اعترف الموقوف مصطفى عواضة امام رئيس المحكمة العسكرية الدائمة العميد الركن الطيار خليل ابرهيم امس، بأنه كان عميلا مزدوجا للموساد الإسرائيلي والمسؤول في جبهة التحرير الفلسطينية أبو العباس الذي أشار إليه بمتابعة التواصل مع ضباط اسرائيليين بادروا الى الاتصال به بهدف التجسس لمصلحتهم.
وأضاف انه ارتمى في أحضان التعامل مع العدو الاسرائيلي، وهي التهمة التي يحاكم فيها، بناء على طلب المسؤول الفلسطيني. وتعود بداية فصول القضية الى عام 1984 وشملت لقاءات عدة ضباط من الموساد في قبرص وهولندا وسويسرا وتسلمه منهم في فترات متباعدة جهازا وطابعة أحصى المتهم عددها اثنين أو ثلاثة أفاد انه لم يستعملها. وأخبر انه في احدى المرات هرّب الطابعة على الآلة الكاشفة في مايكروويف. وقال بهدوء انه كان يتقاضى مبالغ مالية من الاسرائيليين الذين كان يلتقيهم او بواسطة البريد الميت الذي كان يستجلبه من اماكن محددة في صيدا ومصحوبا ذات مرة بطابعة.
وخلال استجواب المتهم عواضة طلب وكيل الدفاع عنه المحامي انطوان نعمة من المحكمة عرض الاجهزة التي يتكلم عنها موكله وتدوين كل ما يدلي به في المحضر. فتمنى رئيس المحكمة على وكيل الدفاع عدم مقاطعة الاستجواب. وأردف المتهم معربا عن استعداده لإخبار المحكمة "كل شيء".
فأشار إلى أنَّ الموساد طلب منه في تلك الآونة معلومات عن قواعد بحرية وطائرات شراعية في ليبيا والجزائر حيث كان يوجد مكتب لـ"جبهة التحرير" يتردد إليه ومخيم عين الحلوة في صيدا. وذكر انه لم يكن ثمة قاعدة بحرية في المكان الأخير.
وسأله العميد ابرهيم عن نيغاتيف صور وخرائط فأقر المتهم بوجوده. وذكر ان الخريطة التي عرضها العدو الاسرائيلي عليه كانت خريطة العالم خالية من تفاصيل، ويؤشر على البلد المعني عليها فحسب. وفي المقابل أخبر المتهم "أبو العباس" عن باخرة اسرائيلية استهدفت بعملية عسكرية لاحقا. وقال إنه التزم ابلاغ العدو طبقا لتعليمات "أبو العباس" لافتا الى انه دخل اسرائيل اكثر من مرة حيث كان يخضع لاختبار الكشف على الآلة الكاذبة، ولم ينجح فيه الا مرة واحدة. واضاف أن ورقة كانت تثبت علم "أبو العباس" بصلته بالعدو إلا أن شخصا أخذها منه لدى توقيفه من أحد الاحزاب قبل تسليمه الى الامن الرسمي، فيما أدلى وكيله نعمة ان ضابطا سابقا في الموساد يدعى بن زائير أفشى بعلاقة موكله بالاسرائيليين.
وأرجئت الجلسة لمتابعة استجواب المتهم الى 25 نيسان المقبل.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها