أحيت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في بيروت الذكرى الثالثة عشرة لاستشهاد الرئيس الرّمز ياسر عرفات بمسيراتٍ وإضاءة شموعٍ في مخيَّمات المنطقة، اليوم الجمعة 10-11-2017، بمشاركة فلسطينية لبنانية حاشدة.
وتقدَّم المشاركين عضوا قيادة حركة "فتح" – إقليم لبنان د.سرحان سرحان وأبو إياد الشعلان، وقيادة حركة "فتح" في بيروت وشُعَبها التنظيمية ومكاتبها الحركية، إلى جانب ممثِّلي الفصائل والقوى والأحزاب الوطنية والإسلامية الفلسطينية واللبنانية، واللجان الشعبية وقوات الأمن الوطني الفلسطيني، وممثِّلي المؤسسات والجمعيات الأهلية الفلسطينية، ومنظّمات المجتمع المدني الفلسطيني، والمجموعات الكشفية (يعبد- الكرامة- شعب)، وحشد فتحاوي وشعبي.
ففي مخيّم مارالياس، نظَّم المكتب الحركي الكشفي في الشعبة الغربية (مجموعة شَعَبْ الكشفية) مسيرةَ وفاءٍ للشهيد القائد ياسر عرفات، انطلقت من أمام مكتب منطقة بيروت في مخيم مارالياس، وجابت شوارع وأزقّة المخيّم، وانتهت بإضاءة الشموع لروح الشهيد أبو عمار. ثُمَّ كانت كلمة لحركة "فتح" ألقاها عضو قيادة منطقة بيروت عبد منصورة، جاء فيها: "في الذكرى الثالثة عشرة لرحيل القائد الرمز ياسر عرفات، علينا أن نتذكَّر وقفتَهُ الشهيرةَ أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 13-11-1974 عندما قال: (لقد جئتُكم ببندقية الثّائر بيد، وبالغصن الأخضر بيد، فلا تُسقِطوا الغصن الأخضر من يدي).
لقد آمن الرئيس الشهيد ياسر عرفات أنَّ الثائر الفلسطيني لا يمكن، ولا تحت أي ظرف من الظروف، ولا لأيِّ سببٍ من الأسباب أن يتخلّى عن بندقيّته، فالبندقية هي حامية المشروع الوطني والمسيرة النّضالية الفلسطينية".
واستطردَ منصورة قائلاً: "في هذه المناسبة تؤكِّد حركة "فتح" التمسُّك بالثوابت الوطنية الفلسطينية من رفض للاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس الشرقية، ومقاضاة الاحتلال ومَن سانده، وسهّل له مشروعه الاستعماري في المنطقة".
وأضاف: "في ذكرى رحيلك أبا عمار، عزاؤنا أنَّ قيادتنا الشرعية والمنتخَبة برئاسة الرئيس أبو مازن، والتي أنتجتها المؤتمرات الحركية، متمسِّكةٌ بنهجك الوطني، وعلى دربك سائرون رغم أنف الحاقدين".
وأشار منصورة إلى أنَّ الشهيد أبا عمّار عندما تصدّى للاحتلال كان خياره الشهادة، و"ليس أسيراً أو طريداً"، مؤكِّدًا أنَّ الرئيس أبو مازن سار على دربه بقيادة حكيمة، قادت أكبر معركة سياسية، وأحرزت انتصاراتٍ دبلوماسيّةٍ في المحافل الدولية أحرجت الكيان الصهيوني.
وتوجَّه لروح الشهيد قائلاً: "ستبقى خالداً في قلوبنا وعقولنا نهجَاً وفكراً، وسنحملُ الراية جيلاً بعد جيل حتى يتحقَّق النّصر وتتحرَّر فلسطين من براثن الاحتلال البغيض".
وختمَ منصورة كلمته بتوجيه التحية إلى الأسرى في معتقلات الاحتلال، وإلى الشهداء، وإلى الصامدين المرابطين على تراب الوطن وفي القدس، وتمنَّى الشفاء العاجل للجرحى.
وفي مخيَّم برج البراجنة، نظَّمت حركة "فتح" – الشعبة الجنوبية فعالية إضاءة شموع لروح الشهيد أبو عمّار.
أمَّا في مخيَّم شاتيلا، فقد أضأت حركة "فتح" – الشعبة الرئيسة الشموعَ في ساحة قاعة الشعب. وألقى رئيس تيار "وحدة لبنان" راجي الحكيم كلمةً قال فيها: "يا أبناء مخيَّم شاتيلا، مخيم الشهيد القائد علي أبو طوق، مخيم القائد العام للثورة الفلسطينية الأخ المناضل ياسر عرفات "أبو عمار" -رحمه الله- الذي قال: (يريدونني أسيرًا.. يريدونني طريداً.. يريدونني قتيلاً.. وأنا أقول لهم شهيداً.. شهيداً.. شهيداً)، فهنيئًا لك أيُّها القائد العام".
وأكَّد الحكيم أنَّ الرئيس الشهيد أحبَّ المخيّمات الفلسطينية بشدة، مُضيفًا: "عندما سألوا القائد العام من أحب إلى قلبك قال: (اثنين: المقاتلون في الجنوب اللبناني، وأهلي وأبنائي في المخيمات الفلسطينية).
واستذكر في كلمته بعضاً من ذكريات الشهيد أبو عمار، كونه قد عايش تلك الحقبة من الزمن إلى جانبه في منطقة الفاكهاني وفي العديد من مواقع القتال.
ثُمَّ ألقى أمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في شاتيلا كاظم الحسن كلمةً جاء فيها: "هذا هو عهد مخيّم الشهداء، مخيّم التضحية والفداء، هذا هو مخيّم اللاجئين الصغير بالحجم والكبير بالفعل، هذا المخيم بأبطاله الذي لقَّن العدو الصهيوني دروسًا لن ينساها. من هذا المخيّم كانت دلال المغربي وعملية "سافوي"، ومن هذا المخيَّم انطلقت عملية "ميونخ". نحن هنا في مخيَّم الشهداء، نُحْيي ذكرى استشهاد القائد الرمز أبو عمار، هذا القائد الذي فيه كلُّ صفات القادة الفلسطينيين، وعلى دربه سار أحمد ياسين، والشقاقي، والرنتيسي، وأبو جهاد، وزهير محسن، وكلّ القادة، بالإضافة إلى سمير غوشة، وفيصل الحسيني. نعم هذا القائد الرمز كان يُمثِّل الشعب الفلسطيني أينما حلَّ وأينما رحل. هذا القائد رحل ولكن كلَّ واحد فينا فيه جزءٌ من عرفات. ياسر عرفات كبر بالشعب الفلسطيني، والشعب الفلسطيني كبر به".
وتابع: "نحن نقول صحيح أنَّ أبا عمار رحل، ولكن هذا الرجل بفكره خلَّف ثورةً، وأحيا ثورةً، وهؤلاء الأطفال الذين لم يروا أبا عمار يردِّدون "أبو عمار"، ما يعني أنَّ هذا القائد أصبح جزءًا من عاداتنا وتقاليدنا وميراثنا، وعلينا جميعا أن نكتسب شخصية هذا القائد، وأن نسير على نهجه".
وفي نهاية الفاعلية، دعا أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة بيروت العميد سمير أبو عفش الجميع للمشاركة في المسيرة التي ستنطلق غداً الساعة الرابعة بعد العصر، في مخيَّم شاتيلا في الذكرى الثالثة عشرة لاستشهاد الرئيس الشهيد أبو عمّار.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها