يواصل الاحتلال الإسرائيلي عبر اذرعه المختلفة العسكرية والإعلامية والاستخباراتية، حربه المفتوحة ضد الصحفيين الفلسطينيين الذين اثبتوا قدرتهم على فضح جرائم جيش الاحتلال من خلال نقل ما يرتكبه جنوده من قتل وتدمير بحق الفلسطينيين.

واستمرارا لمسلسل الاعتداءات المباشرة على الصحفيين الفلسطينيين، والذي لم يقتصر على استهدافهم بقنابل الغاز والرصاص المطاطي، وتقييد حريتهم وتنقلهم بين المدن، ومصادرة أدواتهم الصحفية واعتقالهم، قام موقع الكتروني بالتحريض على الصحفي الفلسطيني، مصور وكالة "شينخوا" الصينية فادي العاروري، من خلال وصفه بالصحفي "غير النزيه".

وقامت مؤسسة "HonestReporting" والتي تعنى بمراقبة وسائل الإعلام العالمية والدفاع عن إسرائيل، بنشر تقرير خاص باللغة الانجليزية تحت عنوان (جوائز الصحافة غير النزيهة)، استهدفت فيه مؤسسات إعلامية وصحافيين فلسطينيين وعالميين وحتى إسرائيليين لدورهم في مناهضة الاحتلال وفضح جرائمه وتشكيل رأي عام عالمي ضده.

وتندرج هذه الجائزة ضمن سياسة اتبعتها مؤخراً عدة مواقع إسرائيلية وأوروبية حليفة لدول الاحتلال، تعمل على محاربة الإعلام الفلسطيني وأي وسيلة إعلام أخرى لا تنحاز كلياً للرواية الإسرائيلية، وهو أمر يتضح في الآونة الأخيرة مع ارتفاع وتيرة الضغط الدولي على الاحتلال ومؤسساته واشتداد وتيرة حملات المقاطعة محلياً ودولياً.

وحول ما نشرته المؤسسة، قال الصحفي العاروري لـ"وطن للأنباء"، بالنسبة لي شخصياً هي المرة الثالثة التي استهدف فيها من الموقع في اقل من 8 أشهر والمرة الخامسة هذا العام إذا أضفنا مواقع إسرائيلية أوروبية، خصوصاً مع ضلوعي في حملات محلية لمقاطعة الاحتلال وإعلامه، ورفضنا عمل الصحافة الإسرائيلية في داخل المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وسط منعنا من دخول الأراضي المحتلة من جهة واستمرار نهج الانتهاكات بحق الصحافيين من اعتقالات واعتداءات مباشرة وعرقلة تنقلنا بحرية.

وأكد العاروري ان الصحفيين الفلسطينيين لن يتوقفوا في محاربة إعلام الاحتلال بطريقة حضارية وحملات المقاطعة أثبتت نجاحها دولياً ويجب ان تطبق في قضية الإعلام الإسرائيلي، مشددا على ان الموضوع لن ينجح إلا بدعم كامل من قطاع الإعلام ونقابة الصحافيين ووزارة الإعلام والتي أشيد بدورهم الأخير في مدينة بيت لحم حيث نجحنا بمنع الصحافة الإسرائيلية ولو جزئياً من تغطية أعياد الميلاد.

وأضاف "القضية رمزية لنا فالصحافة الإسرائيلية لم تتخذ موقف جدي بالنسبة لانتهاكات الاحتلال بحقنا ولم يصدر في يوم من الأيام ولو بيان تضامني رمزي يدين التعامل معنا بطريقة عنصرية كوننا صحافيين فلسطينيين".

وحول ترشيحه لجائزة "الصحفي غير النزيه"، قال العاروري "ان الجائزة التي رشحت لها هي وسام شرف بكل تأكيد خصوصاً اختياري جاء بجانب عميرة هاتس الصحافية اليسارية المثيرة للجدل والتي يدعو قطاع كبير من المتطرفين الإسرائيليين لقتلها او ترحيلها لمواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية، ومن جهة أخرى هاجم الموقع ورشح للجائزة صحيفة "الجارديان والبي بي سي والسي ان ان" بسبب بعض التغطية التي كانت ضد الاحتلال.

وحول المطلوب من المؤسسات ذات الشأن، واستمرار التحريض الإسرائيلي ضد الصحفيين، قال العاروري انه يجدر على نقابة الصحافيين ووزارة الإعلام تفعيل الموضوع دولياً ومطالبة اتحاد الصحافيين العرب والأجانب بأخذ مواقف مناصرة للصحافة الفلسطينية، فالتحريض الإسرائيلي سيرفع وتيرة الضغط على الإعلام الفلسطيني وربما اتاحة المجال لمزيد من الاعتداءات عليه.

يذكر أن العاروري كان قد أصيب  في العام 2007 إصابة بالغة في الكلية والكبد برصاص جيش الاحتلال أثناء تغطيته لاجتياحها لمدينة رام الله أبعدته عن عمله لمدة عام كامل، وهو ممنوع أمنيا من دخول القدس والأراضي المحتلة حاله كحال الكثير من الصحفيين الفلسطينيين.