لن يتمكن الأسير رزق علي خضر صلاح (49 عاما) من بلدة الخضر جنوب بيت لحم، والمحكوم بالمؤبد والذي أمضى في سجون الاحتلال 21 عاما من احتضان والديه وتقبيل يديهما بعد أن غيبهما الموت وهو خلف قضبان الاحتلال.
الأسير صلاح أدرج اسمه ضمن الدفعة الثانية من الأسرى المنوي الإفراج عنهم ضمن أسرى ما قبل أوسلو، والمقررة غدا الثلاثاء، حيث غمرت الفرحة والسعادة أفراد أسرته فور سماع خبر ذلك وسط ذهول وغير مصدقين حتى رؤيته بينهم.
وانطلقت أعمال التحضير والاستعداد لاستقباله من خلال عمليات التنظيف وطلي الجدران الاستنداية ورفع الأعلام الفلسطينية وصور الأسير واليافطات التي كتبت عليها عبارات الترحيب بالأسير.
زوجة الأسير 'أم أحمد' قالت إنها حتى الآن غير مصدقة أن الاحتلال سيفرج عن زوجها بعد السنوات العشرين التي أمضاها خلف قضبان السجان المحتل، لكنها كانت دوما مؤمنة بحقيقة أنه لا بد للقيد أن ينكسر، وها قد اقتربت لحظة اللقاء التي ستتحول من حلم إلى حقيقة.
وأشارت إلى أن الاحتلال لحظة اعتقال زوجها تركها مع طفلين، أحمد وقتها كان عمره ثلاث سنوات ورمزي الذي زف لعروسه قبل أشهر، كان عمره عاما واحدا، وأنها تسلحت بالقوة والمثابرة ومواجهة كل الصعاب، فواصلت تعليمها الأكاديمي وهي الآن تحضر لنيل شهادة الدكتوراه.
تقول أم أحمد، إنها عانت الكثير وهي تنتظر الإفراج عن زوجها، حيث اعتقل الابن الأكبر، وزف الأصغر لعروسه في ظل غياب والده، إلا أنه كان ماثلا بينهم، رغم كل ذلك صبرت وأفتخر بزوجي الذي ضحى من أجل وطنه، لكن ما يحزنني أنه كان يتمنى أن يحتضن والديه، لكن القدر لم يسعفه فتوفيا قبل تحقيق حلمه.
وأشارت إلى أنهم عاشوا على أعصابهم طوال سنوات الاعتقال عندما كان يتم الإعلان عن وجود صفقة للإفراج عن معتقلين، كانوا يعيشون أصعب اللحظات وكلهم أمل أن يكون ضمن هذه الصفقة وغيرها إلى أن جاءت الدفعة الثانية من الإفراج عن أسرى قدامى.
وأضافت أنها تشعر بالغصة في القلب رغم الإفراج عن زوجها، لأنها تشعر بمدى الأسى والحزن في نفوس العديد من النساء اللاتي ينتظرن قدوم أزواجهن أو إخوانهن أو أبنائهن أو أقربائهن، وبالتالي فرحتنا الكبيرة ستكون عند تبييض السجون من كافة أسرانا البواسل.
أما شقيقة الأسير الوحيدة آمنة فقالت، إن الدنيا لا تسعها، تنتظر بفارغ الصبر، تحاول أن تسابق الزمن للقاء شقيقها، سرعان ما أخذت بالبكاء ثم إطلاق العنان للزغاريد.
أما ابنه البكر أحمد فقال، 'صحيح أن اسمه ورد من بين المفرج عنهم، إلا أنني أعيش في صدمة غير مصدق ما أسمعه وأقرأه، متسائلا، هل فعلا سأتمكن من احتضان والدي وتقبيله والنوم إلى جانبه والذي حرمت منه وأنا صغير؟؟؟
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها