تلعب بالنار، لأن استهداف القنطار ومن معه، محاولة استدراج حزب الله الى ردود فعل لخلط الأوراق في المنطقة ، فضلا عن أن الاستهداف يأتي في سياق محاولة التخريب على التوافق الدولي ، الذي توصلت إليه نهاية أكتوبر "مجموعة فيينا" التي تضم 17 دولة بينها الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وإيران، وثلاث منظمات دولية وإقليمية هي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.

وأوضح المسئول الفلسطيني أنه بالتأكيد سيكون هناك رد من حزب الله وربما غيره من القوى التي تعتبر القنطار أحد قادة المعسكر ، الذي يعمل في مواجهة منظمات إرهابية تعمل على الأراضي السورية، والتي تتواجد على امتدادات مساحات واسعة ، مرجحاً أن يكون هناك ردة فعل من "حزب الله" ومنظمات وفئات أخرى تعمل في لبنان وسوريا وربما المناطق المحتلة

 واعتبر خالد أن إسرائيل، إما أنها لا تعي عواقب أفعالها المتهورة، أو أنها تدرك ذلك وتريد أن تحرف الأنظار عن الحرب الدائرة ضد الإرهاب في سوريا وأن تعطل الارادة الدولية التي توافقت على أولوية الحل السياسي للأزمة السورية

 وأشار إلى أن هناك حالة من التعايش بين إسرائيل والمنظمات الإرهابية في المنطقة، وان العلاقة مع هذه التنظيمات باتت واضحة جداً، وقال، "إن هناك مساعدات تقدمها تل أبيب لهذه المنظمات الإرهابية، ليس أقلها استقبال جرحى هذه المنظمات في مستشفيات إسرائيل".

وبين أن "موقف إسرائيل من هذه المنظمات، هو توظيفها في سياق سياسي يدفع بالأوضاع في المنطقة إلى الفوضى الهدامة، فإسرائيل شريك في هذه السياسة التي تبنتها الإدارة الأمريكية وأنتجت ما أنتجت من منظمات إرهابية".

واعتبر أن إسرائيل لا تستطيع القيام بعمل خطير من هذا النوع، "دون أن تكون مطمئنة في الحد الأدنى الى  موقف الإدارة الأمريكية، مشيراً إلى أن إسرائيل لا يروق لها أن يكون هناك حل سياسي في سوريا، ولهذا أقدمت على هذا العمل الاجرامي المتهور من أجل توتير الأجواء في المنطقة وتعطيل التوافق الدولي على ضرورة الحل السياسي للحرب الدائرة على الاراضي السورية

 وطالب خالد الإدارة الأمريكية بأن تمارس ضغطها على حكومة إسرائيل، كي تكف عن اللعب بالنار في المنطقة، وتتوقف عن هذه الأعمال الاستفزازية والاجرامية ، ليتفرغ جميع المعنيين لدفع جهود الحل السياسي في سورية الى الامام