ايتها الطيور المهاجرة لا تمرّي عبر بلادنا،
ليس لاننا لا نُحبّكم ولا لاننا لا نُحبّ اسرابكم تُزيّن السماء بلوحاتٍ فنيّة بديعة،
بل لاننا نخافُ عليكم ونحافظُ عليكم وعلى صغاركم حديثي العهد بالطيران مسافات،
سماءُ بلادنا، يا احباءنا، تعبقُ برائحة الغُبار والبارود،
ولم تعد فضاء سانحا حتى لطيران طيورنا،
لان سماء بلادنا تغزوها، عن بكرة ابيها، الغربان الحديديّة السود،
تنفث حمما ونارا ودخانا،
تنفثُ سُمّا وموتا ودمارا،
وعلى الارض لا مكان مُتاح لكم للراحة والغذاء،
جرادُ الارض الغريبة الدخيلة قضت على اليابس والاخضر،
لا السماء الرحبة الفسيحة مٌتاحة لكم،
ولا الارض موطن العنب والنخيل والزيتون استراحة لسفركم،
فالارض والسماء في بلادنا تعجُّ بكتلِ اللهب الحديدية الممهورة بنجمة داوود،
تعيث قتلا ودمارا في مروج بلادنا، لابادة البشر والحجر والشجر وتخطّي كلّ الحُدود،
فيا ايتها الطيور المهاجرة لا تسيري عبر سماء بلادنا، فقد اصبح بين النجوم سُدود.