بدعـوة من الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في منطقة صيدا في جنوب لبنان، وبحضور مسؤولة الاتحاد في صيدا كنانة رحمة، والهيئة الإدارية للاتحاد في لبنان، تمَّ تنظيم وقفة تضامنية نصرة للأسرى في سجون الإحتلال الاسرائيلي الذين يخوضون "معركة الأمعاء الخاوية" ضد سجانيهم الصهاينة ومن أجل الحرية والكرامة، وذلك يوم السبت 29/4/2017 في قاعة مركز الأمل للمسنين في مخيم عين الحلوة، بمشاركة ممثلين عن كلا من منظمة التحرير الفلسطينية، وقـوى التحالف الفلسطيني، والأطر النسوية الفصائلية، ومؤسسات المنظمة النقابية واللجان الشعبية والمجتمعية والأندية، وحشد من الهيئات المجتمعية والفعاليات والجمعيات الأهلية. وقـد غصت القاعة بالعشرات من عضوات الإتحاد والفلسطينيات من أهالي مخيمات صيدا.

بدايةً تمَّ عزف النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ثمَّ تحدثت عريفة الحفل رجاء شبايطة بأنَّ أول معركة للأمعاء الخاوية سجلها الفلسطينيون في سجن عكا في العام 1939 بوجه السجَّان البريطاني المحتل، وقادها آنذاك 28 معتقلاً فلسطينياً. وأكدت على أنَّ الأحفاد يمضون هـذه الأيام على ذات الدرب من الشموخ والعنفوان والعزة، من خلال معركة الأمعاء الخاوية، وضد الإحتلال، حتى وأن تغير أسمه من إحتلال بريطاني إلى احتلال إستيطاني صهيوني إسرائيلي. وتوجهت بالتحية للأسرى والأسيرات رواد ملحمة الصمود والتحدي دفاعاً عن حرية وكرامة الأمة جمعاء، وأن أمعاء أسرانا الخاوية أقـوى من سياط جلادي الإحتلال. 

بـدورها، المناضلة الأسيرة المحررة "كفاح عفيفي" أبنة مخيم شاتيلا أستهلت حديثها بتوجيه التحية للأسرى والأسيرات، ورأت بيوم الأسير لهذا العام معلماً خاصاً عما سبقه بسبب معركة الإمعاء الخاوية التي يخوضها أكثر من "1500" أسير ومعتقل في سجون الإحتلال داخل أراضي العام 1948 وفي الضفة الغربية معلنين الإضراب المفتوح عن الطعام، وعلى رأسهم المناضل مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وعميد الأسرى كريم يونس، تحت شعار الحرية والكرامـة. ونقول لهم "أننا معكم وإلى جانبكم، سنكون صوتكم العالي إلى الضمائر الحية، وصرختكم المدوية في وجه أعـداء الإنسانية حتى كسر قيدكم ومعانقة شمس الحرية. وأبدت إستغرابها جـراء سكوت وصمت الهيئات الحقوقية الدولية لجهة دورها في العمل على إنهاء سياسـة العزل الإنفرادي بحق السجناء، والإهمال الطبي وإيقاف الإذلال ووقف الإعتقال الإداري، وفي عرضها لحيثيات الحركة الأسيرة أشارت إلى وجود سبعة آلاف أسير موزعين على اثنان وعشرون سجناً داخل الأراض المحتلة 1948 والضفة الغربية، بينهم مائة وثلاثة وستون أسيرة، بينهن أربعة عشرة فتاة دون الثمانية عشرة عاماً وثلثماية طفل وفتى دون الثمانية عشرة عاماً أيضاً، وهناك مائة وخمسون أسيراً يُعانون من أمراض مزمنة وخطرة، بالإضافة إلى ما يزيد عـن الخمسماية أسير يقضون أحكاماً بالمؤبدات، ومثلهم يخضعون للاعتقال الإدراي، كما ويوجـد إثنا عشر سجينا هم أعضاء مجلس تشريعي في السلطة الوطنية الفلسطينية، ومن المعتقلين الصحفيين يوجد ثمان وعشرين صحفياً، وما يزيد عـن المائتان وعشرة شهيداً قضوا جـراء الإعدامات المبرمجة والتعذيب والقهر.

من ناحية ، وفي سياق الحديث عن تجربتها في الإعتقال تُشير إلى أن اليتيم ليس يتيم الأبوين أو إحدهما، فاليتيم الحقيقي هـو حرمان المرء من أرضه ووطنه.

وأضافت: "نحن شعب حرمنا من أرضنا، نرفض أن نبقى بعيدين عنها". أسجل كل التقدير والمحبة لمخيم عين الحلوة، فيه تعلمنا وفيه تدربنا على السلاح، ومنه انطلقنا بعملية فدائية لقوات العاصفة التابعة لحركة فتـح وفيها أفـراد من شاتيلا وطرابلس والأردن.

ونوهت إلى أنها أُعتقلتْ أثر تعرضها للإصابة في "منطقة كفر كلا" على تخوم الحدود مع فلسطين، ولها من العمر آنذاك سبعة عشرة عاماً، وأُقتيدت إلى معتقل الخيام ورقـم أسرها 2135، وما معتقل الخيام وفـق حديثها هو معتقل الموت، وتُشير إلى أنَّ المحتلين والقيمين على المعتقل لا يُفرقونَ بين أسير وأسيرة، حيث كانت الأسيرات يخضعن لعذاب إنتقامي ربما أشـد، هـذا بوقت تبقى الأيدي والأرجل مكبلة بالقيود والسلاسل، وزد على ذلك التعذيب بالتيار الكهربائي.

وتختم بالقول: "أنا على تواصل مع الحركة الأسيرة، الإعتصامات والوقفات التضامنية مع الأسرى واجب مقدس".